قبل أيام قليلة عشنا مع أهلنا وأشقائنا في اليمن الاحتفالات بمناسبة يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م يوم تحقق الانتصار على الاستعمار البريطاني، وفي 11 / 10 / 1967م وقبل أن أتحدث عن انطلاق الجبهة أردت أن أجمع بين هذين الحدثين الهامين كونهما جاءا بعد نكسة حزيران المشؤومة والتي ألحقت الهزيمة العسكرية بالدول المتاخمة لفلسطين وعلى إثرها تم احتلال كامل فلسطين بما فيها القدس الشريف إلى جانب أراض عربية مازال بعضها تحت الاحتلال ، وهذا ترك آثاراً سلبية كبيرة في الشارع العربي وخلق حالة من الإحباط وفقدان الثقة بالأنظمة والجيوش العربية وما هي إلا أشهر قليلة حتى تحقق الانتصار في اليمن على أعتى قوة استعمارية ، وحتى تم الإعلان من قبل الدكتور جورج حبش عن انطلاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من مجموعة من فصائل العمل الوطني، لأن وجود مثل هذه الجبهة كان عاملاً أساسياً من عوامل الانتصار.مما لا شك فيه أن الهزيمة العسكرية التي لحقت بجيوش الأنظمة الرسمية العربية قد أعطت وأتاحت الفرصة ولأول مرة للفلسطيني أن يمارس حقه في النضال والكفاح المسلح العلني ولأول مرة بعد نكبة 1948م حيث حرم الفلسطيني من هذا الحق ومن أن يقاتل العدو الصهيوني من أرض عربية وكانت النظرة من قبل هذه الأنظمة نظرة قصيرة للمقاومة ونظرة استصغار عند البعض.هزيمة حزيران أعطت للجماهير حقها في مقاومة القوى الامبريالية والصهيونية بالسلاح الذي اختارته ، السلاح الذي يستنزف إمكانات العدو ويهزمه على المدى الطويل ويجبره على الاعتراف بالحقوق الوطنية والثابتة للشعب الفلسطيني. في هذا الإطار احتلت الجبهة الشعبية موقعاً نضالياً وتاريخياً مميزاً ، ولا تزال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعرف عن هويتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من حركة التحرر الوطني الفلسطينية والعربية والأممية ، تؤمن بخوض عملية نضالية وكفاحية شاملة ومستمرة جوهرها مقاومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ، و تمارس الجبهة وفق قدراتها الذاتية الراهنة كافة أشكال النضال والمقاومة وعلى رأسها الكفاح المسلح.نحتفل في هذه الأيام بذكرى الانطلاق والساحة الفلسطينية تشهد حالة من الانقسام لم تشهدها من قبل وفي ظل تصعيد صهيوني مستمر لبناء المستوطنات ونهب الأراضي وطرد مواطني القدس من بيوتهم على طريق تهويدها وزيادة حجم العنف من قبل المستوطنين ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ، و هذا كله يتطلب من الجبهة الشعبية أولاً ومن كل الفصائل الوطنية السعي الحثيث والمستمر لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام والتفرغ للتصدي لمشاريع الكيان الصهيوني وإحباطها ، فمن دون الوحدة الوطنية لن نتمكن من أن نخطو إلى الأمام ولن نحظى باحترام وتأييد جماهيرنا ، ولن تكون مقاومتنا فاعلة وسنوجه طعنة لمشروعنا الوطني الفلسطيني.وفاؤنا لشهداء الثورة الفلسطنية ، كل الشهداء حبش وعرفات (وأبو علي) والياسين (و أبو جهاد) والرنتيسي أن نحقق الوحدة الوطنية وهي الهدية الأكبر لشعبنا الفلسطيني.
الذكرى الثانية والأربعون لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
أخبار متعلقة