الوحدة اليمنية
حقق اليمنيون حلم الوحدة ، بل الهدف الذي رسمته ثورة 26 سبتمبر ، 14 أكتوبر ، مدركين الحقائق التاريخية ، إذ أن اليمن لم يبلغ ذروة مجده و حضارته و ازدهاره إلابوحدته ، و بوحدة أرضه ، وبوحدة الإنسان، خاصة و أن التشطير لم يكن إلا بفعل الاستعمار ، و بفعل العهود الظلامية.لقد تغلب اليمنيون على كل الصعاب ، و حققوا وحدتهم في الثاني و العشرين من مايو 1990م، لذلك ستبقى الوحدة اليمنية النبراس الذي يهتدي به من قبل أمتنا العربية، و الاحتفال اليوم في الذكرى العشرين ما هو إلا احتفاء بالخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الأكبر إلا و هو وحدتنا العربية.لقد أصبحت الوحدة اليمنية قرينة الديمقراطية واللامركزية، و الحكم المحلي ، و التنمية ، و الحضور اليمني على المستوى الإقليمي و الدولي ، و معها بدأت نقطة انطلاق الجمهورية نحو فضاء أرحب، لتأخذ مكانها في خريطة العالم ، و تتبوأ مقعدها الريادي و الحضاري.بعد مرور عشرين عاما على الوحدة نشأ جيل جديد ، جيل الوحدة ، نشأ في كنفها، و درس و تعلم في مدارسها وجامعاتها وهو الذي ينعم بانجازاتها بعد أن ترسخت لديه مفاهيم الوحدة ، و أصبحت جزءاً من تكوينه.اليمن اليوم خطت خطوات كبيرة نحو التنمية الاقتصادية و هذه التنمية من شأنها أن تحد من البطالة و الفقر ، و تحسين الدخل ، و حتى تسير هذه التنمية بوتيرة أسرع لابد و أن يتعزز الأمن والاستقرار ، و الذي هو مسئولية الجميع ، فالأمن والاستقرار أساس الحياة في كل مكان و زمان ، و المواطن اليمني بعد الوحدة عاشحياة أمنة و مستقرة في كل محافظات الجمهورية دون أن يحدث ما يعكر صفوه، و هذا ما يجب الحفاظ عليه لأنه من أكبر مكاسب الوحدة.في ظل الوحدة اليمنية شهد الوطن الكثير من المنجزات تأتي التعددية السياسية ، وحرية الصحافة ، و حرية الرأي والرأي الآخر ، و حقوق المرأة و غيرها الكثير الكثير ، و هنا نورد على سبيل المثال لا الحصر البعض من هذه الانجازات:على صعيد الاستقرار الإقليمي والدولي: شكلت الوحدة عاملا هاما في الاستقرار الإقليمي و الدولي ، بحكم الموقع الجغرافي الذي تحتله اليمن وهو موقع متميز ، جعلها محل اهتمام محيطها ، و اليمن مرتبطة بصورة وثيقة بالأمن القومي العربي و بأمن و استقرار نطاقها الجغرافي المفتوح باتجاه منطقتي الخليج والقرن الأفريقي.لقد شكلت اليمن نموذجاً في التعامل مع المحيط الإقليمي من خلال السعي لترسيخ الاستقرار ، و كان لليمن دور بارز في حماية أمن البحر الأحمر و خير مثال على ذلك مواجهة الاحتلال الغاشم الاريتري على أرخبيل حنيش اليمنية في ديسمبر 1995م، و كيف تمكنت اليمن من حل النزاع و إنهاء الاحتلال دون أن تجر لصراع إقليمي كان قد خطط له من قبل الصهاينة.الدبلوماسية اليمنية نجحت في تحقيق وتوطيد علاقاتها الدولية على أوسع نطاق، فالمرونة و الانفتاح والواقعية السياسية واحترام المواثيق الدولية مكنتها من الانتشار المحسوس و توثيق الصلات مع معظم دول العالم ، حيث أصبح للجمهورية اليمنية بعد الوحدة أكثر من 56 بعثة دبلوماسية معتمدة بالإضافة إلى التمثيل غير المقيم لدى عدد من دول العالم.و من خلال التتبع للدبلوماسية اليمنية نجد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح قد لعب دورا هاما في القمم العربية والدولية و حقق نجاحات كبيرة من خلال إطلاقه للمبادرات التي من شأنها وحدة الصف العربي ، منها المبادرة اليمنية لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية و التي حظيت بموافقة و احترام كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني ، و آخر مبادراته كانت في قمة (سرت) الليبية حول قيام الاتحاد العربي. لقد كان هدف فخامة الرئيس من المشاركة بالقمم في مختلف أنحاء العالم هو إكساب السياسة الخارجية اليمنية بعدا إقليميا و دوليا فاعلا.