محمد رجب أبو رجبقبل أيام قليلة اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهر على أثر المجازر التي تم ارتكابها من قبل الكيان الصهيوني في بيت حانون، واتخذوا مجموعة من القرارات والتي شكلت من جهة نظري موقفا متقدما للأشقاء العرب، ويلبي إلى حد ما طموحات المواطن العربي بشكل عام والمواطن الفلسطيني بشكل خاص، وكان قرار فك الحصار عن الشعب الفلسطيني من أهم هذه القرارات التي طال انتظار الفلسطيني لها في الوقت الذي فقد فيه الغذاء والدواء وطوقه الحصار من كل جانب ومنعت عنه الأموال، ولم يعد يملك إلا الصمود والصبر والمراهنة على امته العربية والإسلامية.الفلسطيني عتب ويعتب كثيراً على الأشقاء العرب. ودائماً يطلب منهم المزيد، وهذا حق له كونه في خط المواجهة الأول دفاعاً عن الأرض والمقدسات التي خصها الله ورسوله، ودفاعا عن شرف الأمة وعزتها وكرامتها، وكان يعرف دائماً أن الأشقاء العرب لا يمكن أن يتخلوا عنه وعن قضيتهم مهما طال الانتظار، واليوم وبعد أن أقدموا على قرار فك الحصار، لم يبق إلا التنفيذ السريع لان الوقت لا يسمح لمزيد من الحصار، وتنفيذ القرار يؤكد مصداقية دول جامعتنا العربية، ولم يعد مقبولا أن يستمر هذا الحصار في الوقت الذي ترتكب فيه مجزرة تلو الأخرى، ولم تكن بيت حانون المجزرة الأخيرة، فبالأمس أوعز أولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى وزير دفاعه لشن هجوم على غزة والانتقام ردا على الصورايخ التي أطلقت على مستعمرة سيدروت، وبالفعل ونحن نكتب هذه المقالة سمعنا أخبار قصف جيش الاحتلال لقطاع غزة وقتل المواطنين وتدمير بيوتهم، وسمعنا آيضاً وفي الوقت ذاته عرض الرئيس آبو مازن على حكومة العدو تسوية نهائية.الفلسطيني مسالم ويحب السلم وينبذ العنف والإرهاب ويسعى وعبر قيادته السياسية إلى الوصول إلى تسوية سياسية يقيم من خلالها دولة كما وعده المجتمع الدولي، وكما تعهدت فيه يوما الإدارة الأمريكية، وكما نصت عليه اتفاقية أوسلو والتي حظيت بالتوقيع من القياداة الفلسطينية، ولهذا ومن اجل هذا لم تتاخر القيادة الفلسطينية في التوقيع على كل المبادرات والاتفاقيات بدءا من أوسلو وانتهاء بخارطة الطريق وما بينهما، ولم تتاخر عن الالتزام بتوقيع اتفاقية الهدنة التي خرقها العدو آلاف المرات في عمليات قتل واغتيال، وبناء جدار عنصري وجرف المزارع وتهويد القدس والسيطرة على منابع المياه وتهجير المواطنين من أراضيهم وارتكاب المجازر الجماعية وغيرها من الاعمال الإجرامية، ومع الأسف هذا سمته ما تعرف بالإدارة الأمريكية دفاعا عن النفس وعندما حاول العرب في مجلس الأمن التوصل إلى إدانة هذه الأعمال واجهتهم هذه الإدارة باستخدام حق الفيتو الذي عهدناه وعرفناه ونتوقعه دوما.. وكيف لا؟كم تمنيت ومازلت آن يجري الكف على أي تسوية سلمية مع هذا الكيان الصهيوني العنصري فلسطينيا وعربيا ودوليا، لا لاننا لا نريد ذلك ولكن لان العدو لا يريد ذلك.كم تمنيت وما زلت أن لا نضيع الوقت وأن لا نراهن على الإدارة الأمريكية لأنها هي من تشكل الغطاء لكل عدوان تحت شعار مكافحة الإرهاب ونحن من وجهة نظرها إرهاب، وهي من تعهدت بحماية إسرائيل منذ عام 1947 وفعلت؟كم تمنيت وبعد السنوات الطوال من الصراع العربي الصهيوني أن يعرف العرب من هم أعداؤنا ومن هم أصدقاؤنا، وبأن التنازلات السياسية لاتوصلنا إلى شيء ولاتحمي شعبنا ولا أرضنا، ولا تبقينا على الكراسي التي نريد، خيار المقاومة والجهاد في أرض الرباط كتب علينا ويجب أن نقبل به.
فك الحصاربات مهمة دول الجامعة العربية
أخبار متعلقة