رغم أن قضية تعليم المرأة لم تعد محل جدل وخلاف في الساحة الفكرية اليوم، كما كان عليه الحال في السابق لاسيما مرحلتي التعليم الاساسي والثانوي إلاّ أنه رغم ذلك ما زالت هناك عوائق كثيرة تقف أمام تعليم المرأة جزء من هذه العوائق يعود الى شحة الامكانات وقلة المدارس وخصوصاً في المناطق الريفية وقلة المدارس المخصصة للفتيات والبعض الآخر يعود الى وجود عادات وتقاليد متوارثة ترى أن التعليم من حق الرجل وحده وأن الفتاة في المقابل لا تصلح للتعليم لأنه لا يناسب طبيعتها ويشغلها عن الاسرة والبيت ويعطل زواجها لعدة سنوات .والشيء الذي يستحق الانتباه عند مناقشة هذه القضية أن هناك من يحاول تصوير تمسكه بتلك التقاليد تمسكاً بتعاليم الاسلام واخلاصاً للدين وهذا خلط لا يجب السكوت عنه لأن التقاليد المشار إليها ليست في حقيقة الامر تقاليد اسلامية وإنما هي تقاليد جاهلية ارتدت إليها المرأة المسلمة في فترة تخلفها العقدي ثم اختلطت دون وعي في حسها بالاسلام والغريب في الامر يبدو الدفاع عنه تلك العادات والتقاليد وكأنه دفاعاً عن الدين وهذا خطأ يجب تصحيحه من خلال بيان وتوضيح موقف الاسلام من تعليم المرأة والسؤال المطروح هنا ما هو العلم الذي أوجبه الاسلام على المرأة ؟هل هو العلم المتعلق بالعلوم الشرعية ؟أم هو العلم الخاص بالعلوم الدنيوية أم العلم بالاثنين معاً ؟المتفق عليه بالاجماع عند علماء المسلمين أن تعليم المرأة يعد فرض عين لأن جهل المرأة بأمور دينها مثل عدم المعرفة بأحكام الصلاة وكيفية أدائها وشروطها وأحكام الصيام والحج وشروط الطهارة يجعلها عاجزة عن تأدية الفرائض والتكاليف التي أوجبها الشرع عليها بالصورة المطلوبة وما لايقوم الواجب إلاّ به فهو واجب وهذه قاعدة معروفة عند فقهاء المسلمين أما العلوم الاخرى النافعة سواء كانت دينية أو دنيوية فهي مباحة وللمرأة أن تتعلم منها ما تشاء شريطة الالتزام التام بالآداب الاسلامية وأن لا يؤثر ذلك على قيامها بواجباتها كزوجة أو كأم وكفرد نافع في المجتمع .
|
ومجتمع
الإسلام وحق المرأة في التعليم
أخبار متعلقة