نص
الغربة كوطن يتعاطى السياسة ولا يحتملها ..مكان رحب لكل مامن تضيق به الدنيا..نحن أبناء الغربة..تضحكنا الأغاني الوطنية..كغريب يرتدي ملابس شتوية في أشهرِ الصيف..نتلقن تاريخ أوطانٍ لم تنجبنا..كعقوبة زبونٍ فقير في مطعم فارِه..لا يملك قيمة الوجبة التي إلتهمها فغسل الصحون..ولا يفكر أحدٌ كثيراً بكون تلك الوجبة قد لا تكون لذيذة..لا أحد يدرك..أن رحلة أبناء الغربة تأخذ انعطاف المجهول..كطريق إلزامي..وكل أملهم.. أن يجدوا بيتاً بحوائط تجيد التنفس..و أبواباً بقلوبٍ تعرف صوتاً أرق من الأزيز الذي عرفوه..و مصابيح لا تعرف العتمة..لا أحد يدرك..أن أبناء الغربة على الأغلب لا يصلون إلى بيوتهم..و أنهم أفضل من يجيد الرقص على السلم..الغربة قرف أزلي..يرافق نموك ..يغطي أحشاءك كجلدك..قابل للشد دون التمزق..فقط كي لا نثير حفيظة الغبار الذي عليه..نتتالى في صفوف الاختناق كشهقة ..لا نعرف إلى متى ننتظر الطريق الذي لا يعرف العنوان ولا يسأل عنه..!!لأبناء الغربة إدراك بمفهوم مطاط..أن ليس كل ما نثرثر به هو الحقيقة..أن المطلق لحظي..كفرحتنا.. وكل الأشياء..و أن للمجاذيب فلسفات تليق بعالمنا فقط..تفاصيلنا تمر ولا تجد من يرويها..والأحداث مستمرة في الكلام وما من أحد يسمعها..للعيد في الغربة غصة..تفتح عينيها بهدوء ..فتبكينا إلى الداخل..أبناء الغربة لا يحتفلون بالعيد بقدر احتفالهم بقرب النهاية..نحن أبناء الغربة لم يخلق لنا عيد..فالعيد.. هو التطور الطبيعي للـ إنتماء..!!..