وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون
واشنطن /14 أكتوبر/ رويترز :قالت الحكومة الأمريكية انها تأسف بشدة للكشف عن أي معلومات سرية وسوف تشدد اجراءات الامن للحيلولة دون تسرب معلومات مثل برقيات وزارة الخارجية التي كشف عنه موقع ويكيليكس.وكان موقع ويكيليكس (WikiLeaks) الذي يهدف الى مكافحة الفساد في الشركات والحكومات قد حصل على أكثر من 250 ألف برقية وتكشف تلك البرقيات التي أعطيت لصحيفة نيويورك تايمز ومؤسسات اعلامية اخرى ونشر بعضها يوم الاحد عن خبايا الدبلوماسية الامريكية ومن ذلك تقييمات صريحة ومحرجة لبعض زعماء العالم.وقبل يوم الاحد نشر ويكيليكس نحو 500 ألف وثيقة امريكية سرية عن الحروب في العراق وافغانستان.وأضاف وزارة العدل الامريكية انها تجري تحقيقا جنائيا بشأن تسريب المعلومات وقال البيت الابيض ووزارة الخارجية والبنتاجون جميعا انهم سيتخذون اجراءات للحيلولة دون كشف مثل هذه المعلومات في المستقبل.وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أول تعليق لها على نشر برقيات الخارجية الامريكية ان بلادها تأسف بشدة للكشف عن معلومات سرية.ولم تشأ كلينتون ان تعقب تعقيبا مباشرا على البرقيات أو مضمونها لكنها قالت ان الولايات المتحدة ستتخذ اجراءات قوية لمعاقبة المسؤولين الذين “سرقوها.وأضافت كلينتون للصحفيين “الولايات المتحدة تأسف بشدة للكشف عن معلومات كان من المقرر أن تبقى سرية بما في ذلك مباحثات غير معلنة بين نظراء او تقييمات وملاحظات شخصية لدبلوماسيينا.ورددت كلينتون صدى ادانات في وقت سابق لتسريب الوثائق قائلة “انه يعرض للخطر حياة أناس ويهدد امننا القومي ويقوض جهودنا للعمل مع بلدان اخرى لحل مشكلات مشتركة.ونقلت برقية دبلوماسية مؤرخة عام 2008 منشورة في الموقع الالكتروني لجماعة ويكيليكس عن عادل الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة قوله ان العاهل السعودي الملك عبد الله حث الولايات المتحدة مرارا على “قطع رأس الافعى” بشن هجمات عسكرية لتدمير برنامج ايران النووي.ومع ان صحيفة نيويورك تايمز قالت انها حصلت على المجموعة الكاملة المؤلفة من 251287 وثيقة من مصدر لم تذكر اسمه فان ويكيليكس نفسها نشرت 246 وثيقة منها فحسب حتى وقت متأخر يوم أمس الأول الاثنين.وأمر البيت الابيض المؤسسات الحكومية بتشديد السياسات الخاصة باستخدام المعلومات السرية وقالت وزارة الخارجية انها ستجري مراجعة لمن يمكنهم الوصول الى شبكاتها وقواعد بياناتها وستجعل تلك القواعد أكثر صرامة.وقال أمر صادر عن مكتب الادارة والميزانية في البيت الابيض نشر يوم أمس الأول الاثنين ان الاجراءات الجديدة التي ستتبعها الحكومة ستحرص على ضمان “ألا تتاح للمستخدمين امكانيات أكبر مما يلزم لاداء واجباتهم بشكل فعال.ومن بين المعلومات التي شملتها الوثائق المسربة ونشرتها نيويورك تايمز وثيقة تعبر عن الشكوك في ان ايران حصلت على صواريخ متطورة من كوريا الشمالية قادرة على ضرب مصالح أمريكية وفي غرب اوروبا وان ايران تستخدم تلك الصواريخ لتطوير صواريخ أطول مدى.وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان علاقات بلاده بدول الجوار لن تتأثر بالمعلومات التي سربها موقع ويكيليكس الالكتروني وبعضها كشف عن عداء بعض الدول العربية.وأضاف أحمدي نجاد “الدول الاقليمية كلها دول صديقة بعضها لبعض. هذا العمل المؤذي لن يكون له تأثير على علاقات الدول.وأضاف “قطاع من الحكومة الامريكية هو الذي قدم هذه الوثائق. لا نعتقد ان هذه المعلومات مسربة بل نعتقد انها نظمت لتسرب بشكل متكرر لتخدم أهدافا سياسية.وتتركز التحقيقات في قضية ويكيليكس حتى الآن على برادلي مانينج وهو محلل بالمخابرات العسكرية الامريكية في العراق.ومانينج رهن الاحتجاز لدى الجيش الامريكي ومتهم بتسريب تسجيل سري مصور لهجوم بطائرة هليكوبتر عام 2007 قتل 12 شخصا في العراق بينهم صحفيان من رويترز.ووفقا للائحة الاتهام العسكرية الموجهة الى مانينج فانه متهم بالحصول على “اكثر من 150 الف برقية دبلوماسية”. ورفض مسؤولون امريكيون ان يقولوا هل تلك البرقيات هي نفس التي حصلت عليها ويكيليكس والمؤسسات الاعلامية؟.