نائب السفير الأمريكي في حلقة نقاش نظمتها جامعة عدن :
[c1]النشاط الحيوي للمجتمع المدني في اليمن دليل على حيوية الديمقراطية واتساع مساحة الحريات[/c] كتب / محمد علي عوضنظمت جامعة عدن صباح أمس الأربعاء حلقة نقاش حول العَلاقات اليمنية الأمريكية بحضور السيد نبيل خوري نائب السفير الأمريكي وعدد من الملحقين الدبلوماسيينبالسفارة الأمريكية في صنعاء. وأدار الحلقة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن وشارك فيها الأخ أحمد الحبيشي – رئيس مجلس الإدارة – رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر والدكتور فارس السقاف مدير عام الهيئة العامة للكتاب والأخ أيمن محمد ناصر رئيس تحرير صحيفة "الطريق" وعدد من الأكاديميين والناشطين في جامعة عدن والمجتمع المدني.وفي بداية حلقة النقاش التي انعقدت بمناسبة زيارة السيد نبيل خوري لمدينة عدن عشية انتهاء فترة عمله في اليمن أواخر هذا الشهر، أعرب السيد خوري عن ارتياحه لمدينة عدن ووصفها بأنّها مدينة المستقبل والبحر والاستثمار.وأعرب عن تفاؤله بما ينتظر هذه المدينة من تحولات على طريق تأهيلها لاستقبال الاستثمارات التي ستسهم في تطوير البنى التحتية لهذه المدينة وتأهيلها لكي تكون عماداً قوياً للاقتصاد اليمني بل والاقتصاد العالمي.وتداول المشاركون في حلقة النقاش عدداً من القضايا المتعلقة بالعَلاقات اليمنية والعربية الأمريكية، حيث أوضح السيد نبيل خوري نائب السفير الأمريكي أنّ حالة العَلاقات اليمنية جيدة وتتعمق يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أنّ اليمن تعُد بالنسبة للإدارة الأمريكية من المناطق العربية القليلة التي تصل منها إلى واشنطن أخبار جيدة عن التحولات الجارية فيها لجهة الإصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الإرهاب.ونوّه نائب السفير الأمريكي بأنّ الرئيس اليمني زار واشنطن رسمياُ ثلاث مرات خلال أربع سنوات وهذا دليل على أنّ العَلاقات الرسمية بناءة وحيوية وإيجابية وقائمة على أساس المصالح المشتركة.وقال خوري إنّ العَلاقات اليمنية – الأمريكية، تتسم بالتعاون القائم على الشراكة في المصالح.. مشيراً إلى أنّ الشراكة لا تعني التبعية بحسب ما طرحه أحد المشاركين في حلقة النقاش.. وبهذا الصدد كشف نائب السفير الأمريكي النقاب عن أنّ الرئيس علي عبدالله صالح لا يخفي خلافه في وجهات النظر مع الولايات المتحدة وعدم اتفاقه مع الكثير من سياساتها الخارجية.وأوضح خوري أنّ الرئيس اليمني يعبر عن رأيه بكل صراحة في جلسات المباحثات المغلقة مع المسؤولين الأمريكيين ويتقدم باقتراحات وتصورات بعضها لا يحظى بقبول الإدارة الأمريكية، لكن كل ذلك يتم في إطار الصداقة والشراكة وليس التبعية.ونفى نبيل خوري ما طرحه بعض المشاركين في حلقة النقاش حول وجود نزعة أمريكية للهيمنة على العالم وإقامة نظام القطب الواحد بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.. مشيراً على أنّ أمريكا لا تستطيع أن تكون القطب الأوحد، لأنّ العالم كبير وليس بمقدور أحد أن يبتلع العالم لوحده.وقال : إنّ الصين هي التي تعزو أسواق الولايات المتحدة الأمريكية بصناعاتها ومنتجاتها الصناعية والزراعية كما أنّها تغزو في الوقت نفسه أسواق العالم، لكنه استدرك قائلاً إنّ ذلك لا ينفي ولا يلغي مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية بحكم قوتها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية في طرح مبادرات لمعالجة المشاكل والنزاعات الدولية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، مؤكداً بأنّ ذلك لا يعني بأي حالٍ من الأحوال نزوعاً إلى فرض الهيمنة وبناء نظام القطب الواحد.وتطرق نائب السفير الأمريكي في حلقة النقاش للنجاح الذي تحققه الجمهورية اليمنية في مجالات الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.. مشيراً إلى أنّ اليمن شهد في سبتمبر الماضي انتخابات رئاسية ومحلية تميزت بالشفافية والتعددية والتنافس على نحو غير مسبوق سواء في اليمن أو العالم العربي أو بلدان الديمقراطيات الناشئة، وأعرب عن أمله في أن يتم تجاوز بعض المصاعب والنواقص في الانتخابات النيابية القادمة المقرر إجراؤها في النصف الأول من عام 2009م.وبحسب السيد نبيل خوري نائب السفير الأمريكي فإنّ بعض الدول لا تقبل أن يكون في اليمن مجتمع مدني حيوي وناشط، لأنّ ذلك يشكل ضغطاً عليها، لكن اليمن بحكم نظامه الديمقراطي التعددي لا يجد مشكلة في التقدم الذي يحققه المجتمع المدني في تعزيز العملية الديمقراطية، مشيراً إلى أنّه من واجب الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمعات المدني التفاعل مع الحكومة ومؤسساتها في هذا المجال، كما أنّه من واجب الحكومة ومؤسساتها حماية وتطوير وتفعيل المساحة التي يتحرك فيها المجتمع المدني باتجاه تعزيز الشراكة بين الطرفين لصالح ا لنهوض بأوضاع البلاد والدفع بعجلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية إلى الأمام.