أجرى اللقاء / عبدالفتاح العوديالثواب أجدى من العقاب في تقويم سلوك التلاميذ والطلابالضمير الحي لدى المعلم كالبدر في الليلة الظلماءلاشك أن كثيراً من التربويين على علم ومعرفة بالمبادئ الاولية لعلم النفس التربوي وعلى دراية بالسبل والكيفية التي ينبغي أن يتعاملوا بها مع ابنائنا التلاميذ والطلاب الذين هم أمانة في الحرم المدرسي وعرضة لأسباب التعليم والتقويم لبناء شخصية سليمة متزنة . ومن أجل ذلك ينبغي الحرص على أخذ هذه المسألة بأمانة وإخلاص وصبر وسعة صدر واحتمال تلك هي شروط الرسالة الانسانية ومبادئها التعليمية الحقة ..ومما يؤسف له أن بعضاً من التربويين يرمون ماتعلموه وكسبوه من معارف تربوية وراء ظهورهم ويرون أن الوسيلة المثلى والاجدى نفعاً واختصاراً للوقت هي العقاب ، وغالباً ماترى ونسمع عمّن يفضل الجلد والعقاب عن التأني والصبر وهم يعلمون ولايفقهون عواقب تلك السلوكيات الوخيمة على شخصية الطفل او التلميذ او الطالب وانعكاسها السلبي على مستواه وأدائه وما تجلب له من عقد قد تصل الى النأي عن الدراسة والاحساس بأن الصف سجن وأن المعلم هو السجان والجلاد في آن ..!!
في لقاء مع الاستاذه مريم علي الشدادي
ومن التربويين من يعد قدوة ومثالاً يقتدى بهم بتحليهم بصفة الصبر وفن المعاملة وسعة الصدر .. وقد ساقني هذا التحقيق أن طالباً حول ملفه الى إدارة مكتب التربية والتعليم مديرية المعلا ، كونه أصبح غير مجد لنفسه ونافع لمجتمعه و ( مافيش منه فائدة ..!!)وبإجماع المعلمين والمعلمات .. كونه أسرف في تعاطي الشمة وقبض عليه - متلبساً - مرات ومرات وكثر تعهده ، ولم يقلع عن تلك العادة السيئة ، حتى أوقف أسبوعاً عن الدراسة عقاباً له وحول الى مكتب التربية والتعليم لينال جزاءه من تحول أو إيقاف أو فصل ..!!أدخل الى مكتب إدارة التربية والتعليم م/ المعلا ، وبدأ مكسوراً مهزوماً مهترئ السحنة والهيئة والثياب - بحالة يرثى لها- فلم تنهره الاستاذة المربية الفاضلة الام القديرة مديرة المكتب مريم سالم شدادي بل ألقت عليه بعض الاسئلة المؤثرة مثل :هل يعجبك ما أنت فيه ، من حالة وسمعتك ..؟! ما الذي يجبرك على تعاطي هذه العادة السيئة ( الشمة) ..؟ أنت شاب في مقتبل العمر وأمامك الحياة والمستقبل فلماذا تضر نفسك وأهلك ..؟- الخلاصة أنها رأت ضرورة إصلاحه وإعادته الى ثانويته وبإشرافها هي .. مع تعهد نهائي ولم تفكر لحظة في تحويله ..!!- سألناها لماذا لم تتعاطوا مع رأي تحويله ..؟!- أجابت : إن حولناه .. حولناه مع مشكلته وعلته وكنا بموقع الخلاص وليس الاخلاص للمهنة او الاصلاح ونحن كتربويين علينا الصبر والاحتمال وسعة الصدر وأن نتعامل مع أبناء الآخرين كتعاملنا مع ابنائنا وتمتاز عن سائر المهن بسعة الصدر ولا نجعل لليأس سبيلاً لأن يتسلل الى نفوسنا .. لأن هؤلاء ابناؤنا أولاً وأخيراً .. ولهذا الظرف لم نتمكن من إجراء مقابلة صحافية معها ..- في المرة التالية وفي مكتب التربية كان جزاء الام الاستاذة المربية الفاضلة من ابنائها وبناتها حيث فوجئت بعدد من الزهرات وفي يدهن باقة وردوهن متجهات صوب مكتب التربية أولئك هن زهرات روضة المستقبل وطالبات من ثانوية 14 أكتوبر لم تمض لحظات إلاّ بعدد من طلائع الفجر الجديد ثلة طلاب من ثانوية مأرب وباقة ورد وكيكة تتوسطها صورة الاستاذ المربية الام المديرة ، وكان بحق عيد لمديرة نموذجية وأم مربية فاضلة وألقيت عدد من القصائد حباً وفخراً بها ومن ذلك قصيدة نثرية لأحدى الطالبات :ماذا أقول بعد أن علمتني أوصلتني الى أعلى المراتب يارسولاً .. لأنبل واجب ننتظر هذا اليوم بشغف لنقول " كل عام وانت بخير" وطالب من ثانوية مأرب ألقى رسالة عرفان ومحبة وتفان قائلاً :" مشاعرنا الفياضة نحوك كرمز للأم التربوية والمربية الفاضلة قادتنا اليوم إليك ، وهذا ما وجدناه فيك .. كل عام وأنت وكل أم مربية فاضلة بألف خير .