محاضرة .. في فرع اتحاد أدباء عدن
متابعة/ عبدالله الضراسي بقيام محاضرة ( نحن والغرب .. ادوارد سعيد أنموذجا)ً بفرع اتحاد الادباء عدن مساء الثلاثاء الماضي ، يكون فرع الاتحاد قد (دشن) انطلاقة برنامجه الثقافي للنصف الثاني هذا العام 2006م وكم كانت سكرتارية الفرع موفقة باختيار مثل هذه الفعالية لتكون فاتحة نشاطه للفعاليات الثقافية حتى نهاية هذا العام .[c1]الافتتاح[/c]الشاعر الكبير مبارك سالمين ـ رئيس الفرع دشن انطلاقة برنامج نصف العام قائلاً : ( من اسباب الاطروحة القائلة علينا كعرب وكمسلمين بأنه ينظر إلينا الآخرون بأننا "اعداء للثقافة وللغرب") !!! وهم متناسون "تاريخياً" وكذا تاريخنا العريق مع "التسامح" شرقاً وغرباً أكدت منعطفات التسامح مع الغرب .. وتأكيداً لهذه المصداقية "توجهنا" على ان يكون مفتتح مشهدنا الثقافي لبدايات النصف الثاني .. كمزيد من توضيح الصورة المقصودة لذاتنا .[c1]فضاءات نحن والغرب ؟[/c]ومن اجل الوقوف أمام معالم الصورة نحن والغرب وتبيان مدماك هذه الصورة القريبة من مناخات (العولمة) تحدث استاذ الترجمة والأدب الانجليزي بجامعة عدن د. الحامد (يسعدني ان "لا أكون " محاضراً .. وان أكون متجاوباً معكم حول موضوع "نحن والعالم" وأتوقع منكم "اضافات" وملاحظات (لثغرات) سأتركها(متعمداً) ؟!والأخ رئيس الفرع (استطاع) ان يمهد بتمهيد موضوعي .. ودعونا نتفق " نحن العرب والمسلمين" والغرب "أوروبا وأمريكا الشمالية" في ضوء تجربة إنسانية متميزة وهو المفكر الفلسطيني العربي ، الأمريكي الدكتور ادوارد سعيد استاذ الأدب المقارن بأرقى جامعة أمريكية وهي جامعة هارفارد ببوسطن وفيها تلقى التعليم الاكاديمي الأول نزح عام 1948م من فلسطين بعد النكبة ولهذا درس تعليمه الاساس والثانوي بالقاهرة في مدارس خاصة بأبناء المصريين المسيحيين ثم غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى اصبح قامة فكرية فلسطينية عالمية وهو يعد مفكراً كونياً ذا نزعة يسارية خاصة .[c1]محور الاستشراق [/c]وأفاد أن محور الاستشراق يعد أهم عمل له على صعيد حياته البحثية خاصة بعد ان ترجمه إلى العربية " كمال أبو ديب" حيث جاء هذا الكتاب ليقف "واصفاً" الصورة التي يصور بها الغرب " للشرق" وبالذات "العرب والمسلمون" وقد أوضح الكتاب كيف يصور "الغربيون" الشرق في التراث الغربي وهي صور مشوهة وفوقية بان الشرق متخلف وهي تعكس "لب" الموقف الغربي من الشرق .وموقف ادوارد سعيد عندما كان طالباً بمصر مثال لحالة في تلك الفترة عكسها الباحث " فرج نزوة في كتابه يوليو 2005م عكس صورة المثقف الثوري ادوارد المبكرة مع "التمييز العنصري" عند الاصطدام مع عسكري انجليزي اعترض ادوارد عندما كان متجهاً إلى مقر النادي واعتبر الجندي الانجليزي انه ممنوع على العرب ارتياد هذا النادي !!!في الوقت الذي "نوه" ادوارد سعيد إلى أن "دانتي" استفاد من التراث الإسلامي عند كتابته ( الكوميديا الإلهية) بينما هناك استاذ اكاديمي في جامعة (هارفارد) اكثر موضوعية من غيره "طالب بمعرفة العرب والمسلمين حيث يتم استيعاب الحصار حولهم .وصورة "الشرق" من قبل الغربي وكذلك من قبل المؤسسات المسيحية صورة "سيئة" عن الشرق .