التقى أبناء الجالية اليمنية المقيمين في السعودية .. رئيس الجمهورية:
الرياض/سبأ: التقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية أمس في قصر المؤتمرات بمدينة الرياض ، أبناء الجالية اليمنية المقيمين في المملكة من رجال أعمال وطلاب ومثقفين وأكاديميين حيث.القى فيهم كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بلقاء أبناء الجالية اليمنية بالمملكة ، مهنئا إياهم بالعيد الوطني الـ 19 للجمهورية اليمنية 22 مايو ، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.وأشار الأخ الرئيس في كلمته إلى النتائج التي تمخضت عن مباحثاته مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز سواء ذات الصلة بتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين أو تقديم المزيد من التسهيلات لأبناء الجالية اليمنية ، مؤكدا أن مباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين كانت مثمرة وجيدة إزاء كل ما يتصل بالعلاقات اليمنية السعودية المتطورة والناجحة والدافئة ، مبينا أن اليمن ترتبط بالمملكة بعلاقات أخوية حميمة وعلاقات جوار وصلة رحم.وقال الاخ الرئيس:« أطمئنكم لقد وجدت تفهما كاملا من قبل قيادة المملكة حول كل ما يتصل بأوضاع الجالية اليمنية المقيمة بالمملكة ، مضيفا:« لقد أكد خادم الحرمين الشريفين ومعه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز حرص قيادة المملكة على تقديم الرعاية الكاملة لأبناء الجالية اليمنية ومعاملتهم وكأنهم مواطنون سعوديون فضلا عن تأكيد الاهتمام بتقديم كافة التسهيلات والإقامة لليمنيين».وتابع قائلا:« ان الحكومة السعودية في ضوء ما لمسته خلال المباحثات ستقدم الرعاية الكاملة للجالية اليمنية افضل من أي وقت مضى وبالنسبة لموضوع الكفالة فإنها تعني الكفالة على السلوك» ، موضحا أن خادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني لرئيس الوزراء وجها باستقدام العمالة اليمنية الماهرة وإعطاء الأولوية للعمالة اليمنية خلال الفترة القادمة باعتبار اليمن دولة شقيقة ومجاورة للمملكة.وحث فخامة الاخ الرئيس أبناء الجالية اليمنية في المملكة على ان يكونوا خير سفراء لليمن ويحرصوا على تمثيله خير تمثيل في السلوك والأمانة وحسن التعامل وبما يجعلهم ينقلون الصورة الايجابية والجيدة عن وطنهم وشعبهم ، وقال:» ان أبناء اليمن في بلدان المهجر يشكلون كتلة واحدة متحابين ومتآخين وهذه ميزة يتميز بها اليمنيون دوما».وتطرق الرئيس الى التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية ، وخاطب الحاضرين قائلا: « ان ابناء وطنكم بخير واطمئنان فلا يقلقكم أي شيء من الأخبار التي تسمعونها او تنقلها بعض الصحف او الفضائيات والتي تضخم الأحداث وتجعل من الحبة قبة ، فالوطن بخير وليس هناك ما يثير أي قلق».وأضاف:« إن التعليمات واضحة بان لا تصطدم أي من أجهزة الدولة مع تلك العناصر التي تسعى للعودة بالوطن الى عهد التشطير البغيض ما قبل الـ 22 من مايو 1990م» ، مؤكدا ان الوحدة محروسة بالخالق عز وجل وبأبناء اليمن الشرفاء في الداخل والخارج.