تعد محافظة أبين الموطن الأول لزراعة القطن طويل التيلة وقد ارتبطت زراعته بحكاية اسمها ( لجنة أبين التعاونية ) التي ولدت وترعرت واحتضرت لتشفئ بعد أن سقتها أودية الوحدة . محطات من سكة قطار اللجنة نقرؤها من خلال هذا اللقاء الذي اجرته "الصحيفة 14" أكتوبر مع الأخ/ ناصر صالح جبران المدير التنفيذي للجنة أبين التعاونية الذي بدأ حديثه عن البدايات.[c1]لجنة أبين البداية والنجاح[/c]عن البدايات الأولى للجنة أبين يقول الأخ/ ناصر صالح جبران المدير التنفيذي للجنة ابين التعاونية..في الأربعينات من القرن الماضي بدأ البريطانيون يقدمون المساعدة للاقتصاد المحلي وحتى ذلك الوقت كان النشاط الاقتصادي الرئيسي هو الزراعة ولكن بدون تخطيط أو تمويل وحصر البريطانيون نشاطهم في تقديم القروض وتوفير البذور وبالذات في حوض دلتا أبين كونها المحافظة الأكثر خصوبة وقد قدم صندوق التنمية التابع لوزارة المستعمرات البريطانية قرضاً للجنة أبين يقدر بـ(500.000) جنيه استرليني جرى بها تنفيذ ثلاثة مشاريع هي:1) استصلاح (45000) فدان.2)إقامة محلج القطن في الكود.3) إنشاء منظومة الري بدءاً بسد باتيس وانتهاء بالقنوات الفرعية.وبعد فترة وجيزة بدأ مشروع لجنة أبين يحقق عائداً مجزياً وأصبح مشروعاً مثالاً للنجاح جرى الاحتذاء به في دلتا تبن محافظة لحج...* متى جنت لجنة ابين أولى ثمار نجاح تلك المشاريع ؟- في الموسم الأول 1950-1951م قطفت اللجنة أولى ثمار تلك المشاريع حيث بلغ الانتاج فيه من محصول القطن أكثر من أحد عشر مليون رطل صدر إلى الخارج ومنذ ذلك الوقت عرفت الأسواق العالمية قطن أبين ( Abyan Cotton ) كعلامة تجارية ولجودته الفائقة اشتهر وبذلك تصاعد الانتاج في المواسم اللاحقة وتم تسديد القروض في أقل من الفترة التي حددت لتسديده.. وقد سدد آخر قسط من القرض المذكور عام 1964م ومنذ ذلك العام اصبح رأسمال اللجنة مستقلاً وحتى اليوم.وتعتبر دلتا أبين الموطن الأول للقطن طويل التيلة في الوطن اليمني ولزيادة الطلب عليه توسعت المساحات المزروعة وبلغ الانتاج ذروته أواخر الستينات حيث تجاوز الإنتاج في بعض المواسم (30,000,000) رطل وتوالت النجاحات حتى نيل الاستقلال في نوفمبر 1967.[c1]من لجنة أبين الى هيئة تطوير دلتا أبين..[/c]* ما هي الأسباب التي أدت الى تغيير اسم اللجنة الى هيئة تطوير دلتا أبين؟- في عام 1974م تحصلت الحكومة في الشطر الجنوبي آنذاك على قرض من صندوق التنمية الكويتية باسم لجنة أبين الاهلية لأغراض إقامة السدود والحواجز في دلتا أبين واشترط الجانب الكويتي على أن لا يتم التوقيع على القرض مع القطاع الخاص وحتى تتمكن الحكومة من استكمال اجراءات القرض تم الاتفاق على أن تصدر الحكومة قانوناً يلبي طلب الجانب الكويتي وتم إصدار القانون رقم 22 لعام 1974م الذي نص على أن تنشأ بموجبه هيئة تمتلكها الدولة تسمى "هيئة تطوير دلتا أبين " تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والاداري بإشراف وزارة الزراعة وتتكون موارد الهيئة من الاموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة للجنة أبين ومن إيرادات الهيئة التي تحققها من النشاط ومن القروض المقدمة لها من الدولة أو أي جهة أخرى .