د. فايز بن عبدالله الشهري ربما يمكن القول إن أهم ثلاث ركائز (محددات) لتفاعل العلاقات الحضارية والسياسيّة بين السعوديين والأمريكيين تتمثّل في الطاقة (البترول)، وقضية فلسطين والدين الإسلامي، وبعد حوادث 11سبتمبر 2001م وظّف مستثمرو الصراعات ارتباطات هذه النازلة بقضايا الإرهاب واختلط "حابل" الإعلام الغربي "نابل" المحافظين الجدد ونظرتهم المتطرفة للشعوب والحضارات وانعكس ذلك على الصورة الذهنية للسعوديين في العقليّة الأمريكية. ومما يؤكد ذلك أنه بحسب قائمة القضايا الأهم عند الشعب الأمريكي مطلع عام 2001م نلاحظ أن أهم عشر قضايا كان الأمريكيون يهتمون بها هي على التوالي: الايدز، الصين ، التجارة العالمية ، حقوق الإنسان، قضايا الهجرة، تجارة المخدرات ،الصراع العربي الاسرائيلي، العراق/ صدام حسين، السلام في الشرق الأوسط، الأسلحة النووية، والمثير أن قضية "الإرهاب" احتلت المرتبة الرابعة عشرة في سلّم اهتمامات الأمريكيين آنذاك. ومن هنا يكاد يُجمع المهتمون المتابعون للشأن السعودي الأمريكي بأن تفجيرات 11سبتمبر ساهمت في تغيير مكوّنات صورة السعوديين في أمريكا بشكل كبير. وقد اتّضح مقدار واتجاه هذا التأثّر والتأثير مباشرة من خلال العديد من الاستفتاءات مثل استفتاء Worldviews 2002 (أُجرِي في سبتمبر2002) حيث قرّر فيه 61% من الأمريكيين أن السعوديين حليف لا يوثق به في مكافحة الإرهاب على الرغم من ارتفاع نسبة من يرون أن لبلادهم مصالح حيوية مع المملكة من 77% عام 1998م إلى 83% عام 2002م. وفي استفتاء آخر (نوفمبر 2002م) يتبين لنا كيف تُفرَض صورة ذهنية مشوّهة (بلا قاعدة معلوماتية) ففي الوقت الذي رأت فيه نسبة مهمّة من الأمريكيين أن السعوديين لا يوثق بهم نجد أن 76% من الشباب الأمريكي (بين 18- 24سنة وهو السن المؤهل للتجنيد) لم يفلح في تحديد موقع المملكة على الخريطة. وربما كان لماكينة الدعاية الأمريكية الضخمة دور مهم في تعميم بعض الصور النمطيّة عن السعوديين ويتّضح ذلك من نتائج استفتاء نشر في منتصف مايو 2002م إذ تبين فيه أن 50% من الأمريكيين يحملون صورا سلبية عن السعوديين، ثم ارتفعت هذه النسبة إلى 63% في أغسطس من ذات العام مما يعني أن من بين كل عشرة أمريكيين يوجد ستة لا يحملون صورا ايجابية عن السعوديين. والمتتبع لمسوح الرأي العام الأمريكي خلال المدة من 2003- 2005م يجد تباينا في وجهات النظر صعودا وهبوطا تبعا للأحداث السياسية والعسكرية وحركة أسعار النفط فقد كشف استطلاع رعته منظمة ADL المثيرة للجدل!! أن 62% من الأمريكيين عام 2003م صنفوا السعودية في المرتبة الخامسة كمهدد للسلم العالمي بعد كوريا الشمالية، وإيران والعراق وأفغانستان. وفي ذات الاتجاه السلبي عرضت محطة FOX اليمينية (فبراير2003)نتائج استطلاع أجرته يوضح أن 49% م الأمريكيين يرون أن السعودية بلد غير صديق. ويلاحظ انه منذ مطلع عام 2006م بدأت الصورة السلبية تنسحب تدريجيا في كثير من استفتاءات الرأي العام الأمريكي ففي منتصف العام (2006م) - على سبيل المثال- نجد أن 39.5% من الأمريكيين يرون أن السعودية صديقة لأمريكا، وفي إحصائيّة أخرى ارتفعت نسبة من يرون أن السعودية "حليف" لأمريكا إلى 44% وهو الأمر الذي غيّر معادلة استفتاء Gallup Polls لعام 2001م الذي كشف أن 4% من الأمريكيين يرون أن السعودية "أعظم عدو لأمريكا اليوم" فقد تراجعت هذه النسبة في استفتاء Gallup بنهاية 2006م إلى 1%. وفي استطلاع آخر أجرته شركة Angus Reid ووزع مطلع هذا العام (2007م) حول مواقف الأمريكيين تجاه إسرائيل والمملكة العربية السعودية وإيران، وسورية نجد أن 81% من الجمهور يرى أن إسرائيل تعد حليفة أو صديقة، والأهم أن 58% من الأمريكيين يرون السعودية صديقا ونسبة 18% يرونها حليفا. ومن قراءة مؤشرات هذه الإحصائيات نجد أن الأحداث تفعل فعلها في الرأي العام خاصة حين تستثمر أحداثها بشكل إعلامي مثير . [c1] نقلا عن/ صحيفة " الرياض" السعودية[/c]
السعوديون في الاستفتاءات الأمريكية
أخبار متعلقة