مختصون وتربويون وطلاب يتحدثون للصحيفة عن أهمية التوعية السكانية في الصفوف الدراسية:
لقاءات / بدر الغشم - امين ابراهيماختتمت الاسبوع الماضي فعاليات الحملة التوعوية التي نفذتها الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان على مدى اسبوع في “10” مدارس بأمانة العاصمة واستهدفت الطلاب والطالبات لتوعيتهم بالقضايا السكانية والتحديات التي ستواجه البلاد نتيجة الزيادة السكانية . وقد تلقى الطلاب والطالبات خلال هذه الحملة التوعوية الكثير من المعارف والمعلومات المتعلقة بقضايا السكان وقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة ومرض الايدز وما يتعلق بصحة الام والطفل ومخاطر الزاوج والانجاب المبكرين وغيرها من خلال محاضرات توعوية نوعية القاها عدد من الخبراء والمختصين في مجال التوعية السكانية بالاضافة الى البروشورات التوعوية والكتيبات الصادرة عن الامانة العامة للمجلس التي تم توزيعها على الطلاب . صحيفة 14 اكتوبر التقت على هامش الحملة عدداً من المختصين والتربويين والطلاب وتعرفت على وجهة نظرهم حول هذه الفعاليات ... فإلى التفاصيل :-بداية تحدث الاخ / مجاهد الشعب - مدير عام الاعلام والتوعية السكانية مدير مشروع الاتحاد الاوروبي مكون الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان - عن اهمية تنفيذ هذا النشاط التوعوي بالقضايا السكانية وقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والايدز في المدارس قائلاً : هذه الفعاليات التوعوية التي تستهدف طلاب وطالبات المدارس الثانوية بامانة العاصمة تأتي تواصلاً للانشطة التوعوية التي ينفذها المجلس الوطني للسكان بين الحين والآخر في الوسط التربوي والتعليمي سواء عبر استهداف الطلاب والطالبات مباشرة في مدارس الامانة ومحافظة صنعاء والشباب في المخيمات الصيفية او من خلال الندوات وورش العمل التي تنفذ للاختصاصيين في المدارس وتدعيماً لما يدرس من مواضيع سكانية مدمجة في مناهج التعليم.واوضح ان الفعاليات التي تستهدف شباب وطلاب المدارس بالمحاضرات والبروشورات والكتيبات التوعوية تهدف في المقام الاول الى رفع مستوى الوعي لديهم بالقضايا السكانية والمشاكل والتحديات التي تواجهها وستواجهها اليمن مستقبلاً نتيجة النمو السكاني المتسارع الذي يلتهم الموارد ويعيق عجلة التنمية في البلاد بما يمكنهم من استشعار المسئولية الوطنية تجاه هذه القضايا والقيام بدورهم التوعوي في اوساط اهاليهم واسرهم واقرانهم في المدارس باعتبار الشباب هم الفئة المتعلمة التي يبنى عليها الامل في المستقبل ...مشيراً الى ان هذه الحملة التوعوية التي نفذت في المدارس العشر المستهدفة اكسبت الطلاب معارف ومعلومات جديدة تضاف الى معارفهم السابقة عن القضايا السكانية المختلفة ومنها ما يتعلق بالنمو والخصوبة وقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة ووفيات الامهات والاطفال ومخاطر الزواج في سن مبكرة وكذا الحمل المبكر والمتأخر والامراض المنقولة جنسياً ومنها الايدز وغيرها من المواضيع المهمة في هذا الاطار.. وامل في نهاية حديثه ان تكثف العمليات التوعوية في المدارس وان تستهدف المدارس على مستوى المحافظات. [c1]توضيح مفاهيم كثيرة [/c]واشارت الاخت / امة السلام شرف الدين مديرة مدرسة خديجة الى اهمية هذه المحاضرات العلمية القديمة التي تم تقديمها لطالبات المدرسة والتي من شانها توضيح الكثير من المفاهيم والمصطلحات الخاصة بقضايا السكان وخاصة فيما يتعلق بمسائل الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والامراض المنقولة جنسياً بما في ذلك الايدز باعتبار هذه المسائل تمس حياة ومستقبل طالبات المدرسة مستقبلاً كونهن سيكون اسراً وبالتالي هن بحاجة ماسة الى من يرشدهن الى اتباع السلوكيات والممارسات الصحية السليمة التي تفيدهن وتفيد صحة اطفالهن واسرهن في المستقبل. وطالبت الامانة العامة للمجلس الوطني للسكان بتعميم مثل هذه المحاضرات لتشمل كافة طالبات المدرسة لتصبح الفائدة اشمل واعم لكافة الطالبات اللاتي يعول عليهن كثيراً في نقل المعلومات والمعارف الى اقرانهن وجيرانهن واسرهن ..