مدينة السياحة والمهرجانات الثقافية والفنية
د . زينب حزام السياحة تعد اختياراً استراتيجياً ورهاناً اقتصادياً أقدمت عليه اليمن منذ سنوات الاستقلال وكان الرهان ناجحاً إذ أن القطاع السياحي يساهم بـ 5.5 % من الناتج المحلي الإجمالي كما يوفر حالياً عدداً لا يستهان به من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، لذلك حرصت الحكومة اليمنية على وضع سياسة سليمة لتنويع المنتوج السياحي وذلك بإنشاء محطات سياحية في كل من “ كبث” في محافظة أبين حيث الحمامات الساخنة ، وإقامة أنشطة مكملة مثل الرياضة والعلاج الطبيعي ، إضافة إلى حمامات دمت الساخنة ، وسياحة الموانئ الترفيهية مثل ميناء التواهي بعدن وميناء الحديدة وغيرها من موانئ اليمن والعلاج بمياه البحر والشاطئ الذهبي في مدينة التواهي إلى جانب تطوير السياحة الصحراوية في حضرموت ، حيث تقام سنوياً مسابقة الهجن ( الجمال) التي تجذب العديد من السياح الأجانب إليها وكذا مهرجان العادات والتقاليد اليمنية في حضرموت التي تعد فرعاً أساسياً في النشاط السياحي إضافة إلى مهرجان العادات التقاليد والتسوق السياحي في إب الذي يقام سنوياً وقد عملت الدولة اليمنية على بناء المدارس والمعاهد الفندقية السياحية وتشجيع الطلاب على الالتحاق بها. كما اتجهت إلى عناية المستثمرين في السنوات الأخيرة في استثمار المياه المعدنية والطين كعلاج لبعض الأمراض مثل الروماتيزم والروماتويد وعملاً بمبدأ تنويع المنتوج السياحي ، فقد استحدثت ثلاثة مراكز للعلاج بمياه البحر والمياه المعدنية . كما حظي قطاع الصناعات التقليدية بالعناية نفسها مثل صناعة الخناجر التي تعد من العادات والتقاليد اليمنية في الزي الشعبي اليمني حيث يرصع مقبض الخنجر بالفضة والذهب والنقوش المتنوعة وصناعة الأزياء الشعبية مثل الملابس النسائية وملابس الرجال والأطفال وفتح مراكز نموذجية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية تطبق فيها برامج تدريب وإعداد كوادر بشرية وتشجيع مصنع المنسوجات في منطقة المنصورة في عدن وقد حظي قطاع المصنوعات التقليدية باهتمام المسئولين في اليمن وتخصص الدولة اليمنية سنوياً جائزة مالية تعطى لأفضل الحرفيين ويحتفل سنوياً باللباس التقليدي اليمني في محاولة لتجذير مقومات الأصالة اليمنية ، والحث على استهلاك منتجات الصناعات التقليدية اليمنية وانصب هذا التشجيع كذلك بتوفير القروض للحرفيين عن طريق الصندوق الوطني للنهوض بالصناعات التقليدية وإعطاء مجموعة من الامتيازات لهؤلاء الحرفيين وإعفائهم من بعض الرسوم بالإضافة إلى تكثيف المشاركة في المعارض الدولية للتعريف بالمنتوج التقليدي اليمني وإعداد الأفلام والنشرات التوثيقية حول الصناعات التقليدية. [c1]آثار وقلاع [/c]وتعد جزيرة سقطرى تاريخاً حافلاً يرجع إلى الألفية الثانية قبل الميلاد فقد كانت سقطرى في الماضي مطمعاً للعديد من الشعوب القديمة ، لذلك توالت عليها حضارات تركت آثاراً بقيت حتى عصرنا الحاضر ماثلة للعيان منها المواقع الأثرية الطبيعية، والمساجد القديمة ذات الطابع الحجري ، وكان يتخذها بعض الأولياء الصالحين وأصحاب الطرق مقراً للعبادة وكانوا يقيمون الولائم من الطعام واللحم البلدي وطباخة الأرز والخبز والمرق وهذه وجبات شعبية يمنية، يزور الأهالي مقابر الأولياء الصالحين والتبرك بالصلاة في مساجدهم ويوجد في سقطرى متحف وطني غني بالآثار الطبيعية والكهوف الواقعة على شاطئ البحر، إضافة إلى قطع أثرية تحتوي على العادات والتقاليد في هذه الجزيرة.ومن أشهر الآثار التي تتميز بها جزيرة سقطرى مجموعة من الأبراج الدفاعية التي بنيت في فترات متباعدة كما تشتهر جزيرة بالكهوف العجيبة التي كونتها الطبيعية. إضافة إلى النباتات الطبيعية ومنها شجرة دم الآخوين التي تجذب إليها السياح من مختلف أنحاء العالم.بالإضافة إلى حماية المميزات العمرانية والهندسية التقليدية للحفاظ على طابع الجزيرة والأصل والمعرض للاندثار.[c1]المنتوجات السياحية[/c]نشكر السياحة والصناعة التقليدية في اليمن على تنميتها رياضة السباحة والمسابقات الدولية، وأقامت نادي الشاطئ الذهبي في مدينة التواهي بعدن وهو ناد كبير يستوعب كل المتبارين، ونظراً لما تتمتع به مدينة التواهي من مواقع سياحية وشواطئ ذهبية فإنها تجذب إليها عشرات السياح من جميع أنحاء العالم وبسبب تمتع مدينة عدن بطقس دافئ طوال العالم، فإن الأوروبيين الذين يزاولون رياضة السباحة وخاصة الألمان والإيطاليين والأسبان والروس يأتون في فصل الشتاء إلى عدن، حيث يبدأ موسم السباحة وصيد الأسماك، وعلى هذه الشواطئ تقام الأمسيات الفنية، من أغان ورقص شعبي، وتناول الوجبات الشعبية التي تقدم للسياح في الهواء الطلق ومنها (وجبة السمك المشوي الطازج) وبيع التحف والأواني الفضية والفخارية التي تجذب السياح إليها، وكذلك الصناعات التقليدية مثل صناعة السجاد والفخار والسيراميك والصناعات التقليدية وصياغة الفضة والذهب في عدن التي تعد من الصناعات المشهورة، وهناك صناعة الحلي والمصوغات التي تخرج على أيادي أمهر الصياغ، وكل هذه الصناعات تعد عناصر قوة ونماء للمنتوج السياحي اليمني.أن تشجيع السياحة والصناعات التقليدية في اليمن وتشجيع الاستثمار فيها، يجسد ممارسة الحرية والبناء والتعمير وتشجيع الثقافة والفن في مجتمعنا اليمني كي تمثل اليمن بتاريخها وتراثها صورة حية لتلاقي الحضارات من خلال استقبالها لآلاف السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم وأديانهم.