[c1]اختلال التوازن[/c]* ماهو المنعطف الذي أدى الى اختلال توازن " اللجنة" والهيئة ؟- في القانون رقم (22) لعام 1974م نص يلغي عملياً توزيع الارباح على المزارعين ولوحظ أن التوزيع الجديد وجه بحفر آبار ارتوازية ومساهمة في صندوق التنمية الزراعية واحتياطي المواد الغذائية ودعم التعاونيات الزراعية قد أخل خللاً كبيراً بالمبدأ الذي قامت على أساسه لجنة أبين إذ أن اللجنة كانت توزع صافي الارباح على المزارعين بعد خصم صرفياتهم وقد أدت السياسة الزراعية المتخذة قبل الوحدة اليمنية الى إحداث اختلالات هامة في بنية المجتمع والاقتصاد وافقدت المزارعين الحافز الذاتي كما أدى التدخل الرسمي للدولة الى إحباط المبادرة الذاتية الامر الذي أدى الى الاقلال من زراعة القطن وعلى أثر ذلك انخفض الانتاج ووصل الى أدنى مستوياته .[c1]أشياء من ماضي اللجنة[/c]* ماهي أهم صور الخدمات التي كانت تقدمها اللجنة آنذاك ؟- تؤكد الوثائق أن اللجنة ذلك الصرح الاقتصادي الذي كان يوماً ما رائداً في التنمية الزراعية من جانب والتنمية الاجتماعية من جانب آخر كونه منظومة متكاملة لتطوير قطاع الزراعة لتوفير احتياجات ذلك التطور وفي جميع جوانبه كالري والارشاد الزراعي ووقاية المحاصيل الزراعية واستطلاع الاراضي الزراعية والبحوث الزراعية ، وصيانة وهندسة الأليات وتوفير الخدمات الزراعية ، المساهمة في تنمية المجتمع المحلي ، حفر مئات الآبار الارتوازية ، بالاضافة الى إنشاء مشروع كهرباء زنجبار وجعار بمشاركة السلطنة الفضلية بثلثي المشروع الى جانب السلطنة اليافعية ، وإنشاء مستشفى المخزن، بالمساهمة مع السلطتين أيضاً ومشروع السنت الثقافي في مجال التربية والتعليم والبعثات التعليمية للطلبة، والمساهمة في إنشاء صندوق التنمية الزراعية ، كما أنشأت اللجنة العديد من المدارس ورياض الاطفال وبناء منازل لعمالها ولدوائر الحكومة ..[c1]شيء آخر مهم [/c] كل تلك الانجازات قد أوجدت الاسس الاولى للحياة المدنية في أبين بعد أن كان معتمداً على حياة الرعي أما في جانب الادارة والتنظيم فقد عرفت المنطقة النظام الاداري فاستفادت من ذلك السلطة المحلية والسلطنتان الفضلية واليافعية وقد اسهم ذلك في تطوير الحياة التي كانت القاعدة لمؤسسات الدولة آنذاك والتي لا تزال آثاره ظاهرة حتى في السلوك والانضباط للقانون في حياة المواطنين .[c1]اللجنة في ظلال الوحدة [/c]* كيف لك أن ترسم لنا صورة اللجنة اليوم في ظلال الوحدة المباركة ؟- خلال الـ 16 عاماً الماضية من عمر وحدة الوطن المباركة وبالتحديد منذ عام 1990م حتى يومنا هذا تم استلام أكثر من (60 مليون رطل) من الاقطان التي تجاوزت قيمتها أكثر من مليارين ونصف المليار ريال .حيث تقوم اللجنة باستلامه من المزارعين وحلجه ومن ثم تسويقه للأسواق الخارجية ، أما أهم ثمار الوحدة فقد تمثلت بإنشاء محلج جديد بطاقة إنتاجية (11) طناً في الوردية الواحدة وقد بلغت كلفته حوالي (230) مليون ريال حيث دشن العمل فيه فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في ديسمبر 2005م .