جدة / وكالات :اختتم منتدى جدة الاقتصادي 2008م فعالياته بمناقشة ثلاثة موضوعات تصدرها تطوير رأس المال البشري ونقل المهارات إلى الشرق الأوسط وحماية البيئة ومسؤولية الأجيال القادمة حيالها.وتحدث اندريس شليشر من منظمة التعاون الاقتصادي عن رأس المال البشري الذي اعتبره عامل النمو الأساسي والمحرك الاقتصادي الرئيسي في دول العالم ولذلك سعت العديد من الدول إلى مضاعفة مؤسساتها التعليمية وسارت بسرعة نحو اللحاق بركب التطور ورفد مواردها البشرية.فيما تحدثت الدكتورة منى مرشد من جامعة مكنزي عن نقل المهارات الغربية إلى الشرق الأوسط وعن نظام التعليم في المملكة العربية السعودية كنموذج مشيرة إلى أن مادتي العلوم والرياضيات تشهدان انخفاضاً ملحوظاً في المستوى وفقاً للإحصاءات العالمية كما أن 80 في المائة من الطلاب لا يجيدون التعامل مع الرياضيات مؤكدة على ضرورة الاهتمام بالمعلم وإعداده، في حين أكد الدكتور غازي بن زقر أن تلك المشكلة ليست في التعليم أو التعلم وإنما في الدافع الذاتي للنجاح .وقد كانت الجلسة الأولى للمنتدى تحت عنوان (الرابط الاجتماعي الاقتصادي. . جينوم الحياة المزدوج) حيث تحدثت في مستهلها معالي وزيرة التجارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخة لبنى القاسمي موضحة ان هناك فجوة معرفية في الشرق الأوسط وهناك 200 مليون من الشباب والفتيات ينتظرون أدوارا أكثر تكاملاً من حكوماتهم ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص لتعزيز دورهم المعرفي لتنمية رأس المال البشري مشيرة إلى أن اقتصاديات العالم الناجحة تدلل على أن التنمية لا يمكن أن تنفصل على الروابط الاجتماعية .واعتبرت أن العامل البشري هو المصدر الأساسي للتنمية الاقتصادية مشيرة للتقدم الذي تحققه معظم دول الشرق الأوسط في التفاعل مع المجتمع المدني لتحقيق التنمية البشرية وأهميته كبعد للنمو الإقليمي والتنمية المستدامة .عقب ذلك أعلن وزير العمل الإماراتي الدكتور غازي القصيبي أن الوزارة تسعى لتضييق الفجوة بين القطاعين العام والخاص إنجاحاً لعملية التوطين والقضاء على البطالة لتقليل الفروقات بين مميزات القطاعين العام والخاص مؤكداً أن الشباب والفتيات السعوديين قادرين على إضافة الكثير لسوق العمل .وأشار إلى ضرورة تغيير الصورة النمطية تجاه الشباب حيث أن السعودي أصبح أكثر قناعة بالتدريب منوهاً إلى وجود نسبة قليلة من البطالة في أوساط الجامعيين (12 بالمائة ) مشيراً كذلك إلى توفر150 ألف فرصة عمل من خلال مؤسسات التدريب.وتحدث الأمير تركي الفيصل خلال المنتدى عن التطورات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والتنامي الاقتصادي بفضل ارتفاع أسعار المحروقات (النفط) مما أدى إلى تنشيط الاستثمار ودفع المملكة إلى تنويع مصادر الدخل والبعد قليلاً عن محور النفط مشيراًُ إلى الانفتاح الذي تعيشه المملكة مع العالم الخارجي خاصة بعد انضمامها لمنظمة التجارية العالمية .وبين سموه أهمية الاتصال مع العالم الخارجي مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط تمرست على هذا الاتصال منذ التاريخ القديم وأن منطقة الشرق الأوسط كانت قبل (1000) عام محطة لعلاقات تجارية واسعة .ونوه بالدور الريادي الذي تؤدية المملكة العربية السعودية على المستوى الإقليمي والعالمي بوصفها أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى الميزة التي تحظى بها من خلال إحتضانها للحرمين الشريفين .