غداً .. مجلس النواب يناقش الأوضاع المأساوية في قطاع غزة
صنعاء / غزة/ عواصم/سبأ/ 14 أكتوبر / رويترز:يعقد مجلس النواب غداً الإثنين جلسة طارئة يناقش خلالها الأوضاع المأساوية التى يعيشها أبناء قطاع غزة الصامدة وما يتعرضون له من حرب إبادة شاملة وهجوم بربري غاشم من قبل جيش الإحتلال الاسرائيلي الصهيوني الغاضب .وفي تطور منتظر أعلنت إسرائيل أمس السبت أنها ستوقف هجومها في قطاع غزة قائلة إنها حققت أهدافها ضد حركة حماس في حملة عسكرية قتلت أكثر من 1200 فلسطيني. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في خطاب تلفزيوني إن وقف إطلاق النار الذي قال انه جاء استجابة لنداء من الرئيس المصري حسني مبارك سيبدأ اعتبارا من الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي (0000 بتوقيت جرينتش) ليلة أمس . من جانبها قالت حماس أمس السبت إن إعلان إسرائيل وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في غزة لا ينهي “ المقاومة” التي تبديها الجماعة. وأضاف فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لرويترز إن وقف إطلاق النار لا يعني إنهاء “العدوان” الإسرائيلي ولا ينهي الحصار. وأشار إلى أن هذه الأمور من أعمال الحرب وبالتالي فهذا لا يعني انتهاء المقاومة.إلى ذلك قال مسؤولون صحيون في غزة إن 1203 فلسطينيين قتلوا بينهم 410 من الأطفال كما أصيب 5300.وقتل عشرة جنود إسرائيليين منذ بدء الهجوم إضافة إلى ثلاثة مدنيين قتلوا بنيران صواريخ أطلقت من غزة.وقال متحدث بالجيش الإسرائيلي إن أربعة جنود إسرائيليين أصيبوا إصابات خطيرة أمس السبت ربما «بنيران صديقة!!».وقال جينج إن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت الشقيقين وهما في الخامسة والسابعة من العمر في مدرسة تابعة لاونروا في بلدة بيت لاهيا حيث كانا يلوذان بالمدرسة. أما أمهما التي كانت بين 14 أصيبوا فقد بتر ساقاها.وأضاف جينج «السؤال المطروح الآن..هل يمثل هذا وقتل كل المدنيين الأبرياء في غزة جريمة حرب..».ويحتمي نحو 45 ألفا من سكان غزة في المدارس التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة. وقتل 42 شخصا لجأوا إلى مدرسة تابعة للمنظمة الدولية في السادس من يناير كانون الثاني في قصف إسرائيلي. وقصف مقر للاونروا مرتين يوم الخميس وأصيب ثلاثة من العاملين فيه.وخفت الصواريخ التي تطلق من غزة ولكنها لم تتوقف. وقال الجيش إن سبعة صواريخ أطلقت على إسرائيل أمس السبت دون أن تحدث خسائر أو إصابات.من جانبها دعت مصر أمس إسرائيل إلى إنهاء هجومها في قطاع غزة على الفور قبل ساعات من اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المُصَغَر الذي من المُقرر أن يتخذ قرارا بشأن إن كان سيوقف العمليات في الجيب الساحلي من جانب واحد.وقال الرئيس المصري حسني مبارك «لقد استمر التحرك المصري ـ في سباق مع الزمن ـ لوقف إطلاق النار .. وشهد حلقات متتالية من المفاوضات المكثفة والصعبة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني .. كما شهد تمسك كلا الجانبين بمواقف .. لايحتملها نزيف الدم المتواصل في غزة.»وقال مبارك في الكلمة التي أذاعها التلفزيون «أطالب إسرائيل اليوم بوقف عملياتها العسكرية على الفور .. أطالب قادتها بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار .. وأطالبهم بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية خارج القطاع.»ومن المُقرر أن يعقد مسؤولو حماس محادثات في القاهرة مع وسطاء مصريين لسماع رد إسرائيل على المقترحات التي قدمتها الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.وعرضت حماس وقفا لإطلاق النار لمدة عام قابلة للتجديد بشرط انسحاب كل القوات الإسرائيلية من غزة خلال أسبوع وان تفتح جميع المعابر مع إسرائيل ومصر.وقال مسؤول إسرائيلي كبير أمس السبت إن إسرائيل تزمع وقف هجومها في غزة دون أي اتفاق مع حماس. وتعهد مسؤول من حماس بأن تواصل الحركة القتال.وقال مبارك أيضا إن مصر ستدعو إلى عقد اجتماع دولي لبحث الإعمار بعد الحرب في قطاع غزة.وقال إن بلاده لن توافق على وجود مراقبين أجانب على أراضيها لمراقبة الحدود مع غزة.وقال مبارك في كلمته «إن مصر - في سعيها لوقف العدوان - تعمل على تأمين حدودها مع إسرائيل وقطاع غزة .. ولن تقبل أبدا أي تواجد أجنبي لمراقبين على أرضها .. وأقول ان ذلك خط أحمر لم - ولن - أسمح بتجاوزه.»وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في وقت سابق ان مصر غير ملتزمة باتفاق أمريكي إسرائيلي تم توقيعه يوم الجمعة لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة.وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك أمس السبت وأكد «تجاوب إسرائيل» مع الدعوة التي وجهها لوقف إطلاق النار في غزة.كما أفادت بأن مصر دعت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء مباحثات بشأن كيفية انهاء الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابع على غزة.وأضافت الوكالة بأن عباس وساركوزي سيجريان محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك يوم الاحد.