يبدو أن التدخين بدأ أول ما بدأ للتسلية وتزجية الوقت ،وعندما زاد التلهف عليه من قبل الأطفال والشباب والكهول وأخذ المال يجري في أيدي وجيوب البائعين قامت الشركات الكبيرة في إنتاج التبغ والتنوع في أذواقه بعد أن أصبح التبغ تجارة رائجة ،ويستهوي مختلف فئات المجتمع..وتنوعت الشركات العالمية في صناعة التبغ وأوراقه التي تطوى باليد والمغمورة بالكحول ،والسجائر العضوية وتبغ المضغ والشيشة والنارجيلة والمنتجات الجديدة الهجينة ،كخراطيش النيكوتين المصنوعة من الألمنيوم والسيجار والغليون... وكل هذه الأنواع وغيرها خطرة وقابلة للإدمان عليها لما تضفيه هذه الشركات من نكهات خاصة ومواد عطريه ومواد مهيجة ،حتى راجت صناعة التبغ في كل انحاء العالم وزاد عدد المدخنين إن لم نقل المدمنين عليها وتجاوز المليار ومئتين مليون شخص ،والاحصائيات يقولون أن 75 % من هذه الاعداد ينتمون إلى العالم النامي في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية..والاحصائيات الحديثة تربط الكثير من الأمراض السرطانية بالتدخين ،فلم تعد سرطانات الشفة والفم والمرئ والرئة من آثار التدخين والتبغ فحسب، بل اكتشف العلماء إن أمراض القولون والذبحة الصدرية وأمراض الرحم ذات علاقة بالتبغ والتدخين..من هنا جاءت أهمية الاهتمام البيئي بمشاريع التنمية واهتمام التشريعات في نشر الوعي البيئي ومراعاة حماية البيئة ومكافحة التلوث وتشريعات مكافحة ومنع التدخين في الأماكن العامة كالمدارس والمستشفيات ووسائل النقل العامة..وتطلعت المنظمات التابعة للأمم المتحدة والهيئات العالمية المستقلة عنها بيوم احتفالي عالمي يخصص لحل معضلة عالمية فجاء اليوم العالمي للتدخين في 31 من مايو من كل عام..فاليوم العالمي للتدخين يوم جميل ومفرح للاهتمام بآثار التدخين والتبغ وتذكير المجتمع البشري بمضار التدخين في كل فئات المجتمع وآثاره التدميرية على صحة الناس وعلى تحسين حياة معيشتهم ،فالصرفيات على التدخين والتبغ يستنزف جيوب الأفراد ،ويجرها في الغالب إلى الفقر ،فالتدخين بحد ذاته يستنزف الأموال ويضاف إليه مايسببه من أمراض على صحة البشر كأمراض الصدر المختلفة مثل الالتهابات والربو وأمراض الرئة والأمراض الاخرى كمرض الشفة والفم وغيرها..وهذه بدورها بحاجة إلى مبالغ كبيرة للعلاج..فالتدخين لايضر الأفراد فحسب ،بل المجتمعات والدول تصرف المبالغ الباهضة للرعاية الصحية والعلاج من أمراض التدخين المختلفة.فالتدخين إذن هو الأخطر على الصحة ،وهو قاتل بكل صوره واشكاله ويؤدي الى سرقة سنين من عمر الانسان لمتعاطيه ،وتدخين الأهل بوجود الاطفال والاشخاص غير المدخنين (التدخين السلبي) يلحق الضرر بهؤلاء ويزيد من قابليتهم للتدخين انفسهم مستقبلاً..ففكرة اطلاق اليوم العالمي للتدخين فكرة جبارة للحد من انتشار التبغ ،وتنشيط حملة مكافحة التدخين ومضاره..وعلى الحكومة سن التشريعات للحد من التبغ وتوعية المواطنين للحفاظ على صحتهم ،وعليها أيضاً التأكيد على هذه التشريعات وتفعيلها وايجاد وعي مجتمعي يتظافر مع جهود الحكومات للحد من نسبة انتشار التبغ والتدخين في فئات المجتمع ،وتفعيل اكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع للقضاء على ظاهرة التدخين في الأماكن العامة والتدخين عموماً..[c1]عمر السبع [/c]
|
ابوواب
التدخين آفة خطيرة تجر إلى الفقر
أخبار متعلقة