لم تنجُ فرنسا من هجوم القراصنة الصينيين، الذين باشروا استهداف الأنظمة المعلوماتية التابعة للدول الغربية العملاقة لا سيما تلك الأنظمة المخصصة للاستعمال العسكري. بعد الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا، اكتشفت حكومة باريس أن القراصنة الصينيين يستهدفونها منذ تولي نيكولا ساركوزي منصب رئاسة الجمهورية أي منذ أربعة شهور تقريباً. ولا تمتلك الحكومات الغربية أية أدلة قاطعة على أن الهجوم الصيني متأت من القوات العسكرية الصينية.في سياق متصل، يؤمن خبراء وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بأن الهجوم المتأتي من بكين يهدف مثلاً الى تعطيل الأنظمة المعلوماتية الموجودة على حاملات الطائرات الأميركية. وما يقلق الخبراء الأميركيين أكثر فأكثر هو تطوير هجمات مركزة، من جانب القراصنة الصينيين، تعتمد على ابتكار فيروسات معينة تنجح في خداع جدران الدفاع المعلوماتية للسيطرة على النظام المعلوماتي المستهدف دون إثارة الانتباه. وتتمتع الصين بسيرة مهنية مرموقة في هذه الهجمات. في السنوات الماضية، قادت الصين موجة من القرصنة الشبكية ضد اليابان وتايوان. الى اليوم، تنفي حكومة بكين أي علاقة لها بالموضوع. في فرنسا، لم يتضح بعد ما هي الأنظمة المعلوماتية التي استهدفها الصينيون. بالتأكيد، نجد بينها الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الذي يحتضن معلومات دعائية ، إذن لا يتمتع بالحائط الدفاعي المواتي، ويعتقد المحللون أن استراتيجية حكومة بكين تكمن في الهيمنة إلكترونياً على جميع دول العالم في حلول عام 2050. ما يجعلها تتمتع بأفضلية جوهرية في حال نشوب أي صراع عالمي، فجميع الاتصالات العسكرية واللوجستية والمالية للدول الأعداء يمكن قطعها على الفور.ولم يُعرف بعد إن كان القراصنة الصينيين لهم علاقة بحكومة بكين أم أنهم يشكلون جهازاً موازياً أو متضارباً مع التركيبتين العسكرية والسياسية في الصين، ولا شك أن القراصنة الصينيين لديهم دوافع سياسية قوية تفتح لهم الطريق أمام التدخل في الشؤون الدولية، من جانبهم، فإن الخبراء الأميركيين هم على يقين أن الجيش الصيني نجح في تجنيد القراصنة الصينيين عن طريق تقديم شروط تعاونية أفضل وحرية أعظم لهم.
القراصنة الصينيون يستهدفون أوروبا
أخبار متعلقة