شخصيات خالدة
قالت عنها فرجينيا وولف: «انها الكاتبة الوحيدة التي اغار منها» ، إنها كاترين مانسفيلد من الكتاب المحدثين الذين فكوا بعض القيود وقوانين القصة القصيرة باللغة الانكليزية وتركوا بصماتهم في تغيير منهاج ذلك النوع من الأدب، ذلك بالرغم من صغر سنها وقلة إنتاجها بسبب رحيلها المبكر حيث توفت عام 1923 عن عمر لا يتجاوز الخامسة والثلاثين. ولدت عام 1888 في عائلة نيوزيلندية بروتستانتية برجوازية ، اسمها الحقيقي (كاتلين مانسفيلد بيتشامب) ، إلا أن اسمها تغيرعدة مرات حسب رحلاتها ، فقد شعرت وهي في مقتبل العمر انها كي تصبح كاتبة لا بد لها من الهروب والابتعاد عن بيئتها. فرحلت لانكلترا وهي في عمر الرابعة عشرة ذهبت كاترين الى لندن حيث تابعت دراستها في Queen صs coll€ge قبل ان تعود الى مسقط رأسها في العام 1906حيث اطلقت على نفسها اسماء مستعارة عديدة مثل، كاس، كاتي مانسفيلد، كاتيوشا..الخ. ولكنها اشتهرت باسمها الاخير (كاترين مانسفيلد) كأديبة وكاتبة ، ثم عادت الى انكلترا الليبرالية كلاجئة هرباً من التزامات العائلة الدينية.وفي العام 1909 تزوجت من جورج بودن, ولكن هذا الزواج انتهى بالفشل, و بعد تسع سنوات تزوجت من جون ميدلتون موراي صديق جماعة بلوسبيري الادبية, ولكنه ايضاً كان زواجاً مشؤوماً على غرار المصير القصير لكاترين كاتبة القصص القصيرة, ذلك ان صحتها اعتلت وتوفيت في عمر الرابعة والثلاثين اثر اصابتها بالسل, مخلفة اعمالاً عديدة بينها مذكراتها الشخصية وعدد كبير من القصص القصيرة جمعت في خمس مجلدات ونشرت بين العامين 1911 و1924. والآن بعد اكثر من ثمانين سنة على رحيلها صدر كتاب يحوي عشر قصص قصيرة لها لم تنشر من قبل... لم تكن كاترين محبوبة في عصرها، وهي كانت لا تهتم بأن تكون محبوبة كانت تريد ان تكتب فقط ، حياتها في الواقع كانت مشؤومة , ولهذا فقصصها تتعذر روايتها ! وهي لا تترك ذكريات محددة, ولكن كلها لها قوة كبيرة في الاشباع والتشبع ، ففيها تقطيع للواقع على شكل صفائح رقيقة وشبه شفافة. فلا يعرف تماماً ماذا يجري فيها, انها احياناً شبه نادرة كما موضوع فتاة صغيرة تخبئ ثوبها الممزق خلف الخزانة, أو كما موضوع امرأة متزوجة تصاب بالافتتان لدى رؤيتها اجاصة. ولكن بدءاً من هذا اللاشيء تقريباً فإن كاترين مانسفيلد تلاحق وترمم احساساً للحظة قريبة من الرمزية حيث فنجان من الشاي له وجوده الخاص .فمن أروع قصصها قصة «Garden Party» وهي تُحكى من وجهة نظر فتاة مراهقة, حيث يموت عامل بينما الناضجون يتسلون ويتلهون. كذلك هناك قصة «بيت اللعبة» وهي رائعة بالمطلق عن العلاقات بين الطبقات الاجتماعية حيث فتيات ثريات صغيرات يدعون فتيات صغيرات فقيرات ليتفرجن على ألعابهن, ولكن يفاجئهم رجل ناضج فيصرخ بالفقيرات: اخرجن من هنا. يوجد فعلاً لدى كاترين مانسفيلد لمسات شعرية صغيرة حيث بكلمات قليلة تجمع الاساسي للتجربة الانسانية. وقصة (عش الحمام) اضافة الى رسائلها وبعض مقالاتها.