الرئيس الإيراني احمدي نجاد (إلى اليمين) يرحب بوزير الخارجية اللبناني علي الشامي في طهران.
بيروت/14 أكتوبر/ رويترز : عرضت إيران على لبنان دعم جيشه بعد مرور أسبوع على اشتباكات قاتلة على الحدود بين لبنان وإسرائيل دفعت بالمشرعين الأمريكيين إلى وقف تمويل الجيش اللبناني.وربما يؤدي العرض المقدم من إيران التي تدعم حزب الله الشيعي إلى تغذية قلق الغرب الذي يخشى تزايد النفوذ الإيراني بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل.وقالت اسرائيل انها اشتكت الى واشنطن وباريس حول تمويل الجيش اللبناني اثر مناوشة نادرة ادت الى مقتل جنديين وصحفي لبنانيين وضابط اسرائيلي رفيع في أسوأ حادث عنف منذ حرب عام 2006 بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله.واجتمع السفير الايراني في لبنان مع قائد الجيش جان قهوجي الاثنين وقال ان طهران مستعدة «للتعاون مع الجيش اللبناني في اي مجال من شأنه مساعدة الجيش على اداء دوره الوطني في الدفاع عن لبنان».ومن المتوقع أن يزور الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بيروت الشهر المقبل.وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان التصريح الايراني يؤكد الحاجة الى استمرار الدعم الامريكي للبنان.وأضاف بي.جيه. كرولي في تصريح صحفي «نعتقد أن الانشطة المباشرة وغير المباشرة من جانب ايران تقوض السيادة اللبنانية في واقع الامر.. ان التصريحات التي أصدرتها ايران هي تجسيد للسبب الذي يجعلنا نعتقد أن مواصلة الدعم للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني هو شيء في مصلحتنا.»وأعلن عضوان ديمقراطيان من الكونجرس الامريكي انهما سيعطلان تمويلا بقيمة 100 مليون دولار تم الموافقة عليه من أجل الجيش اللبناني لكن لم يصرف بعد.وقال اريك كانتور -وهو عضو جمهوري رفيع في مجلس النواب- انه يجب ايقاف التمويل في المستقبل ايضا الى حين اجراء تحقيق بشأن الاشتباك.وقال كانتور ان الحدود الفاصلة بين حزب الله والجيش والحكومة اللبنانية أصبحت «غامضة».وقالت وزارة الخارجية ان حكومة اوباما لا تعتزم اعادة تقييم تعاونها العسكري مع لبنان.وقال كرولي الاثنين الماضي ان التعاون العسكري الامريكي مع لبنان «في مصلحة بلدينا والاستقرار الاقليمي ككل».ويملك الجيش اللبناني معدات هزيلة مقارنة مع حزب الله الذي يعتقد انه قد أتم تسليح قواته منذ حرب عام 2006 مع اسرائيل. وخسر الجيش اللبناني 170 عسكريا عندما خاض حربا مع جماعة اسلامية تستلهم نهج القاعدة كانت تتحصن في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين عام 2007.وقد قدمت الولايات المتحدة أكثر من 720 مليون دولار مساعدة للجيش اللبناني منذ عام 2006.وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك «نعتقد أنه من الخطأ تسليح الجيش اللبناني بأسلحة وأنظمة متطورة... فهي تستخدم مباشرة من الجيش اللبناني ضدنا.»وقال كرولي ان المسؤولين ليس لديهم علم بان اي معدات امريكية استخدمت خلال هذا الحادث.ولكون حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية تضم وزراء متحالفين مع الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وكذلك وزراء من حزب الله المدعوم من سوريا وايران وبالتالي فانه من الناحية النظرية على الاقل يمكن للجيش ان يحصل على الدعم من الطرفين.وفي بيروت قال المحلل رامي خوري انه ما زال علينا أن نرى ما اذا كان الجيش الذي يسعى للحفاظ على الحياد بين الفصائل السياسية في لبنان يمكن ان يستوعب الدعم من الجانبين.وقال لرويترز «تخميني هو ان الجميع سوف يكون حذرا بأن الجيش لن يكون مسيسا. واذا كان هذا هو الحال فانه يمكن ان يصبح اداة للسيطرة السياسية.. والمعارك الطائفية وبالتالي يمكن ان ينهار.»وأعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم السبت الماضي ان» الحكومة ستضع خطة لتسليح الجيش بغض النظر عن مواقف بعض الدول» في اشارة واضحة الى شكاوى اسرائيل.وقال بيان صادر عن مكتب سليمان ان الرئيس تلقى مكالمات هاتفية عديدة من لبنان واصدقاء لبنان اعربت عن رغبتها في المساهمة في تسليح الجيش.وقالت اسرائيل ان قناصا من الجيش اللبناني فتح النار على ضابطين اسرائيليين وهما يراقبان عملية اقتلاع شجرة على الجانب الاسرائيلي من سياج أمني جنوبي «الخط الازرق» الذي تفرضه الامم المتحدة.وقال الجيش اللبناني انه أطلق اولا طلقات تحذيرية ثم اطلق الاسرائيليون النار على جنوده. وتبع ذلك اطلاق قذائف مدفعية ودبابات اسرائيلية.ولم يتدخل حزب الله في الاشتباك على الرغم من أن حسن نصر الله الامين العام للحزب قال ان قواته ستتدخل اذا هاجمت اسرائيل الجيش مرة أخرى.وقال خوري ان الزعماء اللبنانيين سيكونون حريصين على «حماية وحياد ونزاهة الجيش»وأضاف «لكن في الوقت نفسه فانهم يحتاجون الى معدات.. اللبنانيون على استعداد للحصول على الاسلحة من مصادر مختلفة.. وطالما ان يكون واضحا للجميع انهم لا يشترون ولاءهم»