وقال دبلوماسيون غربيون إن الخطط جارية لإجراء اجتماع مع قادة من مختلف أنحاء العالم في مصر. ومن بين هؤلاء الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو.وقال دبلوماسي غربي في القاهرة لرويترز ان المحادثات ستهدف إلى تنسيق الجهود المختلفة من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار ولكنه أضاف أنه إذا قررت إسرائيل وقف حملتها «فسيكون ذلك اجتماعا من نوع مختلف».ولم يعط مزيدا من التفاصيل. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين مصريين.من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أمس السبت إنه قد يحضر اجتماع قمة بشأن غزة في منتجع شرم الشيخ المصري اليوم الأحد.وقال للصحفيين في مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان «أنا أفكر في حضور ذلك الاجتماع الذي سيستضيفه الرئيس (حسني) مبارك.»وقال إنه إذا أعلنت إسرائيل وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في غزة فانه يتعين أن يترافق مع ذلك جدول زمني لسحب القوات الإسرائيلية من القطاع الذي تسيطر عليه حماس.وأضاف بان للصحفيين في بيروت «يتعين أن يترافق الإعلان من جانب واحد مع جدول زمني لانسحاب إسرائيلي.»وأدان الهجوم على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة.وقال بان للصحفيين في بيروت «أُدين بأشد لهجة ممكنة هذا الهجوم المروع.»وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن نيران دبابة قتلت صبيين لجآ إلى المدرسة التابعة للأمم المتحدة. ويتحرى الجيش الإسرائيلي هذه الأنباء.قال مسؤول إسرائيلي أمس السبت إن إسرائيل تخطط لوقف هجومها في غزة دون أي اتفاق مع حماس في محاولة لحرمان الحركة الإسلامية من الخروج بأي مكاسب من الصراع الذي دام ثلاثة أسابيع.وتعهد قادة حماس في المنفى بمواصلة القتال ولكن كثيرين من سكان قطاع غزة الذين يبلغ عددهم 1.5 مليون نسمة والذين يتحملون عبء القصف المستمر والحرمان في القطاع يبدو أنهم يتطلعون بشدة إلى نهاية لهذه المحنة.وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «الهدف هو أن نعلن بعد موافقة مجلس الوزراء تعليقا للعمليات العسكرية لأننا نعتقد أن أهدافنا تم تحقيقها.»وبدون اتفاق مع حماس قال دبلوماسيون إنهم يخشون ألا تسمح إسرائيل سوى بدخول النزر اليسير من السلع من خلال المعابر الحدودية لغزة مما يعرقل عمليات إعادة الأعمار ويخلق المزيد من الصعوبات لسكان القطاع.وقال المسؤول «ليس هناك اتفاق مع حماس» مضيفا ان إسرائيل تحتفظ بحقها في الرد إذا ما واصلت حماس إطلاق النار أو أطلقت صواريخ عبر الحدود.وقال مسؤول في حماس من بيروت في وقت سابق إن النشطاء سيواصلون قتال إسرائيل إلى أن يحققوا مطالبهم وبصفة رئيسية وقف الحصار الإسرائيلي الخانق لقطاع غزة.وهاجمت القوات الإسرائيلية 50 هدفا في القطاع الساحلي أثناء الليل. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن نيران دبابة قتلت غلامين يحتميان بمدرسة تابعة للمنظمة الدولية.وقال جون جينج رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (أونروا) لرويترز بعد تعرض المدرسة للضرب «هذان الغلامان بريئان بصورة لا تقبل الجدل تماما مثل موتهما.»وقال الجيش الإسرائيلي انه يتحرى صحة التقرير. وقال متحدث باسم الجيش ان القوات الإسرائيلية لاتستهدف المدنيين ولكنها ترد على مصدر النيران عندما تطلق عليها النار.وعلاوة على إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يتوقعون توصل مصر وإسرائيل إلى اتفاق بشأن زيادة الأمن على الحدود بين غزة ومصر.وقالوا انه في ظل شروط الاتفاق لن يتم إعادة فتح معبر رفح إلا تماشيا مع اتفاق عام 2005 مع السلطة الفلسطينية الذي ينص على أن تكون قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسيطرة عليه وان يكون به مراقبون أوروبيون لمراقبة المرور.وطردت حماس قوات عباس من غزة في يونيو حزيران 2007 بعد 18 شهرا من هزيمة فتح في الانتخابات الفلسطينية. ولم تعد تعترف به رئيسا.وقال مساعدون لعباس انه سيلتقي بمبارك في القاهرة اليوم الأحد.وقال المسؤولون الإسرائيليون إن معابر غزة من المرجح ان تفتح في البداية للإمدادات الإنسانية فقط. ويريد زعماء اسرائيليون أن يربطوا فتح المعابر على نحو كامل بالمحادثات حول جلعاد شاليط وهو جندي إسرائيلي تحتجزه حماس في غزة.ومن المقرر ان يلتقي مفاوضو حماس بالمسؤولين المصريين لمناقشة رد إسرائيل على شروط الهدنة التي عرضوها.وقال أسامة حمدان ممثل حماس في لبنان انه مالم تكن هناك استجابة لمطالب حماس فان النتيجة ستكون استمرار المواجهات على الأرض.وعرضت حماس هدنة لمدة عام قابلة للتجديد شريطة مغادرة كل القوات الإسرائيلية لغزة خلال أسبوع وان يتم فتح كل المعابر الحدودية مع مصر وإسرائيل.ويبدو أن إسرائيل تتطلع إلى وقف هجوم غزة قبل ان يؤدي باراك اوباما اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة يوم الثلاثاء لتفادي أن تلقي بظلال على لحظة تاريخية لحليفتها الرئيسية. ويدعم معظم الإسرائيليين الحرب لكن اغلب العالم يريد حقن الدماء.