ونبه الأخ الرئيس أبناء الجالية وخصوصا بعض التجار من المغتربين بأن يكونوا حذرين من الانخداع بما تطرحه تلك العناصر ويتجنبوا تقديم أية مساعدة لهم ، وقال:« حافظوا على فلوسكم وكونوا حذرين من التعامل مع أولئك الحاقدين والواهمين بإمكانية المساس بوحدة الوطن فهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا خلال فتنة محاولة الإنفصال في صيف 94م رغم استخدامهم لأسلحة حديثة بما فيها صواريخ سكود التي كانوا يطلقونها على صنعاء والحديدة وتعز ولحج ومع ذلك لم يستطيعوا أن يغيروا من مسار الوحدة اليمنية».واشار إلى أن تلك العناصر تحاول التغرير ببعض أبناء الجاليات اليمنية في بلدان المهجر سعيا نحو مساندتهم في مخططهم التآمري والذي يعد امتدادا لمشروعهم الانفصالي الذي سبق وأن أعلنوه في فتنة عام 94م في محاولة للعودة بالوطن الى ما كان عليه في ظل التشطير، ويتعمدون تجاهل أن تحقيق أحلامهم واهداف مشروعهم أمر مستحيل .]وقال الأخ الرئيس:«اليمن اليوم يشهد تعدديه سياسية وصحافة وكثير من القنوات الخارجية تنقل صورة مبالغاً فيها للأحداث في اليمن وتستند في معلوماتها إلى بعض ما تنشره الصحافة المحلية من معلومات لا تكون دقيقة وبعضها مضللة ومغلوطة ومبالغة عن اعمال التخريب التي تشهدها بعض المناطق».وتابع قائلا:« نطمئن جميع أبناء الوطن في المهجر ، كل الاطمئنان بأن الوطن بخير وأن الوحدة محمية ومحصنة ولا يمكن لأي حاقد المساس بها أو النيل منها ، فضلا عن كون جميع الاشقاء سواء في المملكة العربية السعودية أوفي بقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وكذا الأصدقاء بدول الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية وكل دول العالم مع وحدة اليمن واستقراره».وأستطرد قائلا :« اما الذين أشعلوا فتنة محاولة الإنفصال في 94م وأطلوا مجددا ويريدون المساس بالوحدة الوطنية ، فانا لا أريد استخدام عبارات قاسية بحقهم ولكن أقول نحن حريصون على أن لا تسفك قطرة دم واحدة وعلينا ان نتوجه نحو البناء والحوار، فما اجمل اليمن مستقرا وآمنا ، ولكن هؤلاء يريدون ان يحولوا الوطن الى مشيخات وسلطنات وكيانات صغيرة».وقال : «إن أشقاءنا في المملكة يقفون مع يمن موحد ويؤكدون أن أمن المملكة من أمن اليمن والعكس، وان أمن اليمن من أمن دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة بشكل عام».وأشار إلى أن هناك إدراكاً كبيراً لدى الأشقاء والأصدقاء بأن وحدة اليمن هي عنصر مهم لأمن واستقرار المنطقة.. لافتا إلى أن العالم يتابع عبر القنوات الفضائية أعمال القرصنة البحرية واضرارها وكذا التداعيات الناتجة عن تفكك الدولة الصومالية .وقال:» لم تستطع إمريكا أو دول أوروبا ان تعيد السلطة وإحلال السلام والاستقرار بالصومال، ولم تستطع قوات التحالف ان تعيد الامن الى أفغانستان ، وكذلك الحال في العراق ، ولهذا فإن دول العالم مع استقرار اليمن ووحدته وأمنه و ودول العالم لا تريد ان تكون هناك بؤرة جديدة للتوتر في المنطقة».وأردف الأخ الرئيس قائلا :« اما تلك العناصر الخارجة عن الدستور والقانون فهي تعيش على الوهم وخلق الشائعات والأكاذيب التي يطلقونها عبر بعض المواقع الالكترونية أو الوسائل الاعلامية أو التلفونات».وقال:» انهم يكذبون ويحالون إخفاء حقيقة أهداف مشروعهم التآمري الخبيث الذي يسعى للعودة بالوطن إلى الماضي البغيض وتمزيقه إلى كيانات صغيرة الى سلطنات ومشيخات وهذا وهم مستحيل تحقيقه ولا يمكن القبول به» .