إنها عدن .. ثغر اليمن الباسم
نعمان الحكيملايزال موضوعنا مرتبطا بموضوع الاسبوع الماضي, انه موضوع المياه والبيئة والنظافة في محافظة عدن, وجهود السلطة المحلية التي على رأسها الاخ المحافظ احمد الكحلاني الذي بدأت عدن تتنفس في ظل سلطته كمحافظ ورئيس للمكتب التنفيذي, بدأت فعلا تتغير فيها عدد من الامور الى الاحسن رغم ان بعضها مايزال يثير الحزن والالم فيما يتعلق بأمور المعيشة الهامة, لكن تظل مسالة المياه والنظافة في تطور مزدهر وهو ما ينسينا بعض احزاننا كما يقول البعض.والمياه في هذا الشتاء الجميل, ان جاز التعبير, كان مبعثها الامطار التي هي الاساس لثروة الماء سواء في الماضي ام الحاضر, اذ ان الامطار والسيول, عامل مهم لتغذية المياه الجوفية في الاحواض والعيون والآبار, وتزداد فاعلية ذلك كلما كانت الامطار مستمرة في الهطول ويستفاد منها في تحويلها الى المواقع المطلوب تغذيتها بدل ان تذهب الى البحر, دون أي فائدة تذكر منها:ففي عدن هطلت الامطار لايام عدة, وسبحان الخالق فقد كانت تتوزع على المدن على اختلافها فتارة في الشيخ عثمان والمنصورة, ويوم آخر في المعلا وكريتر, واخرى في خورمكسر والبريقة ودار سعد.. وهكذا, انها حكمة الخالق عز وجل يتوزع خيره على المناطق لتقل الخسائر خاصة وان مدن عدن بعضها بناؤها قديم ولاتتحمل الامطار الغزيرة يوما بعد يوم, وهو ما جعلنا نطلب الرحمة من الخالق في عدم استمرار الامطار, رغم ترقبنا لها وشوقنا على مدار السنة.عدن استقبلت امطار لخمسة ايام متتالية كما اوضحنا, لكنها كانت متفاوتة الهطول وبدقائق قليلة ولم تستمر لاوقات طويلة, لكن المباني والشوارع تشبعت بهذه المياه النازلة عليها يوميا, ما جعل الاماكن التي رصفت مؤخرا وبسرعة تنهار وتحدث اخاديد وحفر تعيق الحركة وتسبب مشاكل لااول لها ولاآخر.. هذا من ناحية اما الناحية الثانية فان البرك والمستنقعات الحاصلة جراء المياه, كانت تقوم بشفطها سيارات البلدية يوما, وتغيب يومين او اكثر, ما جعل المياه تتكاثر بفعل سقوط المطر اليومي, وتجمع المخلفات واهمال الناس عليها, ما يحدث البراغيث والبعوض وتتضاعف الامراض التي لايقوى الانسان على مقاومتها في هذه الفترة بالذات.ان مياه الامطار التي تجمعت في شوارع واحياء عدن, كانت دليلا ارسله الله الينا ليرينا سلبياتنا ومن ثم العمل على اصلاحها اذ ان المطر مقياس للاصلاحات, وليس هناك من مبرر ان تترك الشوارع بحفرها العديدة وبركها التي تتجمع فيها الاوساخ, وبالامكان عمل الاسفلت للتغطية وعدم تجمع المياه حماية للناس وللشوارع من التآكل والهبوط.. الخ.من هنا كان تركيزنا على هذه المسألة رغم اننا نجزم ان المجلس المحلي برئيسه وامينه العام واعضائه قد حسبوا الحسابات لهذه الاقوال, وانهم على وشك التنفيذ كل في المديرية التي تتبعه, والمجالس المحلية المنتخبة معنية بذلك ومجلس المحافظة هو المسؤول عليهم مباشرة, فلا مندوحة من الاصلاح السريع, بمثلما نرى امور النظافة والتشجير والتبليط تسر الناظر يوما بعد يوم!.وبمناسبة ذكر التبليط والبلاط, فان بعضها ذو نوعية رديئة, وقد تحولت تلك المساحات في شوارع التواهي وبعض شوارع المعلا .. تحولت الى تراب ونيس, بعد ان تآكلت, بسبب رداءة الصنع او الغش في المواد المصنعة للبلاطة .. وهكذا تذهب الجهود هباء, بمثلما يتم تخريب الشوارع بالتقطيع واصلاح مواسير المياه والصرف الصحي والهاتف, دون اعادة الاصلاحات بشكل فني وجميل, وسريع.ان بعض الجهات التي تعنيها هذه الامور يفترض تقديمها للقضاء فوراو عندما لم تلتزم بالاصلاح فور انتهاء المهمة, لان ذلك سيحفظ للمدينة رونقها وسيحمي القانون الحق العام لمن لم يهتم به ولاتكون الامور سليمة الا باحترام القوانين وتطبيقها ووضع كل شيئ بميزان العدالة والضمير والاخلاص .. وقد رأينا كيف كانت شوارعنا وازقتنا وكيف هي اليوم بحلة قشيبة وجميلة لكن الحلو ما يكملش كما يقول المثل, ولكننا نريده ان يكمل من خلال يقظتنا وحرصنا وادائنا للمهام بشكل سريع وايجابي ومفيد وهذا يتطلب مزيدا من التضحية والعمل باستمرار.