اعترف بأن سياسة بلاده ربما أججت الانقسامات في العراق
أوديرنو ريموند
بغداد/ 14 أكتوبر/ رويترز : اعترف قائد القوات الأميركية المنتهية مهمته في العراق الجنرال ريموند أوديرنو بأن بلاده تصرفت بسذاجة في العراق، وأن ما قامت به هناك ربما جعل أمور هذا البلد أكثر سوءا.وشكك أوديرنو في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في إمكانية تشكيل العراقيين حكومتهم الجديدة قبل شهرين من الآن، وحذر من أن استمرار الجمود الحالي إلى ما بعد ذلك التاريخ قد يدفع للدعوة لانتخابات جديدة تخرج البلد من المأزق الذي يتخبط فيه منذ مارس الماضي.وقال أوديرنو في معرض تقييمه للتجربة العسكرية الأميركية في العراق، إن الجيش الأميركي تعلم دروسا وإن بـ»الطريقة الصعبة» من خلال تجربته في العراق، معترفا بـ»أننا كلنا كنا سذجا بشأن العراق».وأضاف أن الأميركيين دخلوا العراق وهم يجهلون مشاكله والدمار الاجتماعي الذي كان يعانيه، مشيرا في هذا الصدد إلى مخلفات الحرب الإيرانية العراقية وحرب الخليج الأولى والعقوبات التي فرضت على العراق ما بين 1990 و2003 والتي أدت إلى القضاء على الطبقة المتوسطة.وهنا، يقول أوديرنو «هاجمنا العراق لإسقاط الحكومة»، قبل أن يؤكد أن تلك السذاجة وذلك الجهل بالعراق تجلى أيضا في عدم أخذ الاختلافات الطائفية والعرقية للبلد في الحسبان، قائلا «إننا بكل بساطة لم نكن نفهم العراق».وردا على السؤال «هل جعلت الولايات المتحدة الأميركية الانقسامات داخل العراق أسوأ مما كانت عليه؟»، قال أوديرنو «لا أدري».لكنه أردف يقول إن عدم فهم الأميركيين لكل الأشياء الآنفة الذكر ومحاولتهم شق طريقهم رغم ذلك ربما أدى إلى جعل الأمور تزداد سوءا.وحول التعثر المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر في تشكيل الحكومة بالعراق، أعرب أوديرنو عن اعتقاده بأن المباحثات بشأن تشكيل هذه الحكومة شهدت بعض التقدم وقد تكون ناجحة غير أنه تنبأ بأن يحتاج السياسيون العراقيون لـ»أربعة أو ستة أو ثمانية أسابيع» لتحقيق ذلك.وقالت إن من شأن الحديث عن أي انتخابات جديدة في العراق أن يؤجج الاضطرابات السياسية المتفاقمة أصلا في هذا البلد مع بدء الولايات المتحدة الأميركية سحب خمسين ألفا من قواتها من هناك والتي ينتظر أن يكتمل سحبها بحلول نهاية العام 2011.وأضافت أنه رغم أن الانتخابات التي شهدها العراق في مارس الماضي وصفت بأنها كانت ناجحة، فإن الفترتين التي سبقتها والتي لحقتها تميزتا بصراعات مريرة بشأن الأهلية وإعادة الفرز والتحديات القانونية وتصفية الحسابات التي لا تزال تفاقم التوتر الطائفي.ويرى أوديرنو أنه «كلما طال أمد هذا الوضع زاد إحباط العراقيين من النظام نفسه»، مضيفا أنه لا يريد أن «يفقدوا ثقتهم في النظام الديمقراطي لما لذلك من خطر على المدى البعيد».وكان المسؤولون الأميركيون يأملون أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لتقليص قواته إلى مستوى 50 ألفا والذي يصادف اليوم الثلاثاء.لكن جهود تشكيل حكومة بين القائمتين الفائزتين وهما «العراقية» بزعامة إياد علاوي و»ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي باءت بالفشل لأن جماعات قوية داخل العراق وبعض دول جوار هذا البلد لا يزالون يعارضون بشدة تقلد أي من هذين الرجلين منصب رئيس الوزراء.وهناك اعتراف حتى في أوساط المسؤولين العراقيين بأن مباحثات تشكيل الحكومة تباطأت خلال شهر رمضان، ويأتي الحديث عن انتخابات جديدة وسط قلق متزايد من قيام «المتمردين» العراقيين بهجمات مدوية لخلق جو من الفوضى والبلبلة وفي ظل تعزيز إيران دعمها لبعض الجماعات المسلحة ووسط مخاوف من أن يغري الوضع الحالي بعض القادة العسكريين العراقيين لأخذ الأمور بأيديهم.ويستخلص أوديرنو من ذلك «أننا إذا نجحنا في جعل الحكومة الجديدة تتشكل، فأعتقد أننا بخير، أما إذا لم ننجح، فلست أدردي».ومن المتوقع أن يغادر أوديرنو العراق يوم الأربعاء ويسلم القيادة لخلفه الجنرال لويد جي أوستين.