كما طالبت بضرورة توفير المطبوعات الارشادية والتوضيحية حول قضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة لتوزيعها على اكبر قدر ممكن من الطالبات وتمنت ان يكون التعاون والتنسيق مع الامانة العامة للمجلس في مثل هذه الاعمال وغيرها من الاعمال الاخرى متواصلاً ومستمراً بما يخدم القضية السكانية في بلادنا. [c1]تكثيف وتواصل العمليات التوعوية [/c]من جانبه اشاد الاخ / منذر عبدالله المركماني - مدير مدرسة الحورش بالجهود التي بذلها ويبذلها المجلس الوطني للسكان للتوعية بقضايا السكان وقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة في اوساط طلاب وطالبات المدارس الثانوية في إطار اجندته للتصدي للمشاكل والتحديات السكانية الناجمة عن الانفجار السكاني الكبير الذي تعاني منه البلاد .., مشيراً الى ان التركيز على فئة الشباب من طلاب وطالبات المدارس وتوعيتهم ورفع نسبة الوعي لديهم بهذه القضايا يشكل ثلثي الطريق في الوصول الى تحقيق اهداف السياسة السكانية وفق آليات وخطط توعوية دقيقة ومدروسة .. وقال ان العمليات التوعوية بقضايا السكان التي تنفذ حالياً في بعض المدارس ينبغي ان تكثف وتتواصل على مدار العام باعتبارها غير كافية ولا تستهدف سوى “ 5 %” من الطلاب على مستوى كل مدرسة .. مؤكداً ضرورة واهمية تكثيف عمليات التوعية المستمرة في المدارس وفقاً لخطط جديدة فاعلة ومدروسة يتم اتخاذها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وتستهدف جميع الطلاب على مستوى مدارس الجمهورية من خلال : طابور الصباح والمسابقات والانشطة المدرسية المسرح المدرسي والجماعات الطلابية ، الفرق الكشفية المجلات الحائطية المحاضرات التوعوية البروشورات وغيرها... وبذلك يمكن تحقيق نجاحات ملموسة كبيرة تخدم العمل السكاني اما اذا بقي الحال كما هو عليه محاضرات موسمية فقط فان خطواتنا لتحقيق اهداف السياسة الوطنية السكانية خطوات بطيئة جداً ولا تلبي الطموح وسيكون عملنا غير مجدٍ وكمن يحرث في بحر. ونوه في ختام حديثه الى أن انشطة المجموعة ( الجماعة) الطلابية الخاصة بالايدز والتي تم تشكيلها من الطلاب داخل مدرسة الحورش قد حققت نجاحات ممتازة في رفع نسبة الوعي بين اوساط الطلاب بمخاطر مرض نقص المناعة المكتسب الايدز وكيفية انتقاله والوقاية منه وكيفية التعامل مع المصاب واعتبرها تجربة ناجحة ينبغي ان تعمم وان تعمل بها المدارس. [c1]رفع نسبة الوعي المجتمعي [/c]واشار الاخ / خالد عبدالقادر الاهدل - وكيل مدرسة الكويت ان المحاضرات التوعوية السكانية التي استهدفت طلاب مدرسته تعتبر اول عمل ونشاط سكاني للمجلس الوطني للسكان على مستوى المدرسة يعنى بقضايا السكان والنمو السكاني والخصوبة وقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والآثار السلبية للنمو السكاني المتسارع على التنمية في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والمياه والكهرباء وغيرها.. واكد ضرورة الاستمرار في تنفيذ الفعاليات التوعوية والمحاضرات في المدارس على مدار العام وليس في المناسبات فقط .. فالكثير من أبنائنا الطلاب يجهلون الكثير من المعارف المتعلقة بالقضايا السكانية والصحة الانجابية ومخاطر الانجاب والزواج في سن مبكرة واثر ذلك على صحة الام والطفل.. مشيراً الى انه لا يمكن تحقيق نجاحات تذكر للسيطرة على الانفجار السكاني الا برفع نسبة الوعي المجتمعي بهذه القضايا وخاصة الشباب في المدارس باعتبارهم اهم واكبر شريحة متعلمة في المجتمع مؤكداً ضرورة التركيز على استهداف الريف بالعمليات التوعوية كون الامية تنتشر فيه بشكل كبير خاصة في اوساط النساء الريفيات نتيجة بعض العادات والتقاليد وانتشار ظاهرة الزواج المبكر وكثرة الانجاب وبنسبة عالية في الارياف. [c1]أهم شرائح المجتمع [/c]ويرى الاخ / عبدالوهاب عبدالله صبارة - بمدرسة الكويت ضرورة توسيع رقعة عمليات التوعية بالقضايا السكانية في اوساط الطلاب بالمدارس