الكاتب المعروف فيصل الصوفي صاحب نصف العمود المعنون بـ “غضون” في صحيفة (14أكتوبر) العدد (14067) – 29-3-2008م كنت أظن هذا الكاتب من أفقه الناس في الدين حتى قرأت آخر ماسطره قلمه في نصف عموده الأنف الذكر عن رسولنا العظيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم الذي يعتقد كاتبنا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ من كتاب أو من مخطوط مكتوب ويعتقد بأنه يكتب كما نكتب في ورق وقراطيس ويحسب كما نحسب في سجلات الصادر والوارد التجارية أو الحاسوب الاليكتروني..!! ولو رجع كاتبنا إلى القرآن الكريم وإلى أحاديث النبي العظيم وسيرته العطرة لوجد ما يناقض قوله واعتقاده الذي لا يستند إلى دليل أو حجة أو برهان فالذي علم آدم الأسماء وأسجد له ملائكته الذين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا وهو الذي جعل ذرية آدم ونسله يخرجون من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة لكي يشكروا الله على هذه النعم ويتعلموا العلم ويتلقوا المعرفة بتلك الحواس وهو الذي أنطق عيسى عليه السلام في المهد وعلمه إحياء الموتى وكلم موسى تكلمياً وهو الذي قال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:”وأوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان..”وقال له:”وما كنت تتلو من قبله من كتاب أو تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون.” فهو الذي أنزل القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي عن طريق الوحي الذي تلاه عليه جبريل عليه السلام وسمعه عنه سماعاً والسمع من أسماء القرآن وتكفل الله سبحانه بحفظه في صدره حتى لاينساه فقال:”سنقرئك فلا تنسى..” وأمره بعدم تحريك لسانه وعدم العجلة في حفظ القرآن من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله سبحانه وتعالى بعد هذا الأمر قال له:”إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه ماتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه.” لكن البعض عندهم مشكلة وأزمة في تفكيرهم عندما يظنون أو يتخيلون بأن رسل الله وأنبيائه لا يتميزون عن بقية البشر في شيء ويتناسون بأن الله سبحانه قد اصطفاهم بالنبوة والرسالة والكتب والمعجزات، صحيح أنهم بشر لكنهم متميزون، أحدهم كلم الناس في المهد والآخر أتاه الله الحكم صبياً وآخر يحيي الموتى بإذن الله ورابع مشى على الماء وخامس تتحول النار من حوله إلى برد وسلام وآخرهم جعله الله معلم البشرية جمعاء برغم أميته والله قادر على ذلك وهو على كل شيء قدير ومع ذلك فهو يقرأ ما سمعه عن غيره ولم يقل ما أنا بقارئ في المرة الرابعة التي قرأ فيها سيدنا جبريل عليه السلام على رسولنا صلى الله عليه وسلم:”إقرأ بأسم ربك الذي خلق” فذهب إلى أمنا خديجة رضي الله عنها وقرأ ما سمع، ثم قرأها على بعض الصحابة وهكذا. و”فعل” اقرأ هذا هو مثل قوله تعالى:”سبح بأسم ربك الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى، سنقرئك فلا تنسى”..يقول الكاتب: إن كلمة أمي في القرآن أطلقت على الرسول بوصفه رسولاً إلى الأميين، أي الذين لم يكن لهم كتاب ورسول مرسل مثل اليهود والنصارى” فماذا يقول الكاتب في أميي يهود يثرب أو المدينة وهم أهل كتاب الذين قال الله عز وجل فيهم:”ومنهم أميون لايعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون” 78/البقرة.وبالرجوع إلى المرويات والآثار والوقائع التاريخية مثل الاتفاقيات وكتابة القرآن والسيرة النبوية تبين لنا بما لايدع مجالاً للشك بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب القرآن بيده وهاهي الأحاديث النبوية المتواترة والصحيحة الموصولة إلى النبي تؤكد بأنه كان للنبي عليه الصلاة والسلام كتاب وحي، ولا يوجد أي أثر ملموس أو مسموع يؤكد بأن النبي كتب حرفاً واحداً من كتاب أو صفحة أو سورة أو حتى رسالة خطها بيمينه، وقد كان الناس في زمانه حريصين على متابعة وتسجيل وتوثيق كل صغيرة وكبيرة عن سيرته العطرة إلا أن الله سبحانه جلت قدرته قد عوضه عن القراءة كتاب الوحي من الصحابة حوله وقد جمع الله له خصالاً سامية ورفيعة مثل رجاحة العقل والذكاء ويحسب لكل أمر من الأمور مائة حساب وجمع بين المنطق والصدق والأمانة والحلم والفطنة وكل خصال الكمال البشري التي لايحتاج الإنسان معها إلى كتابة ولا إلى قراءة.ومن الخطأ المعيب إسقاط أمية النبي على العرب لأنه تكريس للجهل والتخلف لسبب بسيط هو أن هؤلاء ليسوا أنبياء ولا رسلاً معصومين وإن عدم القراءة والكتابة بالنسبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لا تزيد انه إلا إعجاز مع إعجاز القرآن ولا تنتقص من كمال معرفته وعلمه الذي انتصر به على القراءة والكتابة بقوة ما وهبه الله من عمق في الفقه وقوة في السمع والحفظ ودقة في الحساب وبما أراه الله وكشف له حجب الغيب وبما فضله الله على سائر الأنبياء والمرسلين.فالأمية في القراءة من كتاب الا أنه يقرأ اما سمعه ووعاه ويخط خطاً مجرداً على الرمال مرمزاً كوسيلة تفسيرية لقرآن وخلافه.
|
آراء حرة
الأمية لرسولنا معجزة ولغيره جهل وعجز..!!
أخبار متعلقة