شحة المياه في لآبار
نعمان الحكيم :* قرية بئر أحمد .. إحدى قرى محافظة عدن، وهي التي تمتاز عن باقي قرى المحافظة كونها تمتلك حوضاً مائياً يغذي المنطقة، ويمتد خيره إلى المدينة عدن وأحيائها (مديرياتها)، وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى بعد أن ظلت هذه القرية على مر السنين تحتفظ بحوض غزير من المياه العذبة التي تستقيم بها الزراعة والحياة عموماً.. وها هي اليوم تتواصل .. ولكن !!* بئر أحمد، بلاد العقارب المشهورة، لم تكن تشكو يوماً من شح المياه، لأنّها مخزن كبير وضخم، كما أسلفنا ومن الغزارة الزائدة أنّه يذهب ماؤها إلى عدن / العاصمة الاقتصادية /، ونعلم ما تعني كلمة اقتصاد لوحدها، وبدون الماء لا يمكن تحقيق نجاحات تذكر.. وهو ما يدعونا لان نفكر في عملية تدفق المياه سواء من بئر أحمد أو لحج وأبين إلى عدن والحرص كل الحرص على ألا يختل الميزان بين مناطق الأحواض وبين المنطقة المستقبلة للمياه، بحيث لا يمكن أن يصبح القول المأثور :(الماء بجنبي وأنا عائش بجنب الماء .. عاطش وميت ظمأ .. الخ)، وهو القول الذي يدعون للعدل تماماً، وقد رأينا أبناء وسكان منطقة بئر أحمد يرفعون أصواتهم بالشكوى، لشح وقلة المياه في قريتهم التي لم تكن كذلك.. وربما لانفتاحها للاستثمار والمشاريع الكبيرة والضخمة، ولعشوائية الحفر والسيطرة على الآبار.. ولاحتياج المدينة عدن وضواحيها من الماء بحكم التوسع العمراني والصناعي وغيرها.. ربما لكل ذلك كانت بئر أحمد قد ازدادت معاناتها، وقد يكون الصيف القادم ضيفاً ثقيلاً على الجميع وخصوصاً منطقة بئر أحمد نفسها، لذلك كان لابد من عمل دراسات وبرامج للتوزيع العادل للماء.. خصوصاً وأنّ عدن اليوم قد يكون سكانها تجاوز المليونين، إذا لم نـُبالغ في ذلك، وامتدت الإنشاءات إلى حدود لحج وأبين في انتشار سريع ويتطلب خدمات عديدة ومنها المياه، شريان الحياة بدون جدال.* إنّ مياه بئر أحمد التي استحدثت فيها عشرة آبار العام الماضي، لتغطي الضعف الحاصل من حقلي تبن وأبين، ربما قد يكون أحد أسباب شح المياه للمنطقة نفسها ما يعني ضرورة بناء خزانات كبيرة تغطي الاحتياجات وقت الذروة، ولا تؤثر على انسياب المياه للمدن الأخرى.. وربما هذا الحل قد يكون وارداً، لكن التعجيل به سيعطي طمأنينة لأهل البيئ وسكانها ويُعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.. والكل في الوطن سواسية، وبمثل ما لك.. عليك!* ثمَّة مشكلة مطروحة.. خطيرة.. تلك هي حفر البيارات للمباني التي تمّ الاستثمار على أساسها، ولأنّه لا توجد شبكة صرف صحي تواكب ما يجري، فإنّ البيارات سوف يكون لها مردود سلبي وخطير على المياه الجوفية وعلى البيئة عموماً، وهذا موضوع لا نهول في طرحه، لكننا لا نقلل أو نستهين بمضاعفاته مهما كان صغرها.[c1]والله الهادي لنا جميعاً إلى سواء السبيل[/c]