( 14 أكتوبر ) ترافق فرق النظافة من نقاط تجميع القمامة إلى مرحلة التخلص منها
[c1]الموقع الجديد مناسب لجميع المواصفات البيئية وبعيد عن التجمعات السكنية والمعدات متوفرة[/c]حين يرمي المرء قمامته بعيداً عن المنزل في أقرب نقطة لتجميعها يعتقد أنّ الأمر ينتهي عند هذا الحد، ولكن في حقيقة الأمر أنّ هذه الخطوة التي هي المرحلة الأولى للتخلص من القمامة وتتبعها مراحل عدة، ولكل منها مختصون يقومون بدورهم وواجبهم الإنساني فيها حتى تكتمل الدائرة البيئية من مجموع هذه الحلقات المترابطة.مندوب صفحة البيئة قام بجولةٍ استطلاعية سلّطت الضوء فيها على عملية جمع ونقل النفايات بمختلف أنواعها وصولاً إلى مرحلة التخلص منها بالطريق التي لا تتسبب بأية مخاطر على الإنسان والبيئة على حدٍ سواء.استطلاع / محبوب عبد العزيز- تصوير / عبد الواحد سيف[c1]من المنزل إلى المقلب[/c]تختلف الأوقات التي يُخرِجُ فيها الناس أوعية القمامة إلى الحاويات، وربما رميها على قارعة الطريق دون اكتراث أو عدم مبالاة، بما يمكن أن تسببه هذه العملية غير الحضارية من أضرارٍ على المجتمع بأسره إن لم تقم فرق النظافة وعلى مدار اليوم بالتجوال في مختلف الشوارع والطرق لرفع القمامة ونقلها في السيارات المخصصة لها إلى المكان المحدد للتخلص منها.. إنّ هذه الجهود لا يدرك أهميتها وقيمتها الحقيقية على حياتنا اليومية والبيئية التي نعيش فيها، إلا هؤلاء الجنود المجهولون الذين نذروا أنفسهم للعمل في هذه المهنة لخدمة المجتمع، والحفاظ على سلامة بيئتنا من أية مخاطر تحدق بها.. وهذه الأكوام من القمامة التي تمتلئ بها الحاويات يتم نقلها إلى السيارات وهي بنوعين القلابات الصغيرة الفرامات الحديثة وتنتقل مباشرة إلى محطة التحويل في منطقة المنصورة لتفرِّغ حمولتها التي لا تزيد عن ثلاثة أطنان في قاطرات ضخمة تتسع لنقل لما يقارب 40 طناً من القمامة وهي بدورها تنطلق في رحلتها المكوكية إلى المقلب الجديد في بئر النعامة بمديرية البريقة ويقع في مساحة شاسعة تصل إلى 2 × 2 كم مربع والأمر نفسه تقوم به فرامات القمامة التي تنقل نحو ثمانية أطنان من المخلفات في كل رحلةٍ إلى ذلك المقلب الذي يقع على مسافة مقدارها 42 كم عن أبعد نقطة لتجميع القمامة.من هناك تبدأ المرحلة الثالثة حين تفرَّغ الناقلات حمولتها من النفايات وتباشر الآليات العملاقة بدكها وطمرها وتسويتها بالأرض ودفنها في حفر واسعة، أُعدت خصيصاً لهذا الغرض حتى تصبح أثراً بعد عين مما يسهم في عدم وجود الزواحف والقوارض والحشرات عدا الذباب وبنسبة بسيطة.[c1]إتباع طريقة علمية[/c]وعن هذا الموضوع التقينا الأخ المهندس / قائد راشد أنعم- المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة في محافظة عدن الذي أوضح أنّ العمل في مقلب القمامة الجديد في منطقة بئر النعامة بدأ في منتصف مايو من العام الماضي 2006م بعد أن تمّ إغلاق المقلب القديم في منطقة دار سعد نتيجة لانتهاء العمر الافتراضي المحدد له وعدم وجود إمكانية لتحميله أكثر من قدرته الاستيعابية حيث أصبح موقعً مغطى بطبقات من أكوام القمامة التي تكدست لسنوات طويلة، كما أنّ التوسع العمراني أدى دوره في منع رمي القمامة في مقلب دار سعد حتى لا تتسبب هذه العملية في إلحاق الأضرار بصحة المواطنين والبيئة على حدٍ سواء، ولهذا تمّ البحث عن البديل المناسب وهو يقع في الضواحي البعيدة لمحافظة عدن ولا تحيط به أية مواقع سكنية واستطعنا خلال مدة قصيرة – كما يقول راشد – أن يجهز مقلب بئر النعامة بمختلف المعدات والآليات وتمّ تعبيد وسفلتة الطريق المؤدية إليه وبناء مركز الإدارة، ورشة الصيانة للآليات وتوفير الطاقم اللازم لإدارة عملية التخلص من القمامة بأسلوب حديث لا يترك أية آثار سلبية على الإنسان والبيئة.