غضون
خصصت وزارة الخدمة المدنية (329) درجة وظيفية لمحافظة لحج هذا العام بينما عدد المتخرجين الذين سجلوا أسماءهم لدى مكتب الوزارة في الحوطة للحصول على وظائف هو (8626) شاباً وشابة، أي أن المعتمد هو درجة وظيفية واحدة لكل 26 شاباً وشابة تقريباً، وإذا افترضنا أن من واجب الحكومة أن توجد وظيفة لكل واحد من المسجلين حالياً فقط وهم (8626) فإنها سوف تحقق هذا الهدف بعد 26 سنة وعدة أشهر من الآن إن ظلت تعتمد (329) وظيفة في كل عام، أما إذا زاد عدد طالبي الوظائف في العام المقبل إلى الضعف فسوف يحصل آخرهم على وظيفة حكومية بحلول عام 2070م بحول الله وقدرته.في منتصف العام الماضي نشرت في عدن دراسة أعدها موظف بمكتب وزارة الخدمة المدنية وقارن فيها بين أعداد الوظائف المعتمدة وأعداد طالبي الوظائف في نفس العام، وخلص إلى نتيجة تقول إنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه من حيث عدد الدرجات فإن آخر المسجلين سوف يحصل على وظيفته بعد 75 سنة.ما سبق مجرد مثال.. وقس عليه في المحافظات الأخرى أو في عموم البلد، فالحكومة تخصص 10 آلاف وظيفة سنوياً كما في هذا العام بينما طالبو الوظائف نحو 200 ألف، وهذا يعني انه لكي نوظف طالبي الوظائف الحاليين وحدهم في ظل الاعتماد الحالي سوف يستغرق الأمر عشرات العقود.. فمتى سيحصل الذين سيتخرجون عام 2010م والأعوام التالية على وظائفهم؟ بالتأكيد سيحتاج الأمر إلى قرون.. واعتقد أن أصحاب الحساب والرياضيات قادرون على تحديد المدة بدقة بعد الضرب والجمع والطرح والقسمة وضبط المتواليات العددية وحساب الجداول في وزارتي الخدمة والمالية.لاحظوا كم هي المشكلة كبيرة رغم انها تتعلق بالمتخرجين من الجامعات فقط، فماذا سيكون عليه الأمر عندما نتحدث عن آلاف يتخرجون من معاهد التدريب والتعليم الفني وأصحاب الدبلوم العالي والمتوسط والقاصي والداني ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار، وكلهم يدرسون للحصول على وظيفة حكومية في مجتمع ترسخت لديه قاعدة تقول «شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي»!.أقول قولي هذا، وفي بالي القول الذي يقوله الخبراء للحكومة.. شوفوا للعيال شغل.. شوفوا لأولادنا وبناتنا شغل.. شغل الحكومة محدود.. ولأنه محدود شوفوا لهم شغل خارج الحكومة.. والشغل خارج الحكومة أبوابه معروفة.. استثمار حكومي.. إنعاش القطاع الخاص.. جذب الاستثمار الأجنبي.. تأمين السياحتين الداخلية والخارجية.. والبقية تعرفونها..غير معقول يا جماعة أن يؤمن القبيلي الأمي حياته وحياة أبنائه وأجداده وأحفاده من خلال ضربة اختطاف واحدة بينما مئتا ألف من خريجي الجامعات بلا عمل طيلة عشر سنوات ولا يؤمنون ملء بطونهم إلا بشق الأنفس!.