قصة صغيرة
خمس عشرة دقيقة مرت والصياح والصراخ والصفير والهتاف يتعالى من المذياع والمغنية تغني :- دق القاع دقة لا تسأل ولا.الجمهور يهتف..- شق البحر شقة ما دامك حلا.الجمهور يصيح..- وا دانه.لدانا..وا دانه.لدانالجمهور يصفر ويصرخ.رفع عينيه عن كوكب الشاهي،نفس الابتسامة كانت تغمر وجهه،والمغنية تغني..ركن ذراعه على يد المقعد ووضع ساقاً فوق الأخرى،نفس الابتسامة كانت تغمر وجهه عندما يمر بواحد منهم فيدعوه إلى فنجان شاهي بل ويلح عليه في أن يستجيب.يتحسس مفتاح المذياع جيداً من اجل صفاء الموجه وللمرة المئه بعين زائفة وذلك من أجل أن يترامى إلى مسامعه صوت المغنية وهي تغني،وتعالى الصياح والصراخ والصفير والهتاف.فجأة صرخ كمستمع ذي ذوق رفيع ولكن بالذكاء الفني اللماح قائلاً:"من المؤكد أنه تم تسجيل أغنية هذه المغنية من حفل،أداء رائع..نغم أصيل..والمعايشة صادقة لا تلبث أن يمحوها الزمن". وانتهت الأغنية،فجأة انتفض من مقعده على صوت مباشر من المذياع يقول:- عزيزي المستمع..أمامك سكة سفر.- فاصل موسيقي مخيف.- عزيزي المستمع..تعال إقراء لك كفك.فاصل إيقاعي،كتعبير الصواعق.وبحركة سريعة أغلق المذياع..جفف حبات العرق التي بدأت تسيل على جبهته،وانقطع حبل خواطره..أفاق من غفوته،يجلس مرة أخرى ويلتقط أنفاسه وبعمق ومزاج يعود إلى تأمل كفيه،ثم يقطب حاجبيه بحركة هستيرية ويقول:- أمامك سكة سفر..!