خاطرة
هل يمكن أن تتصور حياتك بدون أمل؟!كيف سيكون طعم الدنيا لون الأيام؟!تصور أن ترى البحار كلها ميتة..سوداء والسماء صفراء تنبعث منها رائحة الموت.تخيل أن ترى وجه حبيبتك أمامك من دون شفايف..تخيل أن تكون بعيداً عن نفسها وحاجز كبير يفصل بينك وبين بريق عيناها ويحرمك من الولوج إليها عبر مساماتها.تصور أن تبكي أمام كل الناس ولا يسمعك أحد..صور أن تصرخ بأعلى صوتك ولا يسمعك إلا سوداء الليل..جلاد حياتك.تخيل أنك أحببت بكل جوارحك ودخلت مساحات رعشة الوجع الجميل..وبكيت كثيراً فوق قبر ذاتك ووهج أيامك التي أنطفأت ومضت متعبة من وجع الليالي الحزينة وتبدد أحلام الطفولة المقدسة التي هدم معبدها غول الحقائق المرة فوق عرش مجد الفتوحات التي أنطفئ نورها على عتبات تكسر الأحلام وانهيار جبال الآمال العريضة. أيها الليل المسافر فينا زمنياً طويلاً ترسم الخوف والوحدة والتوحش فوق نسيج نهارنا الحالم بالغد الأجمل..لقد سئمتك..أنا حقاً افتقدتك ولا أنكر أبداً أنني أدمنت سكونك وأهاتك وأوجاعك التي لا تنتهي عند حد..لم تعد تخيفني فكلانا مدمن لروح الآخر.[c1]طارق حنبلة[/c]