ومشروعنا القادم هو تسوير الموقع وتجهيز الميزان، أما مقلب دار سعد فسوف يتم تحويله على موقع لرمي مخلفات البناء الصلبة فقط حتى يتم ردم المساحة كاملة وطمر بقايا النفايات المحترقة وفي خطوة مستقبلية سنفكر في الاستفادة من الموقع بعد أعلاه تأهيله لتحويله إلى حديقة عامة.أما بخصوص الأدخنة المتصاعدة من مقلب دار سعد فهي خفيفة جداً وعبارة عن بقايا تفاعلات الحرائق التي كانت تستخدم كوسيلةٍ للتخلص من أكوام القمامة، ومع ذلك فإنّ هناك حراسةً على الموقع تتولى إبلاغنا عن أية تطورات ونحن بدورنا نقوم بمعالجتها في حينه ومنذ ثمانية أشهر والمقلب مغلق ولا يسمح لأية جهة أن تقوم برمي القمامة أو النفايات فيه.[c1]عمل متواصل[/c]وفي رحلتنا إلى مقلب بئر النعامة برفقة الأخ/ إحسان علي محبوب – مدير إدارة معالجة المخلفات الصلبة في صندوق النظافة وتحسين المدينة في عدن شاهدنا أرتالاً من السيارات تتوجه إلى الموقع وأخرى تغادره بعد أن أفرغت حمولتها فيه لتتولى الآليات هناك عملية الدك والطمر أولاً فأول، ولدى وصولنا ترجلنا من السيارة وكانت المساحة المخصصة لمقلب القمامة تمتد على مرمى البصر وهناك كان المراقبون بملابسهم الزرقاء الفاتحة اللون يسجلون في تقاريرهم كل المعلومات عن السيارات وعدد النقلات والكمية ويسلِّمونها إلى مسئولهم المباشر.. في الحقيقة إننا لم نستطع البقاء في الموقع وسط القمامة ورائحتها التي تسبب الغثيان أكثر من نصف ساعة التقطنا فيها بعض الصور وغادرنا الموقع ولسان حالنا يقول : :كيف يعمل هؤلاء في هذه المهنة ويقضون فيها ساعات الليل والنهار؟"، وجاءت الإجابة بأنّهم يشعرون بسعادة بالغة لأنّهم يقدمون خدمة جليلة للمجتمع ولا يعرف قيمتها وأهميتها إلا من يعيشها عن قرب كما أنّ الرائحة لا تدوم بفعل دك وطمر القمامة.. فتحية من الأعماق لهؤلاء الرجال ومن يقف وراءهم ويشجعهم ويتابع توفير احتياجاتهم وعلى رأسهم الأخوين / أحمد الكحلاني محافظ محافظة عدن وقائد راشد مدير عام صندوق النظافة بالمحافظة اللذين يقومان بشكل متواصل بتفقد العمل في المقلب ولو لمرة واحدة في الأسبوع، كما قال لنا العاملون في الموقع مما يجعلهم يشعرون بأنّ هناك ممن يُقدِّر صنيعهم.[c1] فرز النفايات [/c]وفي مدخل المقلب أُنشئ مصنع إعادة تدوير القمامة ويتواجد عماله في موقع رمي القمامة حيث يتولون مهمة فرز النفايات واستخراج البلاستيك والكرتون والمطاط وبقية المواد العضوية وغير العضوية والصلبة للاستفادة منها في عملية إعادة تدويرها وتحويلها إلى مواد خام ليعاد استخدامها في الصناعات البلاستيكية والكرتونية وهو ما أوضحه لنا الأخ/ يحيى محمد العاقل – مدير مؤسسة يمن زينات لفرز النفايات .. مشيراً إلى أنّ المواد الخام بعد إعادة تدويرها تصدر إلى الخارج وجزء منها يستخدم في الإنتاج المحلي حيث أنّ هذه التجرِبة قد أثبتت نجاحها في صنعاء وتمّ تطبيقها في عدن وتبلغ كلفة المشروع 70 مليون ريال، وعدد العاملين فيه نحو 70 عاملاً، كلهم من أبناء المحافظة عموماً، ومنطقة البريقة خصوصاً ومن المتوقع أن تبدأ قريباً المرحلة الثانية من توسعة وتطوير مشروع فرز وتدوير القمامة بإدخال معدات غسل وطحن المواد البلاستيكية وتحويلها إلى حبيبات وإعدادها كمواد خام للصناعات المطاطية والزجاجية وسوف يستوعب المشروع في نهاية مرحلته الثانية نحو 300 عامل من العمالة المحلية.. وذلك بفضل التعاون والتسهيلات التي تقدّمها قيادة السلطة المحلية في محافظة عدن للمستثمرين وبخاصة المجالات الصناعية الهادفة إلى الحفاظ على سلامة وصحة البيئة وترجمة الخطط التي يرسمها محافظ عدن الأستاذ / أحمد محمد الكحلاني لجعل العاصمة الاقتصادية والتجارية عنواناً للنظافة والجمال وسلامة البيئة.