روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان اذا سافر أخذ معه سفيهاً !! فقيل له في ذلك ؟ فقال : إذا قابلنا سفيه قوم يردُّ عنّا سفاهته !. فإنا لا ندري بم ندفع السفهاء ؟!! . ويرحم الله أبا الفتح السبتي ((ت400 هـ )) إذ يقول : نصيبك من سفيه أو فقيه ففي هذا وذا حُسنٌ وحُصنٌ فإن سالمت فقالفقهاء حسن وإن حاربت فالسفهاء حُصنُ !! شر السفهاء : هم ذوو العقول الفاسدة ، والآراء العقيمة ، والهوى والضلال !! قال الله تعالى في ذمهم : (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم !! وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله )) . ووصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنهم يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم ، ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وبأنهم تعلموا الدين لغير الله ، وبأن علماءهم هم شر علماء تحت أديم السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود ! إذاً ، أليس من حقنا أن نسأل - عزيزي القارئ الكريم - عن الحصن العام الذي يمكن أن يسلم به العلم والعلماء ويقدر على أن يثمر الخير والعمل لوجه الله .. أرى إن هذا الحصن هو الحكمة التي فيها تندرج سلامة التوجيه والتلقين القائم على سلامة الاستيعاب لحقيقة الإيمان والإسلام وقد مدح الله الحكمة وأهلها فقال : (( ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً )) .. وكان أساس مدح إيمان اليمانيين ان الحكمة يمانية !! وكان أساس مدح إيمان الطمأنينة أن الحكمة يمانية .. فإذا تغيبت هذه الحكمة فلن تجد علماً نافعاً ولا كرامة .. ، لن تجد إلا علماً مقلوباً يلقي بالكفر والفسوق على كل شيء من توافه المعاصي والمكروهات ، ويحارب كل أشكال الإبداع البشري ، ولن تجد إلا ثقافة ما بين السرة إلى الركبة ( ! ) ولن تجدها أكثر انتشاراً إلا في فقهاء هذا الصنف من سفهاء الأحلام !! . وسوف تقف على طابور طويل من الممنوعات التي تحظى بالوعيد عند علم هؤلاء بدءاً بحلق اللحية والغناء والطرب والدف والعود وقول الشعر وإطالة الثوب ولو لغير الخيلاء والكبر بل وحتى اتخاذ الزينة مع أن الله يقول صراحة : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )).. فينشأ جيل حاقد على المجتمع وحكامه ، ينظر إلى الحياة شزراً ، فيغيب التسامح فيما بينهم ، وتهدر الدماء ، وتستباح الأعراض ، وتطيش العقول .. فتضيق الأرض بالحق ، وتفسح وتتوسع لإبليس وجنوده .. والله المستعان على ما يصفون . وإذا كنا قد قلنا سابقاً ومراراً : إن هناك علاقة جدلية وثيقة ومحكمة بين الوهابية أو ما يسمى بالسلفية وبين الارهاب فإن زعمنا هذا قد أكده على سبيل المثال لا الحصر ، إفتاء اللحيدان والفوزان السعوديين بتحريم المظاهرات المتضامنة مع أبناء غزة ( ! ) ثم ظهور زعيم تنظيم القاعدة الارهابي - اسامة بن لادن - في شريط مسجل ومصور عبر قناة الجزيرة ، ينتقد المظاهرات التي خرجت في عموم العالم ( ! ) فهل يا ترى هذا ارتباط وثيق بين الفريق العملي والفريق النظري للارهاب ؟! أم أنهم يصدق فيهم جميعاً قول الله : (( تشابهت قلوبهم )) !! .
اسوأ السفهاء .. !!
أخبار متعلقة