العقلاء والوطنيون الشرفاء الصادقون الزاهدون هم وحدهم الذين يستشعرون المسؤولية التاريخية والقلق أمام الأوضاع والمخاطر الراهنة التي يمر بها الوطن ووحدته وهم الذين يرفضون منطق الفوضى والعنف والفتن التي تسعى إليها العناصر الداعية إلى التشطير والتجزئة وإدخال البلاد في منزلق تدميري دموي سيدفع ثمنه كل أبناء اليمن.الأرجح انه على العقول الوطنية ان تقف بحرص وتجرد مع صوت الحق والعقل والمنطق والتداعي إلى حوار وطني جاد ومسؤول تفاعلاً مع دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي وجهها إلى أبناء الشعب اليمني في الـ 17 من يوليو الماضي ونشرت في افتتاحية صحيفة “الثورة” بقلم فخامته بمناسبة مرور 31 عاماً على توليه قيادة البلاد وزاد في الكلمة نفسها الدعوة إلى التصالح والتسامح بين كافة أبناء الوطن اليمني وقواه السياسية بمختلف مشاربها واتجاهاتها السياسية وشرائحها الاجتماعية، ومثلت تلك الدعوة الحكمة التي وهبها الله لهذا القائد في التعاطي مع الأحداث والتحولات والمخاطر والتحديات وكذا المؤامرات التي واجهت اليمن في أدق المراحل الصعبة والحساسة.واللافت للنظر انه ورغم مرور أسابيع على الدعوة التي أطلقها الرئيس الصالح التي تؤكد الجدية الحقيقية لتجنيب البلاد المشكلات والصراعات والأزمات والاحتقانات إلا أن القوى السياسية والاجتماعية ورجالات الدين والنخب الثقافية والفكرية أبدت سلبية إزاءها وكنت أتوقع ان تلتقطها منذ اللحظة الأولى وتتفاعل معها بسرعة للتشاور حول برنامج وأجندة حوار وطني شامل لا يقتصر على تيارات ونخب بعينها، لاسيما بعد الإخفاق المتكرر او الفشل الواضح للحوار السياسي بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء (المشترك).إن تراجيديا الأحداث المتسارعة التي يشهدها الوطن وتصاعد النشاط التآمري للعناصر التخريبية المدفوعة من قوى سياسية وعناصر ما تسمى بالحراك والتي وصلت إلى سفك الدماء وإزهاق عشرات الأرواح في زنجبار ولودر في أبين وفي صعدة والجوف ولحج والضالع وحتى حضرموت وغيرها تتطلب اصطفاف المخلصين لوطنهم والسعي الى الجلوس على طاولة الحوار تحت سقف الدستور والثوابت الوطنية، ومن المؤسف الهروب والصمت إزاء ما يحدث والتنصل عن المسؤولية وكل يحمل الآخر مسؤولية ما يحصل.. والرجال الزاهدون- كما قلنا- وحدهم يرغبون بضمير وطني التخلص من المآسي التي تحدث بين الحين والآخر ويشعرون بالحسرة والألم، فيما غيرهم يرون في ذلك مصالح وغنائم ولا يعيشون إلا على المصائب والكوارث وعلى حساب الضحايا والدماء التي تراق ويدقون طبول الحرب ويدفعون بالتصعيد للأوضاع الى الأسوأ، أي انه لا يهمهم الوطن ووحدة أبنائه وسلامته واستقراره. ومن هذا النوع كثير، لكن يجب ان يدركوا أن لا أحد يسلم من الطوفان لا سمح الله والسفينة ستغرق بالجميع.وختاماً فأن الرئيس الذي عصرته التجارب والمحن لديه القدرة على التعامل مع المشهد الراهن بكل حنكة واقتدار واخراج الوطن من المخاطر وقيادة السفينة إلى بر الأمان وهو معهود بذلك.
الحوار.. منطق العقل والحكمة
أخبار متعلقة