[c1]معالجات لتصحيح الصورة [/c]وقد تطرق المحاضر إلى أنه توجد بعض الحلول للمعالجة ولتصحيح الصورة بين الشرق والغرب كما جاء في معالجات "كما أبو ديب" خلال تقديمه الكتاب المترجم لادوارد سعيد حول الاستشراق ومن هذه المعالجات لتصحيح الصورة وهو "عبارة عن نوع من النشاط الثقافي والسياسي والذي اقامته المؤسسات العربية " .[c1]هوية الاستشراق[/c]وعند وقوفه امام تعريف وهوية الاستشراق قال الأخ المحاضر بصدد تعريف الاستشراق هناك مصطلح الاستشراق وربطه بالسلطة وبالمعرفة الثقافية وهي الهوية الثقافية كما عرفها الناقد العربي الكبير محمد عابد الجابري أي الثقافة هي مختلف أنواع الانتاج المادي والروحي .. بينما المفكر ادوارد سعيد قال انها ذلك المركب من المعرفة معتقدات + اخلاق + قانون + عرف وعادات).ومن خلال المعرفة استطاع تبيان سلطته عن الشرق "الوهمية" حتى اصبح الشرق ينظر إلى نفسه بشيء من "الدونية وعدم الثقة وتقليد الغرب" .وادوارد سعيد "ضرب" امثلة عن حالة المستشرقين الغربيين المصورين الشرق "المتخلف" و " لايقصد" بذلك الخطابات المباشرة وانما حتى اعمال المفكرين "كمال أبو ديب" حيث حديث سنلاحظ عنه انماط الثقافة التحذيرية "شارلز ديكنز" ونصوص تصوير عرقي مشوه .ويبين ادوارد سعيد نتاج ثقافة "تجربته الذاتية " نحن لسنا ضد الحضارات الغربية ونحن لسنا ضد امريكا ولكننا نرفض أي تشويه لثقافتنا .. لأن ادوارد سعيد نفسه " مثال حي لهذه المواقف الشرقي + الغربي وعلى شخصيته " .ويخلص ويقول "ادوارد سعيد " يمثل الهوية المتعددة في التناقضات ادوارد + سعيد + فلسطيني + عربي "خواجة" دراسته انجليزية + مسيحي بروتستانتي + أمريكي الجنسية حتى قبل ان يرى أمريكا" .[c1]كيف نواجه الغرب[/c]وبعد ذلك "عرج" الأخ د. أبوبكر الحامد على المخارج العملية والحلول "لمواجهة الغرب" وعددها في التالي : 1 ) إعادة التفكير في مشروعنا النهضوي على صعيد الواقع كما نادى به المفكر العربي الكبير د. محمد عابد الجابري .2 ) بناء الفرد بناءً سليماً علمياً ومعرفيا ً.3 ) دور ومسؤولية المفكرين العرب في سبيل التقارب العربي .4 ) ان نعي وندرس الفوضى السائدة في نظام العولمة .5 ) ضرورة توجهنا نحو العقلانية .6 ) علينا ان نشارك في "مجابهة" اهداف المؤسسات الاستعمارية .7 ) علينا ان ندرس بعضنا على أسس التبادل وليس السيطرة .8 ) لابد من الاشراف على أجهزة الدولة المعرفية .9 ) أهمية اتساع الديمقراطية .وخلص المحاضر إلى أنه "حاول" ان يتحدث عن موقف "الغرب" من الشرق "عرب + مسلمون " وعن الصورة التي "رسمها" المستشرقون عن الشرق في التراث العربي .[c1]إضافات الحضور [/c]بعد ذلك تحدث اساتذة من جامعة عدن وقدموا إضافات "اثنى" عليها الاخ د. أبوبكر الحامد واعترف بأنه استفاد منها ونوه إلى أنه ترك "مربعات" فارغة لخلق تفاعل معه إزاء اساتذة جامعة عدن حيث أضاف الدكتور قاسم المحبشي إلى أهداف ومراحل وطبيعة الاستشراق منوهاً إلى أنه "حافل" بالسلب والايجاب .ومن ايجابيات الاستشراق (رفد) المكتبة العالمية بآلاف من المخطوطات والمراجع إزاء الشرق وما كان ذلك ليتحقق لولا دور الاستشراق .أما الدكتور مسعود عمشوش فقد لخص الاستشراق في أنه دراسة الآخر والإصغاء والاستماع إليه وهذا ماهدف إليه ادوارد سعيد .