مع الأحداث
عزيزي القارئ الكريم.. ثمة خطر حقيقي محدق بنا وببيئتنا الهشة والسريعة العطب!.. هذا الخطر يتمثل في انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون السام.. إلى الهواء الذي نتنفسه جراء أدخنة الحرائق المشتعلة هنا وهناك، ومن كل شيء قابل للاحتراق، مهما كبر حجم شعلة النار أو صغر!.. وهذا الغاز له شكلان مختلفان، وقاتلان للحياة العضوية، ومدمران حقيقيان للبيئة العامة دون رحمة!.. وفي شكله الأول يكون بصورة غازية منبعثة مع أدخنة الحرائق.. وفي شكله الآخر يكون بصورة بودرة سوداء.. وهي تلك البودرة التي تخلفها المواد الصلبة، وغير القابلة للتحلل الطبيعي! مثل إطارات السيارات.. وهذا ما نريد أن نوضحه لك عزيزي القارئ الكريم.برزت مؤخراً ظاهرة إحراق الإطارات كنوع من الاحتجاج لمجموعة من الناس.. إن مشعلي تلك الإطارات لا يعلمون بأن ما يقومون به يعتبر جريمة قتل متعمد بحق المواطن الآمن على نفسه وعلى سلامته الصحية، أو هي كذلك!.. وبأنهم لا يعلمون بالضرر المباشر عليهم هم أولاً وقبل الآخرين، جراء استنشاقهم الهواء المشبع بتلك الغازات السامة، وبالتالي على أهالي تلك الأحياء السكنية في إطارها، وبأن هناك أعداداً كثيرة من الأطفال والشيوخ والنساء والذين يجبرون على استنشاق أدخنة حرق الإطارات كما تنبعث الأدخنة بخامها الأسود - بودرة ثاني أكسيد الكربون - التي تترك بصماتها جلية على الطرقات والجدران وأعمدة الإنارة.. وتحيل كل ما يحيط بها إلى السواد!.. ويأتي الماء المتدفق من عربات الإطفاء أو المواسير أو مياه الأمطار ويمتزج بها وتأخذها معها في جريانها إلى عمق التربة، وتكون بذلك سبباً في موت النبات، وموت كل كائن عضوي يحيا في التربة، وصولاً إلى الآبار الجوفية، والتي تقوم بتسميمها!.. ونكون نحن الذين نحيا على مياه تلك الآبار، والمسممة بتلك البودرة السوداء السامة، الضحايا الرئيسيين لها!!.إن أغلب الشعوب المتحضرة، قد تخلت عن فعل ذلك، لعلمها بالضرر الجسيم الذي سيلحقه فعلهم هذا ببيئتهم وبصحتهم.. فهل سيعي الإنسان اليمني أنه يقتل نفسه وأهله وجيرانه بفعلته تلك؟؟ وهل سيكفون عن فعل ذلك، واللجوء إلى شكل آخر أكثر تحضراً ومدنية، لا يضر بصحة وسلامة الناس، ولا يفسد كما يقولون - الزرع والضرع وما أحمل أن تكون صحتنا تحت رعايتنا واهتمامنا أولاً وقبل أي جهة، أو سلطة صحية.. وكذلك بيئتنا بسبب الحفاظ على جمال ونظافة شوارعنا وأحياءنا السكنية.. وأن لا نتمادى في استخدام الوسائل المضرة ببيئتنا، وبصحتنا وبمنظر مدننا وجمالها، طالما وان هناك وسائل وطرق أخرى غير ضارة وتحقق المراد.. ومن يقوم بحرق الإطارات أشخاص عديمي المسؤولية، وعليهم الكف عن أذيتنا وتعريضنا لخطر السموم الكربونية، والله يجنبنا شرورها ويحبط شر محرقي الإطارات.. وهنا نقول للمختصين البيئيين، عليكم بتنظيف ذلك الخام الكربوني من شوارعنا التي شهدت مراسيم وطقوس حرق الإطارات، وتجريم مرتكبيها.