من العادات والتقاليد اليمنية
د . زينب حزام [c1]عن العود والبخور اليمني [/c]لا غرابة، إذا قلنا إن البخور والعود واللبان من العادات القديمة ، وقد اشتهرت اليمن بهذه التجارة منذ عهد الملكة بلقيس ، وملكة سبأ، وفي اللغة العربية ، يقال قطر الرجل ثوبه أي تبخر بالعود ونحوه من البخور ، والعود في اللغة العربية اصلاً ، هو قطعة جافة من الشجر، ولكنه خصص لهذا الصنف من البخور لأنه كما قال ابن سيدة (اشرف أنواع العود وأطيبها رائحة).والعود الذي نعنيه هنا ، له عدة أسماء في الفصحى ، فيها الالوه والالنجوج والقطر والقنطار والوج والوقصى والشذا والضفى والقمارى والهندى ، وغيرها. في تراثنا اليمني، استخدم العود والبخور في المعابد القديمة قبل ظهور الإسلام، ثم استخدم في الأعراس والحفلات وفي الأيام العادية لتعطير البيت والملابس كما يستخدم اليوم. وللبخور في تاريخنا اليمني شأن، فلاشك أن الإنسان منذ عرف النار ، ميز بين الروائح المختلفة التي تنبعث من احتراق الأنواع المختلفة من الأخشاب . ولكننا لا نستطيع أن نحدد على وجه اليقين متى وأين تم للإنسان اكتشاف خشب العود الذي تنبعث منه أجمل الروائح حين تمسه النار . والعجيب في أمر عود البخور ، انه ناتج عن مرض يصيب شجرته بسب جرثومة قطر مؤذية تدفع النبات إلى إفراز تلك المادة الراتنجية الزكية الرائحة . ومن المعروف أن الله تعالى قد أودع في النبات خواص عجيبة تساعده إذا أصيب بجرح أو جرثومة مرض أن يفرز دواءه من بين خلاياه وإفرازات النبات العلاجية تلك يقسمها العلماء إلى: صموغ تذوب في الماء مثل الصمغ اليمني أو الصمغ العربي . راتنجات تذوب في الكحول ولا تذوب في الماء مثل اللبان المصطكي وكذلك المادة التي في العود. علوك لا تذوب في الماء ولا في الكحول ولكنها تذوب في البنزين والطولوين وما إليها مثل المطاط. وتلك الأنواع الثلاثة يفرزها النبات من الشقوق التي يحدثها المرض أو الآلة على هيئة سائل لا يلبث أن يتجمد بتعرضه للهواء الجوي وهناك نوع رابع يسيل ولكنه لا يتجمد بل يثخن قوامه مثل البلسم وأنواع التربنتين. وقد عرف العود والبخور في اليمن القديم والحديث وعنه قال الشاعر العربي:[c1]علق خوداً طفلة معطارة إياك اعني فأسمعي يا جارة [/c]وترد كلمة العود والبخور والطيب عن النساء اليمنيات خاصة في الأعراس والمناسبات والزيارات ومجالس القات ، والسمر ، وهو منتشر اليوم في كل بيت يمني. لقد ارتبط اليمنيون بالعود والبخور والطيب ، وأصبحت ربات البيوت اليوم يقمن بصناعته بطريقة تقليدية وانتشرت صناعة الطيب في معظم محافظات اليمن وتزين به اليمنيون وضمخوا أجسادهم واغتسلوا بماء الورد وتعطروا لمجالسهم واجتماعاتهم وأفراحهم واليوم من عاداتهم عند الخطبة والزواج أن يتطيبوا بعد إتمام الخطبة بالعبير والطيب علامة على الرضا والفرح .. تتصاعد في المنزل رائحة البخور والعود والفل والياسمين. [c1]صناعة العطور في اليمن [/c]لم تتغير صناعة العطور في اليمن على مدى القرون منذ عهد الملكة بلقيس وملكة سبأ ، إذ ما زالت مدينة لحج الخضراء مصدراً مهماً لزراعة الفل والكادي والمشموم والياسمين ومن هذه الأزهار تستخرج العطور بواسطة التقطير فتسخن بتلات الورد في الماء ويتم فصلها وحفظها وبذاك يصل إلى صناعة عطر دائم الأثر . وكان اكتشافه بمثابة تغيير جذري في صناعة العطور تطور بفعل التجارب المطرده عليه. منها ايضاً استخلاص العطر من غزال المسك بواسطة غدة صغيرة قريبة من سرته لا يزيد طولها على بوصتين واستطاع العلماء إزالة هذه الغدة دون قتل الحيوان.. وللمسك المستخلص من هذه الغدة فائدة اكبر من كونه عطراً ذا رائحة طيبة فقد توصل العلماء إلى أن للمسك خاصية كيميائية تجعله مادة مثبته للعطور.. فدخل المسك المستخلص من الغدة كمادة أساسية في صناعة بقية العطور وذاك بأن يضيف لها خاصية الثبات والحفظ لسنوات طويلة. [c1]تطور صناعة العطور في اليمن [/c]لقد تطورت صناعة العطور في اليمن لتنافس الدول المتقدمة، حيث تقوم على مواد طبيعية ومواد اصطناعية تجلب لها المواد الخام مثل العود الهندي، وتتطلب هذه الصناعة المواد الخام الأولية. فعلى سبيل المثال يحتاج للحصول على 1.5كيلو من زيت الياسمين إلى 2.5 مليون زهرة أي ما يعادل 150 كيلو جراماً . وتنقع هذه الأزهار وتحلل في دهن بارد نقي . ثم يضاف إليها الكحول لفصل العطر عن الدهن ثم يفصل الدهن عن الكحول بواسطة التقطير. [c1]الدعاية الإعلامية لصناعة وتجارة العطور ودور الفنانين التشكيليين فيها [/c]يلعب الفنانون التشكيليون دوراً مهماً بالرسم والنقش على أغلفة وزجاجات العطور والنحت على الزجاج في تقديم نماذج رائعة من النحوت الزجاجية وأشكال هندسية تجذب أنظار المشترين لهذه العطور ومن هذه القوارير العطرية ما يصنع من الزجاج بطريقة النفخ ويزين بالنقوش والرسومات بالألوان المختلفة والجذابة ومن الرسامين التشكيليين من يقوم بزخرفة القوارير العطرية وأغلفتها بالنقوش بماء الذهب وبالألوان المعدنية اللماعة وتخصيص كل لون لنوع معين من العطور فمثلاً الأخضر للمسك والعود والأحمر للعطر والعنبر والأبيض للبخور وغيرها. [c1]وقد غنى الشعراء اليمنيون للعود والبخور والطيب، ويقول الشاعر اليمني الراحل احمد فضل القمندان في أغنيته المشهورة: [/c]يا قلبي تصبر يا فل ياعود وردي وعنبر وانته عسل جرداني وسكر فين وليت دوبي تخبر لما متى فين وليت قلبي تفطر بعدك على الله في بحر أو بر يا ليل ابيض أو يوم أزهر فيه اللقاء انته بطل من شافك تقهقر تخشى بعادك عرب وبربر وليه يا سيد مني تفرفر ما باعذرك العنق بلور والصدر مرمروانا متيم باجي وباازقر باقول قر ياسمن البقر قر لما متى اشرب معي ياسيد واسهر سمره كما عبلة وعنتر لما يقول الله اكبر ما با أفرقك كم لي في المولد تخور بالي مشبك أو مكركروالزين سمرني وكثر يوم الهناء شوف العشي سود وغبر ركب على الوادي وزقر هاتوا عباتي خاف باامطر يا فرحتي