الرئيس عباس يدلي بصوته في انتخابات فتح الأحد الماضي
بيت لحم (الضفة الغربية) /14اكتوبر/رويترز: يبدو أن حركة فتح الفلسطينية عززت سلطة الرئيس محمود عباس واستعادت الشرعية مع الناخبين أمس الثلاثاء بالتخلص من عدد كبير من “الحرس القديم” الذي هيمن عليها أثناء زعامة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.وذكر محللون أن عباس (74 عاما) قامر بالدعوة إلى عقد أول مؤتمر عام لحركته منذ 20 عاما وفاز عندما انتخب 2300 عضو لجنة تنفيذية أصغر سنا ستجدد شباب فتح وتعزز وضعه كزعيم.ويعتقد أعضاء بارزون في فتح أن الحركة أصبحت الآن في وضع أفضل من أجل المصالحة مع خصمها اللدود حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة واستعادة جزء من الوحدة للقضية الفلسطينية المقسمة.وتجديد شباب فتح التي انهزمت في الانتخابات البرلمانية أمام حماس في عام 2006 بسبب الفساد والمحسوبية ربما يعزز موقف عباس في المحادثات مع إسرائيل في الوقت الذي يعد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطة سلام جديدة.وأفاد ناصر القدوة وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل عرفات أن “هذه نتيجة غير متوقعة وتمثل تغييرا كبيرا.. تغييرا هائلا.”وتشير النتائج الأولية إلى أن القدوة فاز بواحد من 14 مقعدا في اللجنة المركزية والتي تغيرت من 18 مقعدا طرحت في الانتخابات. وحلت وجوه جديدة محل المخضرمين المسنين الذين أخفقوا في إعادة الانتخاب بالرغم من اتهامات بإدخال أقارب وموظفين للتصويت كأعضاء.ومن بين الشخصيات القديمة التي هيمنت على فتح خلال عقود من النفي قبل اتفاق أوسلو المؤقت في عام 1993 أحمد قريع وكان من كبار المفاوضين الفلسطينيين ورئيسا للوزراء ومن الحلفاء الأوائل لعرفات منذ الستينات. وتشير النتائج الأولية إلى انه خسر مقعده في اللجنة المركزية.واختار الأعضاء القادمون من أكثر من 80 دولة تشكيلا جديدا من رجال في منتصف العمر نشأوا في ظل الاحتلال الإسرائيلي ليحلوا محل المخضرمين الذين يرى الكثيرون أنهم مسنين يتعلقون بالسلطة من منفى مريح.ومن بين 18 شخصا انتخبوا للجنة المركزية المكونة من 23 عضوا يعيش واحد فقط في الخارج ولن يضطر عباس بعد ذلك للذهاب إلى الأردن لعقد الاجتماعات.وكان عباس دعا حركة فتح إلى بداية انطلاقة جديدة في مسعى للتخلص من سجل الفساد والحكم غير الرشيد واستعادة التأييد الشعبي.وإذا لم تستطع فتح أن تحقق المصالحة مع حماس فينبغي أن تحاول استعادة هيمنتها السياسية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة المقررة في العام المقبل مع انه لم يتم تحديد موعد لها.وأكدت بعض الشخصيات البارزة أن المؤتمر يعتبر خطوة على الطريق لتحقيق هذين الهدفين.من جانبه أشار المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري إلى أن فتح لن تتغير في غضون ثمانية أيام لكن الانتخابات ستعزز موقف عباس في التفاوض مع إسرائيل لأنه سيظهر كزعيم حركة أكثر قوة احتفظت بخيار استئناف الكفاح المسلح.وأكد أن الرئيس عباس ظهر من خلال هذا المؤتمر بصورة أقوى ، مضيفا أنه لا يتوقع أن يجري تغيير على حركة فتح في غضون ثمانية أيام.واتفق عبد الله عبد الله الدبلوماسي الفلسطيني السابق معه ، مشيرا إلى أن فتح تعتزم المضي في إتباع طريق السلام والتفاوض من أجل التسوية لكنها تريد أن ترى نتائج و لا تستطيع الاستمرار في التباحث إلى الأبد.وأكد عبد الله أن المصالحة مع حماس أمر حيوي وان احتمالات التوصل إلى اتفاق تحسنت، مضيفا أن هذا المؤتمر حجة حماس بالتصلب في موقفها لأنها تتعامل مع فتح الضعيفة والمنقسمة على نفسها لكن فتح الآن قوية وموحدة وستعمل من موضع قوة.ويرى البعض شعاعا من الأمل في حقيقة أن حماس التي منعت 300 من أعضاء فتح من مغادرة قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل لحضور المؤتمر لم تمنعهم من التصويت عبر الهاتف.ورحب الكثيرون في شوارع غزة باحتمال حدوث بداية جديدة وتجدد الأمل في الوحدة. حيث أكد محمد مراد (40 عاما) أن حقيقة أن الفائزين هم من الجيل الأصغر سنا تبدو ايجابية.ويرى بعض المحللين أن الزعماء الأصغر سنا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة هم أكثر استعدادا للقبول بحلول وسط للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل على حساب مطالب تاريخية ترجع إلى قيام دولة إسرائيل عام 1948 حين تحول نصف عرب فلسطين إلى لاجئين.ومع ذلك فان انتخاب شخصيات مثل مروان البرغوثي المسجون مدى الحياة في إسرائيل يعتبر في نظر الكثير من الإسرائيليين دليل على أن فتح تفضل أن تعيش على ماضيها العنيف حسبما يزعمون.وأعربت اسرائيل عن استيائها من تجديد تأييد فتح للكفاح المسلح في برنامجها السياسي واخفاقها في اصلاح الميثاق الذي يدعو مثل ميثاق حماس الى تدمير اسرائيل.ومن المقرر ان تظهر نتائج انتخابات برلمان فتح المسمى بالمجلس الثوري والمكون من 128 عضوا خلال يوم أو يومين.