ومضى قائلا :«نحن نقول دوما ان كل من لديه مشكلة عليه ان يسعى الى حلها عبر المؤسسات فلدينا برلمان منتخب والدستور حدد بأن النظام السياسي في اليمن قائم على التعددية والديمقراطية وأي شخص لديه أية إشكالية أو مطالب عليه ان يناقشها ويعالجها تحت مظلة الدستور وفي إطار المؤسسات الدستورية» .وتابع :» اليمن مثل أي بلد فيها الجانب الايجابي والجانب السلبي وفي كل بلد سلبيات ومشاكل ، فلماذا يحاول البعض تصوير اليمن بأنها البلد الوحيد التي لديها مشاكل فقط ؟ ، مؤكدا أنه ينبغي علينا ان نعمل على حل قضايانا بالحوار وبعيدا عن العنف.وخاطب الحاضرين قائلا :« إن كثيراً منكم أيها الاخوة قد عاش فترات الماضي ومآسي التشطير ، ويعرف ماذا كان يجري في ايام النظام الشمولي الشطري ، وكيف هرب الكثيرون منكم الى الشمال أو الى دول الخليج».وقال :« لاشك في أن الكثير منكم تابع التطورات والتحولات الكبيرة التي شهدها الوطن في ظل الوحدة المباركة في مختلف المجالات وشاهد ثمار الوحدة على ارض الواقع منجزات وشواهد حية تعكسها الأرقام التي لا يمكن مقارنتها بالماضي فكم أصبح في الوطن اليوم عدد الجامعات وكم عدد المدارس والمعاهد وكم عدد الكليات وكم أطوال الطرق ومعظم هذه المنجزات جاءت بفضل الوحدة المباركة وبفضل الاستقرار».وأكد ألأخ الرئيس أنه إذا لم يكن هناك استقرار لكان من الصعب أن تتحقق كل تلك المنجزات .وقال :« انتم تعرفون كيف كانت الأوضاع في الشطر الشمالي من الوطن سابقا منذ عام 62م إلى عام 70 م ، كان هناك عدم استقرار وصراعات داخلية ولهذا لم تبن المشاريع ولكن عندما تحقق الاستقرار تم انجاز الشيء الكثير وكذلك كان الحال في الشطر الجنوبي من الوطن».ولفت الأخ الرئيس إلى أن الإنجازات العظيمة التي شهدها الوطن في ظل الوحدة جاءت بفضل الاستقرار الذي عاشته البلاد وخصوصا بعد فتنة محاولة الإنفصال في عام 94م ، مبينا أنه إذا وجدت أية أخطاء أو مكامن قصور يمكن معالجتها عبر الحوار والتفاهم في إطار الدستور والالتزام بالثوابت الوطنية .ودعا فخامة الرئيس رجال الاعمال والمغتربين الى الاستثمار في الوطن ، مؤكدا أن الجهات المعنية ستقدم لاستثماراتهم كل الرعاية والاهتمام والتسهيلات والضمانات وجدد التأكيد أن استثمارات ابناء الجالية اليمنية سواء في المملكة العربية السعودية او في أي دولة من دول العالم سوف تحظى بالرعاية الكاملة من الحكومة لانها استثمارات لأبنائنا وستكون محل رعاية واهتمام من مختلف الجهات المعنية في الدولة .وكان سفير اليمن لدى المملكة العربية السعودية محمد علي محسن الأحول قد القى كلمة رحب فيها بفخامة الاخ الرئيس واشاد بما يوليه فخامته من اهتمام ورعاية للمغتربين ، متمنيا ان تكون هذه الزيارة فاتحة خير وأن تمثل خطوة لتعزيز المزيد من العلاقات الأخوية بين اليمن والمملكة.كما أشاد السفير الأحول بما تحقق في الوطن من تحولات وإنجازات في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية.و أكد أن اليمنيين المقيمين في المملكة هم رديف الدولة في بناء اليمن وحماية الوحدة ويؤكدون ولاءهم ووقوفهم مع كل أبناء الوطن لحماية الوحدة ومكاسبها وحماية تراب الوطن بكل ما يملكون .وفي ختام اللقاء قدمت لفخامة رئيس الجمهورية هدية من الطلاب اليمنيين الدارسين في المملكة قدمها مالك عبدالله المجيدي ، وعلي طاهر عثمان، والحمدي محمد الضبيبي.