غضون
* عندما كنت صغيراً كان مجاذيب ابن علوان يتوافدون إلى باب دارنا وفوداً متكرراً .. يأتي أحدهم ويقف بباب الدار يقرع “الطبيلة” ثم ينشد .. اليوم يا سلطان كل سلطان .. شيخ الولاية أحمد بن علوان .. إلى أن يقول يا من مجاذيبك مئة قبيلة .. يا حي! ثم يهوي بالفأس فوق نا صيته أو على كتفه .. وكانت جدتي تتوسل إليه وقف إراقة الدماء حتى لا يخيف الصغار .. ثم تخرج إليه بقليل من الحبوب فينصرف ويفعل الشيء نفسه في بقية دور القرية.*كنا نسأل : لماذا لا يشعر بالألم من ضربة الفأس .. فيقال لنا : هذا مجذوب ويطعن على خصالة ابن علوان .. وهي شجرة يقال إنها موجودة بجوار قبره المعروف في يفرس وهي التي كانت تتلقى تلك الضربات .. رسل أو مندوبو أحمد بن علوان الذين يطعنون على شجرة خصالة الكبيرة هم في الحقيقة مجموعة من النصابين أو المحتالين الأذكياء الذين استغلوا مكانة الشيخ أحمد بن علوان في النفوس فراحوا يجمعون الأموال والحبوب بدعوى صيانة مرقده وإقامة موالده وإطعام ضيوفه.حضرت هذه الحكاية أمس إلى ذهني وأنا أقرأ أخبار مجاذيب غزة .. وأخبار المحتالين والنصابين الذين استغلوا المأساة وراحوا يطعنون “خصالة” الجهاد، ويطعنون ظهور أبناء غزة بعد أن طعنت إسرائيل صدورهم وهشمت رؤوسهم ودمرت بيوتهم .. مجموعة من مالكي العملات المزورة وجدوا حملات التبرعات فرصة مواتية لشراء العملة النظيفة بالعملة القذرة .. انتشروا على المساجد وهناك استحضروا عواطفهم وقالوا : نريد التبرع ولكن للأسف لدينا أوراق من فئة خمسمائة ريال سعودي، أصرفوا لنا هذه وخذوا نصفها وردوا لنا الباقي .. فأخذوا الريالات السليمة وتركوا لأهل غزة ورقاً مزورة من فئة خمسة ريالات سعودية لا قيمة لها .. أنا لا أفتري .. فهذا قد حدث قبل يومين في العاصمة صنعاء وتحديداً بأحد المساجد في مديرية السبعين.* أحزاب اللقاء المشترك خرج أمس مجاذيبها ببيان يدين ويستنكر قرار حكومة المؤتمر الشعبي العام بعدم المشاركة في القمة العربية بالدوحة، واتهمها مجاذيب المشترك بأنها انصاعت للإملاءات والضغوط الإقليمية والدولية التي يتخذها العدوان الإسرائيلي .. هكذا دفعة واحدة وبهذه الجرأة الحقيرة .. هم يعرفون أن اليمن لم تشارك في قمة الدوحة لأن قمة الدوحة لم تنعقد أصلاً نظراً لعدم توافر النصاب .. ولكنهم كمحتالين ونصابين سياسيين أرادوا استخدام “خصالة” غزة ليطعنوا في قومية ووطنية قيادة المؤتمر وحكومته لتحقيق هدف سياسي، وهو هدف لن يحققه هؤلاء المجاذيب لأن الشعوب في اليمن وفي فلسطين والعالم العربي يعرفون موقف الرئيس والمؤتمر وحكومته.