وعدم اقتصارها على المحاضرات الموسمية فقط ... وانما عبر الاذاعات المدرسية والانشطة الطلابية المختلفة من مسرح ومسابقات وغيرها ، مضيفاً ان الشباب والشابات اهم شرائح المجتمع وسيكونون آباء وامهات المستقبل لذا لابد ان يكون لديهم معرفة واسعة بكافة القضايا السكانية وتحدياتها وبمخاطر النمو السكاني المتسارع وعلى دراية بقضايا الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة والامراض المنقولة جنسياً ومنها الايدز .. وفي ضوء ذلك سيتمكنون من القيام بدورهم التوعوي داخل اسرهم وزملائهم مؤكداً انه يمكن السيطرة على معدلات النمو السكاني المرتفعة من خلال تنظيم الاسرة والمباعدة بين الولادات وبمزيد من الوعي .. فتنظيم الاسرة هو المدخل الرئيسي لمعالجة مشاكلنا السكانية وبه يمكن بناء جيل قوي متسلح بالعلم والمعرفة .. فالعقل السليم في الجسم السليم . [c1]مخاطر كبيرة [/c] ويقول قائد فرقة الكشافة بمدرسة الكويت الطالب حسن محمد المحاقري: المخاطر الناجمة عن الزيادة السكانية مخاطر كبيرة ويجب ان يتصدى لها الجميع باعتبارها تؤثر تاثيراً سلبياً على حياة الفرد والمجتمع مشيراً الى ان نسبة النمو والخصوبة العاليتين وعدم السيطرة عليهما سيتسبب في الكثير من المشاكل ومزيد من الضغط على الخدمات المقدمة في مجالات الصحة والتعليم والنقص في الموارد الاقتصادية والمياه والكهرباء وزيادة نسبة الفقر وانتشار البطالة .. مضيفاً ان الطريقة المثلى لمعالجة المشاكل السكانية واثارها تتمثل في تكثيف العمليات التوعوية بهذه القضايا ورفع نسبة الوعي بها في اوساط الجماهير وبخاصة في اوساط الشباب من طلاب وطالبات المدارس وفي المخيمات الصيفية والكشفية واقامة حملات توعوية اعلامية كبيرة على مستوى الوطن بين الحين والاخر ويكون فيها “ تنظيم الاسرة” الشعار والمرتكز الاساسي لهذه الحملة فهو المفتاح السحري لكافة مشاكلنا السكانية. [c1]معلومات لم نكن نعرفها[/c]وقالت الطالبة بغداد محمود العرشي بمدرسة سمية: استفدنا كثيراً من المحاضرة وتعرفنا من خلالها على معلومات سكانية جديدة لم نكن نعرفها من قبل وأهمها مخاطر الزيادة السكانية وأثرها على التعليم والصحة والحياة وعلى مستوى دخل الفرد، وعرفنا قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ومخاطر الولادات المتقاربة وعدم المباعدة فيها على صحة الامهات والأطفال ومخاطر الزواج المبكر .. وسنقوم بدورنا بتوعية زميلاتنا في المدرسة وأسرنا في البيوت بما عرفناه عن المشاكل السكانية.[c1]معارف قيمة وجديدة[/c]وتتفق الطالبة أسماء عباد العميسي من المدرسة نفسها مع ما قالته زميلتها بغداد من أن المحاضرة أكسبت الطالبات معارف قيمة وجديدة لم يكن يعرفنها في السابق عن النمو السكاني المتسارع وخطواته والمعلومات المتعلقة بالصحة الانجابية وتنظيم الأسرة ومرض الايدز .. وأضافت: يجب أن تتواصل التوعية السكانية والمحاضرات في المدارس ولجميع الطالبات على مستوى الفصول الدراسية وليس للبعض فقط.[c1]تشكيل جماعة سكانية[/c]أما الطالبة اشجان محمد الفقيه فقد اتفقت مع زميلتها إكرام عايش العنسي من المدرسة نفسها على أن يقمن بعملية التوعية السكانية لزميلاتهن في طابور الصباح، وكذلك تشكيل جماعة سكانية داخل المدرسة من الطالبات تحت إشراف رائدة الفصل ومديرة المدرسة لتقوم هذه الجماعة التي ستسمى باسم (المجموعة السكانية) باعداد فقرات توعوية مختلفة حول القضايا السكانية والتوعية بها عبر الإذاعة المدرسية في طابور الصباح وعبر الوسائل والمجلات الحائطية داخل الفصول وفي الممرات.وطالبت (اشجان) وزميلتها (إكرام) المجلس الوطني للسكان أن يزيد من المحاضرات التوعوية بقضايا السكان في المدارس من (4 ـ 5) مرات في السنة الدراسية، واقترحتا على المجلس أن يقوم بحملة وطنية توعوية كبيرة على مستوى الوطن عبر التلفزيون والإذاعات والصحف والقنوات الفضائية لمدة أسبوع أو أسبوعين على غرار الحملات التوعوية التي تقوم بها وزارة الصحة اثناء التطعيم ضد شلل الأطفال أو الحصبة أو انفلونزا الخنازير.