بعد دخول الخطة الأمنية يومها الرابع في بغداد
بغداد / وكالات:دخلت الخطة الأمنية المطبقة في بغداد يومها الرابع وسط استمرار هجمات المسلحين وقالت مصادر الشرطة إن 31 قتيلا و74 جريحا سقطوا في هجمات متفرقة بالساعات القليلة الماضية بينها أربعة تفجيرات في العاصمة وحدها.فقد قتل 11 من أفراد الجيش والشرطة العراقيين وجرح 15 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة بمنطقة العلوية وسط بغداد.كما لقي عراقي مصرعه وجرح خمسة آخرون بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة بالقرب من المسرح الوطني بمنطقة الكرادة جنوبي العاصمة.وفي بغداد أيضا قتل ستة عراقيين وأصيب 25 آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة في سوق هرج بمنطقة الباب الشرقي وسط المدينة.وسقطت قذائف هاون على سوق السربادي في حي الكاظمية شمالي بغداد مودية بحياة عراقيين اثنين إضافة إلى جرح 14 آخرين.وفي المحمودية جنوب العاصمة قتل سبعة أشخاص وجرح 15 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش عسكرية في البلدة.وقتل مسلحون مجهولون عراقيا قرب منزله في المحاويل جنوب بغداد كما اغتال مجهولون راسم موسى نائب رئيس مجلس بلدية الدغارة واثنين من أبنائه في البلدة الواقعة جنوب العاصمة.وتأتي هذه الانفجارات في اليوم الرابع لتطبيق الخطة الأمنية التي وضعتها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للحد من أعمال العنف في العاصمة حيث انتشر ما يزيد على 50 ألف شرطي وجندي عراقي وأميركي.وفي تطور آخر اعترف الجيش الأميركي بمقتل أحد جنوده وفقدان اثنين آخرين في هجوم استهدف نقطة تفتيش قرب بلدة اليوسفية جنوب غرب بغداد. وقال بيان عسكري إن الهجوم وقع مساء أول من أمس مشيرا إلى أن قوة للرد السريع وصلت المنطقة وبادرت بالبحث عن الجنديين المفقودين بعد سماع أصوات إطلاق نيران أسلحة خفيفة وانفجارات. وتأتي الخسائر الأميركية الجديدة بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع (البنتاغون) مصرع 2500 من جنودها بالعراق منذ الغزو في مارس 2003. تزامن ذلك مع تهديدات أطلقها مجلس شورى المجاهدين الذي يضم ثماني جماعات مسلحة بالعراق بينها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قال فيها إن مقتل أبو مصعب الزرقاوي لن يغير من ساحة المواجهة بالعراق بل سيزيدها قوة وشراسة.وأضاف عبد الله رشيد البغدادي الذي يقدم على أنه رئيس مجلس شورى المجاهدين في رسالة صوتية تلاها أبو عمار الدليمي الناطق الإعلامي وعرضها أحد المواقع الإلكترونية أن موت الزرقاوي لن يزيد أتباعه وإخوانه إلا تماسكا وترابطا وإقداما وثباتا على منهجه داعيا من أسماهم المجاهدين داخل العراق وخارجه إلى تربية جيلهم على منهجه.وقد اختارت القاعدة من أسمته حمزة المهاجر خلفا للزرقاوي الذي قتل بغارة أميركية الأسبوع الماضي شمالي بغداد وذكر الجيش الأميركي أنه يشتبه في أن المهاجر هو من وصفه بالمتشدد (أبو أيوب المصري) الذي شكل أول خلية للقاعدة في بغداد.من جهتها حذرت هيئة علماء المسلمين مما وصفتها بمخططات تصفية السُنة في محافظة البصرة جنوبي البلاد بعد اغتيال ممثل الهيئة هناك الشيخ يوسف حسان واثنين من مرافقيه واصفة الخطة الأمنية الحكومية للحفاظ على الأمن بأنها لا تحمي إلا من ينفذ تلك المخططات.وجددت الهيئة اتهامها وزير المالية بيان جبر صولاغ عضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ووزير الداخلية بالحكومة الانتقالية السابقة بالتورط في إدارة مليشيات القتل وتعذيب سجناء.وطالبت بمحاكمته في محكمة دولية قائلة إن إسناد حقيبة له وإبقاء مساعديه في مناصبهم يعني أن الحكومة الجديدة مشتركة في الجرائم.سياسيا قالت الأمم المتحدة إن أمينها العام كوفي أنان وافق على مساعدة العراق على الحصول على دعم سياسي ومالي ردا على طلب تقدم به رئيس الحكومة نوري المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش.وتلقى أنان اتصالا هاتفيا من المالكي الأسبوع الماضي في حين تحدث وزير الخارجية هوشيار زيباي إلى أمين المنظمة الدولية في نيويورك الخميس الماضي بشأن "اتفاق دولي للعراق".وبموجب هذه الخطة ستلتزم بغداد باتخاذ سلسلة لم يكشف النقاب عنها بعد من الخطوات السياسية والاقتصادية والأمنية مقابل الحصول على مساعدات دولية ودعم سياسي.وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن أنان يتطلع قدما للحصول على مزيد من المعلومات من العراقيين بشأن الاتفاق والدور الذين يريدون من الأمم المتحدة أن تقوم به.وعين أنان نائبه مارك مالوتش براون ومبعوثه إلى العراق أشرف قاضي منسقين للبرنامج كما قال بوش بمؤتمر صحفي الأربعاء الماضي إنه سيرسل روبرت كيميت نائب وزير الخزانة وفيليب زيليكو مستشار وزارة الخارجية إلى الأمم المتحدة والخارج في محاولة لمساعدة العراق على تطوير الاتفاق. من ناحية أخرى أعلن الجيش الأميركي استكمال التحقيق في اتهامات مشاة البحرية لأميركية بقتل 24 مدنيا في بلدة حديثة العراقية العام الماضي.وينتظر من قائد القوات البرية الأميركية في العراق الجنرال بيتر تشياريلي الذي تلقى نتائج التحقيق إما الإقرار بالنتائج أو طلب مزيد من المعلومات من ضابط التحقيقات.وقد يؤدي تحقيق منفصل يجريه جهاز التحقيق الجنائي التابع للبحرية الأميركية إلى توجيه اتهامات بالقتل العمد للجنود المتهمين.وقاد الرائد جنرال ألدون بارجويل بعثة تقصي الحقائق التي تحقق فيما إن كان مشاة البحرية الضالعون في الحادث الذي وقع يوم 19 نوفمبر قد كذبوا بشأن حقيقة ما حدث وكذلك فيما إن كان ضباط كبار من سلاح مشاة البحرية تثبتوا بشكل كافٍ من صدق روايات الجنود.وفي السابق قال مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية إن تحقيقا أوليا للجيش أجري في فبراير ومارس وجد أدلة على أن جنود مشاة البحرية الضالعين في الحادث أعطوا روايات كاذبة عن حقيقة ما حدث. يذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش تعهد مطلع الشهر الجاري بإجراء تحقيق نزيه حول مجزرة حديثة ولم يستبعد معاقبة من يثبت تورطه فيها.