التدخين واضراره على صحة الانسان
[c1]إعداد/ زكي الذبحاني[/c]ما تولده عادة التدخين الكريهة - كحد أدنى- من شعور بالقلق والاكتئاب ، وما تخلفه لدى البعض من إلتهاب الجيوب الأنفية وضعف الشهية للطعام وخروج روائح كريهة من الفم .. أدعى الى أن يحرص المدخنون على تركها دون عودة .وليت أضرار التدخين تتوقف عند حدود معينة كالتي ذكرتها ، فقد أثبتت الدراسات أنه يحتوي على مواد سامة مسرطنة يتعرض لها أيضاً من يعيش مع المدخنين او يجالسهم ، سواءً في أماكن العمل أو المنازل أو باصات الاجرة او السيارات أو مجالس القات وما إلى ذلك .كما أكدت الدراسات أن المدخن يستنشق ما بين (15-20%) فقط من محتويات التبغ ، وماتبقى منه ينتشر في البيئة المحيطة كذلك يزيد التدخين البيئي من خطورة الاصابة بسرطانات (الرئة، الدم ، الثدي ، الغدد الليمفاوية، عنق الرحم) ومن حالات الربو والالتهابات الشعبية والرئوية وتشمع الأذن بالنسبة للأطفال الذين يتعرضون لا إرادياً لدخان التبغ .وبأشكال وأنماط مختلفة (سجائر ، شيشة ، مداعة..) ينشر المدخنون سموم دخان التبغ في كل مكان ، مكرهين غير المدخنين على الاستنشاق اللا إرادي لدخان التبغ (التدخين البيئي ) بدلاً من أن يستنشقوا الهواء النقي .ولا يكاد يخفى على أحد ما تعكسه مؤشرات الصحة في بلادنا من تحد وصعوبة في مواجهة ومكافحة بعض الامراض غير السارية والتي كثيراً ما يربط العلماء بينها وبين التدخين ، وعلى رأسها السرطان وأمراض القلب والكلى ، فمضار التدخين كثيرة ولسنا ببعيدين عنها .وإذا كان ما يخلفه من أضرار على المدى القصير حساسية الجهاز التنفسي، إلتهاب الجيوب الانفية ومجرى التنفس ، حرقة المعدة وضعف الشهية للطعام ، وتظهر غالباً بعد فترة وجيزة من الإدمان عليه.فكيف بحال من يدمنون طويلاً عليه ويرون في الانقطاع او الامتناع عنه أمراً محالاً ؟وماذا ينتظرهم وقد رضوا بلذة استنشاق المزيد والمزيد من سموم أدخنة التبغ الكريهة وقدموها على صحتهم وسلامتهم مسلمين ومعرضين أنفسهم طواعية دون إكراه لأخطار محدقة وللإصابة بأي من الامراض المميتة ، كالسرطان وأمراض القلب والاوعية الدموية وتصلب الشرايين .. الخ . إذ وجد التدخين مسؤولاً عن 20 من وفيات أمراض القلب ، وعن 30 من الاصابات بالسرطان ، ونحو 90 من وفيات سرطان الرئة ، وحوالي 85 من وفيات سرطان الحنجرة والفم .ولا أجد مبالغة في وصف التدخين بإحدى وسائل الانتحار البطيء ففي أرقام منظمة الصحة العالمية ما يؤكد ذلك ، وهو ما لايدعو الى التفاؤل ، حيث يصنف بأنه أحد أسباب الإماتة الرئيسة في العالم والمسؤول عن وفاة نحو ستة ملايين إنسان سنوياً ، فضلاً عما يسببه إدمانه من أمراض خطيرة جداً على نحو ماذكرنا سلفاً .ويؤكد العلماء أن التدخين أساساً يقلل من كمية الاكسجين التي يستفيد منها الدماغ - الذي يتطلب في العادة (25) من حاجة الجسم للأكسجين - بتخفيضها الى النصف ، ويقل أيضاً من كفاءة الدورة الدموية الى حوالي الثلث على الأقل .وإذا ما أستعرضنا المركبات الضارة التي يتكون منها التبغ ودخان التبغ ، فلن يتسع المجال لذكرها ، وذلك أنها تربو على أربعة آلاف مركب كيماوي ضار ، منها ثلاثة وأربعون مركباً يسبب السرطان .ومن بين المركبات الضارة الخطرة والبارزة للتدخين والتي سنذكر في بادئ الأمر ثلاث مركبات منها (النيكوتين وأول أكسيد الكربون والقطران) .فنتيجة احتراق أوراق التبغ بدرجة حرارة عالية تنصهر بعض المواد وتصبح سائلة، مثل القطران ، ومنها ما يتبخر ويتطاير على شكل غازات ، كأول أكسيد الكربون الذي هو في حقيقة الامر من أكثر الغازات سمية أثناء الحرائق وحوادث السيارات تبلغ نسبته في دخان التبغ من (1-14%) بينما لا تزيد نسبته في هواء الشارع عن (0.01%) ، حيث يتحد بكفاءة عالية بخضاب الدم (الهيموجلوبين) معيقاً وصول الاكسجين الى خلايا الدم .. بمعنى أن خضاب الدم بدلاً من أن يحمل الاكسجين يأتي أول أكسيد الكربون الذي يستنشقه المدخن ليتحد معه فيحل محل الاكسجين وبالتالي يؤدي الى موت الخلايا بالجسم .ولدى المدخنين تبلغ نسبة (الهيموجلوبين) المتحد مع أول أكسيد الكربون حوالي (8) بينما لا يتجاوز معدله الطبيعي لدى غير المدخنين (1) .