ودعا السيد نبيل خوري كافة الأحزاب السياسية في السلطة والمعارضة إلى إدارة حوار بينها بصورةٍ جديةٍ من أجل مزيد من الديمقراطية والشراكة في الحياة السياسية.ووصف نبيل خوري الأحزاب السياسية، بأنّها تعاني من احتقان في حياتها الداخلية واحتكار القيادات التقليدية للمواقع المهمة الأمر الذي لا يساعد على دمقرطة هذه الأحزاب وبالتالي إشاعة الديمقراطية في المجتمع، ودعا الأحزاب السياسية إلى العمل على تجديد قياداتها وإعطاء مجال واسع للدماء الجديدة والشابة حتى تتجدد قدرتها على العمل والمشاركة في البناء والإصلاح.وتطرق السيد نبيل خوري إلى الدورة الرابعة لمنتدى المستقبل المقرر عقدها في العاصمة اليمنية صنعاء في ديسمبر عام 2007م الجاري، ووصف هذا المنتدى بأنّه إطار للشراكة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي للتعاون في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية ونشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.ووصف نبيل خوري عَلاقة السفارة الأمريكية بالأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في اليمن بأنّها حيوية، وأبدى إعجابه بالدور الكبير الذي يلعبه المجتمع المدني في الحياة السياسية، مشيراً إلى أنّ ذلك يعتبر دليلاً على حيوية الديمقراطية في اليمن واتساع مساحة الحريات وفي مقدمتها حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي، حيث يندر وجود مثل هذا النشاط الحيوي لمنظمات المجتمع المدني في معظم البلدان العربية.وأوضح نبيل خوري أنّ منتتدى المستقبل عقد حتى الآن ثلاث دورات في المغرب والأردن والبحرين، وستنعقد دورته الرابعة في صنعاء أواخر العام الجاري، مشيراً إلى أنّه سيتميز بحضور دولي رفيع، حيث ستحضره السيدة كونداليزا رايس وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وبعض رؤساء الدول الأعضاء في هذا المنتدى. وسلط نبيل خوري مزيداً من الأضواء حول أهداف منتدى المستقبل موضحاً إنّه سيمهد للانتقال من الشراكة الشرق الأوسطية الأمريكية لنشر الديمقراطية، وهو مشروع تموله وترعاه وزارة الخارجية الأمريكية، إلى شراكة بين حكومات بلدان الشرق الأوسط ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية بحيث لا تصبح الديمقراطية والإصلاحات قضية أمريكية أوروبية بتمويل أمريكي وأوروبي، بل قضية للمستقبل تتبناها الحكومات الشرق أوسطية ومنظمات المجتمع المدني، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدة والخبرة في هذا المجال.وأشاد نائب السفير الأمريكي بالشوط الذي قطعته الحكومة اليمنية في مجال الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد والتحول نحو اللامركزية، مشيراً إلى أنّ الفساد عامل معيق للتنمية والإصلاحات.وأكد على ضرورة مواصلة قوة الدفع لمحاربة الفساد لأنّ الفساد يؤثر سلباً على التنمية والديمقراطية والأمن، كما أكد على ضرورة توسيع وتفعيل اللامركزية، لأنّها تحل مشاكل اقتصادية واجتماعية كثيرةوأبدى نبيل خوري إعجابه بسياسة النافذة الواحدة للاستثمار حيث يتجه المستثمرون نحو مركز واحد، وأشاد بالجهود المبذولة لإعداد قانون جديد للمناقصات وفقاً للمعايير العالمية التي توفر الشفافية والعدالة والمسؤولية القانونية وإتاحة الفرص المتكافئة.وقال خوري إنّ المشاريع الإصلاحية التي وضعتها الحكومة اليمنية حظيت بقبول من برنامج الألفية، حيث أسهمت هذه المشاريع التي أعدتها وزارة التخطيط في الموافقة على ضم اليمن إلى برنامج التأهيل للألفية الثالثة، مشيراً إلى أنّ اليمن ستحصل بعد انضمامها إلى هذا البرنامج على معونات لمشاريع تنموية وليس معونات لمشاريع الإصلاح، لأنّ المعونات الخاصة بدعم مشاريع التنمية تكون أضعاف المعونات المخصصة لدعم مشاريع الإصلاح.وتحدث نائب السفير الأمريكي حول التعاون بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب.. مشيراً إلى التقدم الذي تمّ تحقيقه في مجال بناء قوة حراسة السواحل لمكافحة الإرهاب والتهريب حيث قامت الحكومة الأمريكية بتزويد اليمن بعدد من الزوارق البحرية وتدريب الكوادر العاملة عليها، وبناء رصيف لقوة خفر السواحل، فيما ستقوم الحكومة اليمنية ببناء بعض المنشآت البحرية وستقوم الحكومة الإيطالية وهي شريك لليمن في مكافحة الإرهاب بتقديم بعض التجهيزات الفنية والإليكترونية الأمنية.وقال خوري إنّ اليمن حقق إنجازات مهمة في مجال مكافحة الإرهاب وإحباط العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف إلحاق أضرار بالأمن والاستقرار والتنمية في اليمن، مشيراً إلى أنّ حماية الأمن والاستقرار شرط ضروري لنجاح الاستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
جانب من حلقة النقاش الدي نضمتها جامعة عدن