شرطي يرافق نازحين باكستانيين في حافلة لدى عودتهم إلى منازلهم من مخيم جالوزاي يوم أمس الاثنين
مخيم جالوزاي (باكستان)/14 أكتوبر/كمران حيدر:بدأت الحكومة الباكستانية يوم أمس الاثنين في إعادة نحو مليوني شخص إلى ديارهم التي تركوها قبل شهرين بسبب هجوم للجيش على متشددي طالبان في وادي سوات.ويقول الجيش انه طرد طالبان من معقلها السابق شمال غربي العاصمة إسلام أباد وان الحكومة حريصة على إعادة النازحين إلى ديارهم.وكان الفرار الجماعي من سوات من أكبر عمليات النزوح البشري في الأزمنة الحديثة ما استنزف موارد باكستان وأدى إلى مناشدة عالمية بتقديم مساعدات إنسانية.وبدأ الجيش هجومه في ابريل نيسان بعدما سيطر المتشددون على منطقة لا تبعد سوى مئة كيلومتر عن إسلام أباد ما أثار مخاوف بشأن استقرار باكستان وسلامة أسلحتها النووية.ويقول الجيش إن أكثر من 1700 متشدد قتلوا في الهجمات لكن لا توجد تقديرات من جهة مستقلة لعدد الضحايا. كما لم يقتل أي من القادة المتشددين البارزين في المنطقة ما أثار مخاوف من إمكانية عودة نشاط المقاتلين.واصطفت أمس الاثنين حافلات وشاحنات في مخيم جالوزاي تحت الشمس الحارقة لإعادة المجموعة الأولى من النازحين إلى ديارهم.وانتقل معظم النازحين للعيش مع عائلاتهم أو أصدقائهم لكن قرابة 300 ألف نازح يعيشون في مخيمات أقيمت على مساحات واسعة.وتمثل محنة هؤلاء المواطنين قضية حساسة بالنسبة للحكومة الباكستانية لأنها قد تحدث تراجعا في التأييد الشعبي للهجوم الذي بدأته ضد طالبان الباكستانية قبل أكثر من شهرين إذا عانى أهالي المنطقة كثيرا دون مبرر.ونقل فؤاد علي وهو حلاق (30 عاما) مقتنياته ومنها أجولة مساعدات من الطحين (الدقيق) والعدس إلى شاحنة بينما انتظرت أسرته في مكان قريب.وأوضح علي انه يتمنى أن تكون طالبان قد ذهبت إلى الأبد. وأضاف في إشارة إلى تضرر مهنته من حظر فرضته طالبان على حلق شعر الرجال “آمالنا منعقدة على جهود الحكومة لأننا عاطلون عن العمل وممنوعون من ممارسة أعمالنا، “نأمل أن تصبح الأمور مختلفة وأستطيع أن أطعم أسرتي.”لكن المؤشرات على الأرض تقدم صورة غير واضحة لمدى نجاح عودة النازحين إلى ديارهم. ويقول صحفيون زاروا البلدة الرئيسية في سوات أن القتال ألحق بعض الأضرار بالمنازل. ويقول عاملون في مجال الإغاثة أن العديد من النازحين فقدوا محاصيلهم وإنهم سيكونون بحاجة لمساعدات لعدة شهور قادمة.وذكر عبد الخالق خان وهو في طريقه إلى قريته عائدا من جالوزاي “لست متأكدا من أن منزلي لا يزال قائما أو أنه دمر لكنني مازلت أريد أن أعود لأنه منزلي.”