شبح الحرب الأهلية يخيم مجدداً على بيروت .. البنادق تلتهم وتلتهب بعدما خرست أصوات المتحاورين وكف الفرقاء عن الحوار .هذا ماتفعله الطوائف بالوطن..وهذا ما يحصده الناس هناك ودائماً ، من زرع الزعامات المتناحرة والحسابات المتنافرة والإرادات المتكاسرة .يذوي صوت العقل وينسحب العقلاء راغمين ويغدو الوطن ضحية الجنون وحمق السياسة وارتهان الإرادات لدى أطراف وجهات تدير حربها بالوكالة في شوارع وأحياء وأزقة بيروت .ليس اللبنانيون وحدهم من يشحنون اليوم بنادقهم في صراع مفتوح على كافة الاحتمالات والتوقعات.هناك أطراف وجهات ولاعبون كثر ، إقليميون ودوليون يخوضون حروب الإرادات والإدارات والسياسات داخل بيروت وبالاستفادة من خارطة هويات وانتماءات وولاءات كثيفة ومتقاطعة وفرت الوقود اللازم لإدارة الصراع وتحويل لبنان إلى ساحة حرب مفتوحة قد لا يكون اللبنانيون أنفسهم فيها أكثر من مجرد ضحايا لجناة من وراء البحار والحدود .هناك في لبنان اليوم أكثر من حرب وحساب، وأكثر من ثأر ورهان.هناك الطوائف والمذاهب والو لاءات المتناحرة .. وهناك إرادات وسياسات إقليمية ودولية تدير حربها من خلال الطوائف والجماعات والتيارات التي مزقت الهوية الوطنية اللبنانية الواحدة وأحالتها شظايا ومزقاً في أكف اللاعبين والداعمين والممولين الخارجيين والعالميين .لبنان اليوم يدفع ضريبة الخصوصية المكانية والجغرافية والتاريخية التي حملته من الصراعات والحسابات والخصومات أكثر مما يحتمل أو يحمل .لم يستبح لبنان من الخارجيين أكثر مما استباحه الداخليون أنفسهم.وبقدر ما نجح الآخرون في استباحة المشهد اللبناني وتحويله إلى ساحة صراع وحروب بالوكالة .ما سهل لهم الطريق إلى ذلك فرقاء الساحة والمعادلة السياسية والطائفية والمذهبية في لبنان .ما يجري في بيروت وكل لبنان اليوم يمزق القلب ويطعن الروح وينهك العقول والأفئدة.لوقت طويل تخلى العرب عن لبنان وبيروت ، ولم يفعلوا شيئاً لحل أزماته وخلافات طوائفه وأحزابه المتناحرة واليوم ماذا يملك العرب أكثر من مجرد تحريض طائفة ضد أخرى أو مناصرة فريق ضد فريق ؟!قلوبنا مع لبنان .. وشعب لبنان وأهل لبنان قلوبنا مع بيروت .. الصابرة .. الصامدة .. المكلومة.والدعاء دائماً لإخواننا اللبنانيين باللطف والعودة عن مهاوي الفتنة .
قلوبنا مع بيروت
أخبار متعلقة