القاهرة / متابعات :شهدت جنازة السيناريست المصري الكبير عبد الحي أديب أمس الأربعاء الماضي زحاماً شديداً وأطياف سياسية وإعلامية مختلفة بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهرا ليصل العدد المحتشد أمام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين إلى أكثر من خمسة آلاف شخص. شهد الجنازة جمال مبارك نجل الرئيس المصري أمين لجنة السياسات بالإضافة إلي الكثير من نجوم الفن بينهم عادل إمام وحسين فهمي وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوي ومحمود ياسين في حين غابت نجمات السينما المصرية تماما. أيضا حضر مفتى مصر الدكتور علي جمعه جنبا إلى جنب مع الدعاة الجدد الذين كان أبرزهم عمرو خالد وخالد الجندي والكاتب العلماني علي سالم .كان أديب توفي صباح الأحد الماضي بمستشفى برن بسويسرا عن عمر ناهز السابعة والثمانين عاما بعد صراع طويل مع المرض، وكتب الروائي أديب خلال مشوار حياته نحو 200 فيلما أولها كان فيلم "باب الحديد" الذي أخرجه المخرج يوسف شاهين.وبوفاته تفقد السينما المصرية شيخ كُتَّاب السيناريو فيها، وهو اللقب الذي اشتهر به الكاتب المخضرم، الذي كان أول من أدخل نظام الورشة في كتابة السيناريو، وهو نظام عالمي منتشر في العالم كله، لولا أن كُتَّاب السيناريو في مصر يبتعدون عنه خوفا من أن يتهمهم أحد بالفقر في الإبداع، لكن أديب جازف وضع أول ورشة سيناريو مصرية، وضم لها تحت رئاسته مجموعة من كتاب السيناريو الشباب الذين أصبحوا فيما بعد كتابا محترفين، أمثال: أحمد عبد الوهاب، ورؤوف حلمي، وعبد القادر نجيب، ووليد سيف.كما عمل الروائي أديب مع كبار المخرجين المصريين من بينهم صلاح أبو سيف و نيازى مصطفى و عاطف سالم وتم اختيار أربعة من أفلامه في استفتاء لأفضل 100 فيلم مصري وهى "باب الحديد" و "ام العروسة" و "الخائنة" و "صغيرة على الحب".على مدار حياته الفنية حصل السيناريست عبد الحي أديب على الكثير من الجوائز والأوسمة منها جائزة أحسن سيناريو من المهرجان القومي للأفلام الروائية عن فيلمه "ديسكو ديسكو"، وجائزة أحسن سيناريو عن فيلم "سعد اليتيم" في مهرجان جمعية الفيلم، وشارك فيلمه الأول "باب الحديد" في مهرجان برلين السينمائي الدولي في مطلع الستينات.أما آخر أعماله فهو سيناريو فيلم "ليلة ألبيبي دول" والمقرر أن تنتجه شركة جودنيوز ويخرجه نجله المخرج عادل أديب .وإلى جانب رصيده الوافر من الأفلام الكوميدية قدم مسلسلا تلفزيونيا واحدا في الثمانينيات هو "فيه حاجة غلط"، للراحل حسن عابدين وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه.يذكر أن أديب المولود في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية تخرج من معهد الفنون المسرحية عام 1956 و عمل بعد تخرجه مساعد مخرج قبل أن يتفرغ لكتابة السيناريو . أما عن حياته الخاصة فكان أديب زوجاً محباً لزوجته السيدة بسيمة محمد التي تزوج بها في عام 1949 وارتبط بها في قصة حب حفلت بالعشرة والمودة التي ميزت زيجتهما والتي تابعها الوسط الفني طوال تلك السنوات. وللراحل ثلاثة أبناء يعملون جميعا في المجال الإعلامي هم عماد الدين أديب الصحفي والإعلامي البارز وصاحب مؤسسة جود نيوز للإنتاج وعمرو أديب الصحفي ومقدم البرامج بفضائية الأوربت إلى جانب عادل أديب المخرج والمنتج، كان يطلق عليهم وصف: "الثلاث عمارات الكبيرة". ويحكي عادل أديب عن والده فيقول: ونحن صغار لم نكن ننتمي الى طبقة الأثرياء كان بيتنا بسيطاً كحياتنا إلا أن إصرار أبي وأمي على تقديم أفضل تعليم لنا دفعهما الى إلحاقنا بأعرق مدارس القاهرة.وأتذكر أنه في إحدى السنوات تعثر أبي في سداد المصروفات فقررنا نحن الثلاثة إخبار والدينا بعزمنا على الانتقال إلى مدرسة أخرى، فكان نصيبنا علقة ساخنة لمجرد التفكير في هذه الفكرة حيث أصرا على إكمال الطريق معنا مهما كلفهما الأمر.كان يعبر عن دوره في الحياة بقوله: كاتب السيناريو لا يعني فقط مترجم لقصة بشكل سينمائي، ولكنه في المقام الأول محلل للخلفيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يحياها المجتمع فهو يصنع تمثالاً بملامح واضحة ويعطيه للمخرج كي يمنحه الحياة.
|
ثقافة
بعد صراع مع المرض .. السيناريست أديب يرحل مخلفا 200 فيلما للسينما المصرية
أخبار متعلقة