تحدث وزير التعليم العالي في مؤتمر صحفي بمناسبة العيد الثالث عشر للوحدة اليمنية نشرته صحيفة (الجمهورية) و قال “ أن التعليم العالي سار بخطى جيدة و تحققت خلال السنوات الماضية من عمر الوحدة قفزات نوعية على مستوى البنية التحتية و تطوير البحث العلمي ، و جعله رافدا للتنمية ، حيث ارتفعت نسبة استيعاب الطلاب إلى أكثر من 70 ألف طالب في العام ، و هذا ما يؤكد أن الوحدة قد وضعت قطار التعليم في مساره الصحيح”.مشاركة أوسع للمرأة في كافة الميادين: لا شك أن المرأة اليمنية انتقلت في عصر الوحدة إلى المشاركة المجتمعية بكل أبعادها ، و سارت بخطى ثابتة نحو مواكبة العصر الحديث ، حيث قدمت لها القيادة السياسية كل الدعم المادي و المعنوي ، و رغم كل المعوقات التقليدية ، نجد المرأة اليمنية مشاركة في كل المجالات، و نجدها قد حققت قفزات في التعليم الأساسي و الثانوي و الجامعي ، وتوجهت نحو التعليم المهني و التقني والفني بعد أن كان هذا المجال حكرا على الذكور. لقد حظيت المرأة باهتمام كبير في البرنامج الانتخابي حيث جرى التأكيد على ما يلي: أولاً: تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية و العامةتحقيق زيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية بما يمكنها من الفوز بنصيب اكبر في المقاعد البرلمانية و المحلية.زيادة نصيب المرأة في شغل المناصب الوزارية و الدبلوماسية و القيادية في مؤسسات و أجهزة الدولة و منظمات المجتمع المدني.إزالة مظاهر التمييز و الاختلالات المؤسسية و التشريعية التي تحد من دور المرأة في عملية التنمية.دعم القدرات المؤسسية للمنظمات غير الحكومية المعنية بالمرأة.ثانياً: توسيع الفرص الاجتماعية للمرأة:تشجيع تعليم الفتاة.التوسع في برامج محو الأمية و تنمية المهارات الحياتية للمرأة الريفية.العمل على انجاز التشريعات القانونية الكفيلة بحماية المرأة من كافة أشكال التعسف و الاستغلال و التمييز، و بما ينسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية و مبادئ حقوق الإنسان.ثالثاً: تمكين المرأة اقتصاديا:الاهتمام بالمرأة العاملة و العمل على زيادة مساهمتها في النشاط الاقتصادي.بناء القدرات الفنية و المهنية و الحرفية للمرأة لتمكنها من دخولها سوق العمل.التوسع في إنشاء دور الحضانة للاهتمام بالأطفال و تمكين النساء العاملات من الاستقرار الوظيفي.زيادة فرص استفادة المرأة من القروض، والتي تقدمها الجمعيات و برامج الإقراض.لقد تحقق الكثير من البرنامج الانتخابي للمرأة منذ إعلانه و في كل يوم نشهد المرأة تدخل ميدان جديد و تحقق النجاحات.رابعاً: السياحة تشير معدلات النمو السياحي إلى ارتفاع في معدل السياحة الوافدة عنه في السنوات السابقة ، و يقول مدير عام التخطيط محمد الحظا أن وزارة السياحة تعمل على هدى الخطة الخمسية الثالثة للتنمية و التخفيف من الفقر و التي تغطي الفترة من (2006 - 2010م) و حددت هذه الخطة جملة من الأهداف الأساسية للبنية السياحية منها:تحقيق معدلات نمو في مجمل السياحة الوافدة.تحقيق معدلات نمو في السياحة المحلية.تحقيق المزيد من المنشآت السياحية على مستوى الجمهورية.و قد أصبح عدد المنشآت السياحية يتجاوز 1160 فندقا سياحيا يتضمن أكثر من 132 غرفة فندقية و أكثر من 260 ألف سرير ، و نظرا لتنوع البيئة السياحية في اليمن فان الكثير من المراقبين و المهتمين الاقتصاديين يتوقعون تناميا ملحوظا للاستثمار السياحي و رافدا للاقتصاد الوطني ، و ما تحقق في ظل الوحدة على هذا الصعيد يعطي مؤشراً ايجابياً و مهم.لن نتمكن من الحديث عن كل المنجزات، ماذا لو تحدثنا عن الحكم المحلي ، ماذا لو تحدثنا عن الاستثمار ، ماذا لو تحدثنا عن المنطقة الحرة ، ماذا لو تحدثنا عن الاتصالات ، ماذا لو تحدثنا عن الطرقات ، ليس هناك متسع لمقالة من هذا النوع أن تغطي منجزات الوحدة ، فالوحدة أكبر من كل المقالات.