ويعتقد أن تلك النسبة العالية ذات آثار مضرة بالشرايين وتزيد من احتمال الاصابة بالذبحة الصدرية بزيادة ترسيب الكولسترول في شرايين القلب .نأتي الى ذكر مادة أخرى .. إنها (النيكوتين) المسببة للإدمان والتي لا تختلف كثيراً عن المواد المخدرة المحظورة قانوناً ، والمسؤولة عن زيادة دقات القلب وتنشيط إفرازات العرق واللعاب وهي مسؤولة أيضاً مع أول أكسيد الكربون في إحداث آثار ضارة على القلب والشرايين .وتشير المصادر الى أن من الاضرار الاخرى للنيكوتين في الجسم أنه يؤدي الى ضيق في الاوعية الدموية ونقص في احتياجات الانسجة من الاكسجين وزيادة نسبة الكولسترول الضار وزيادة لزوجة الصفائح الدموية كما يؤدي الى إرتفاع معدل ضربات القلب ويرفع ضغط الدم .ويربط العلم بين نقص هذه المادة في الدم ومن ثم ظهور الاعراض المصاحبة لتوق المدخن الشديد لرفع جرعة النيكوتين لديه في الدم ، وهي أعراض انسحابية (أعراض الإدمان) ناتجة عن نقص هذه المادة في الدم مشكلة علامات طفيفة تظهر بوضوح على المدخن ، كصداع خفيف وتوتر بسيط واكتئاب بالاضافة الى احتمال ظهور صعوبة في التركيز .فخلال فترة قصيرة جداً يصل النيكوتين الى الجهاز العصبي ومن فوره يبدأ بالتأثير التنشيطي على متعاطيه فهو يمتص من أي موضع على الجسم كالرئة وبقية أجزاء الجهاز التنفسي والغشاء المبطن للفم والأنف بل وحتى من خلال الجلد .وبالمقابل فإن هذه المادة عادة ما تكون سريعة الطرد من الجسم ولا تبقى في الجسم لأكثر من ساعة لتبدأ معها الاعراض الانحسابية للنيكوتين (أعراض الإدمان) التي عادة لا يلحظها المدخن.وبالتالي يعمد المدخن الى استنشاق سيجارة أخرى بدافع تعودي بحت ليعوض المفقود من هذه المادة الخبيثة التي من شأنها - على نحو ما تشير إليه المصادر - أن تؤدي الى الجلطة التاجية ذاك أن الخلايا التي تركها أول أكسيد الكربون في حالة موت ، يأتي إليها (النيكوتين) فيسبب لها التجلط والخثار ، وهو مايفضي لا سمح الله الى السكتة الدماغية والسكتة القلبية .أما القطران (القار) فتحوي السيجارة الواحدة منه على (5 مجم) ويعتبر من المركبات الاساسية في التبغ وهو ذاك الإسفلت في الشوارع الذي تمشي عليه سياراتنا .. فيا ترى هل نحب أن تتعاطاه أجسادنا ؟ .. هل نحب أن نذيق أنفسنا العذاب ؟ومابين (50-70%) من القطران يترسب في رئتي المدخن ، ونظراً لاحتوائه على مواد مسرطنة يعد مسبباً رئيساً لسرطان الرئة ومسؤولاً عن أمراض الرئة الانسدادية المزمنة .الى ذلك تفيد المراجع العلمية بأن التبغ يحتوي على مواد أخرى ، مثل (الكادميوم ) وهي مادة تستخدم لبطارية السيارة فعندما تريد أن تعالج بطارية السيارة بالأسيد لا تستطيع تحمل أن يأتي منه على جسدك ولو قطرة واحدة لأنها ستحرق الموضع الذي سقطت عليه ، ومادة كهذه موجودة أساساً في التبغ الذي من محتوياته أيضاً مادة (الميثان) المعروف عنها أنها تخرج من مراحيض الحمامات ومواضع قضاء الحاجة.ومن مركباته الاخرى مادة (السيانيد) وتستخدم في غرف الإعدام بالغاز ، وهناك مواد ضارة مثل (الفورمالدهيد) وهي مادة تستخدم في حفظ جثث الموتى ويحتوي دخان التبغ كذلك على غاز (تسيان هيدريك) الذي يعتقد أن له أثراً قاتلاً على الحيوانات المنوية ، وعنصر (البولونيوم210/0) المشع الذي من المرجح وجود علاقة له بسرطان الرئة .إنك لاتدري أخي المدخن ما تخبئه لك هذه العادة النكراء الخبيثة .. إنك عندما تنظر أحياناً الى عبارة التحذير التي على علبة السيجارة تقرأ هذه العبارة ليس إلاّ ببصر، ودون بصيرة ودون تفكر من مثل (التدخين ضار بالصحة) ، (التدخين يسبب أمراض القلب والرئة وتصلب الشرايين والسرطان) .ولحظة قراءتك هذا التحذير يكون خمسة أشخاص قد ماتوا بسببه فالاحرى أن تتمثل قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما أوتي أحد بعد اليقين خيراً من العافية " وقوله :" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ".فهلا حافظت على نعمة الصحة وأقلعت عن التدخين ؟[c1]المركز الوطني للتثقيفوالإعلام الصحي والسكانبوزارة الصحة العامة والسكان[/c]