بعد هذا ومع هذا ترى أن من الاهمية علينا كتربويين ألانتسرع في الحكم على ابنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات فهم أمانة في أعناقنا .. وأن نجعل مبدأ الثواب هو الاجدى وأن ننأى بأنفسنا عن العقاب ورأينا من الاهمية إجراء مقابلة حوارية شفافة مع الاستاذة القديرة المربية الفاضلة الانسانية مريم على سالم شدادي في حديث ضاف عن شؤون تربوية وتعلميه فإلى ذلك : لخبرتك في حقل التربية والتعليم وكونك معلمة ومربية ومشرفة إجتماعية ومديرة ثانوية الى مديرة مكتب التربية والتعليم م/ المعلا ، ماهي خلاصة هذا الكم من المهام التربوية والتعليمية والادارية ..؟خلاصة التفضل في ذلك كان مبنياً على مبادئ الصبر والاخلاص والوفاء بهذه المبادئ نستطيع أن تتوج العملية التعليمية والتربوية ونتعاطي بصواب معها إضافة الى أن يكون هناك ضميراً حياً ولديّ مثل أقتدى به :" إن الضمير الحي كبدر في الليلة الظلماء " وأنوه أن على كل التربويين الاقتداء بسمة الضمير الحي الذي به يستطيعون أداء مهامهم ورسالتهم الانسانية السامية تجاه النشء والجيل والوطن بصورة مثلى وضرورة الصبر والاحتمال وسعة الصدر أمام أي إشكاليات تربوية تبرز بين حين وآخر وعليهم إدراك أهميتهم وفضلهم العظيم على نتاج المستقبل على الجميع من رئيس ووزير ودكتور وأستاذ وطبيب وضابط وقائد ومهندس وقائد ومهندس وجندي وسياسي وغيرها من سائر المهن ، حيث أنهم صناع رجال الغد وبناة المجتمع ونحمل المعلمين مسؤولية الخير والشر في المجتمع .. ومن جهتي فإني أطالب القيادة السياسية وجهات الاختصاص كافة بضرورة الاهتمام بهم وحقوقهم وتحقيق مطالبهم ، لأن تحسين مستواهم سينعكس بشكل فعلي إيجاباً على أدائهم التعليمي والتربوي ثم على المجتمع كافة .. المعلمون والمعلمات دورهم وفضلهم عظيم كفى بهم أنهم مصنعو الأجيال وهم بناة المجتمع كما لاننسى الدور والفضل العظيم للأم المرأة الاخت الزوجة المربية الفاضلة هي ليست نصف المجتمع كما قيل ، بل هي لبنة المجتمع كله كونها المسؤولة الاولى عن الابن في المراحل كافة من الطفولة حتى الرجولة تتحمل ذلك بكل إناة وصبر هي شجرة عطاء لاتذبل ونهر محبة ووفاء لاينضب . برلمان الطفل الذي انعقد من الفترة من 11-12 /5 /2005متحت شعار : " أوضاع الطفولة بين التشريع والواقع " أقر في توصياته :" فرض عقوبات على من يستخدم العنف ضد الاطفال والتلاميذ والطلاب داخل المدارس وخارجها .. هل عمم على المدارس والثانويات وعمل بموجبه .؟قالت لقد عممنا معناه .. على هيئة لائحة في المدارس والثانويات بضرورة منع استخدام العنف ضد التلاميذ والطلاب ، وبدورنا نحث كل معلم أن يدرك بأنه مرب فاضل وليس بجلاد أو سجان .. كما أن العنف لايكون سبيلاً لاصلاح نفوس التلاميذ او الطلاب بل يولد عنفاً وخللاً اجتماعياً في المجتمع وعقداً نفسية قد تؤدي الى تسرب الطالب او التلميذ من المدرسة او الثانوية ويؤدي الي خلق أجيال يفتقدون للشخصية السوية والمعلمون هم المسؤولون ولهم دور كبير ومهم في تنشئة وتقويم وتقييم سلوك التلاميذ والطلاب بشكل سليم وسوي.ماهي أبرز شروط نجاح العملية التعليمية في رأيك ؟الادارة الناجحة والمعلم او المعلمة الناجحان ،المبنى المهيأ للتعليم، والاسرة وعلاقتها التربوية التعليمية التقويمية بالمدرسة من خلال تشكيل مجالس آباء في المدارس والمديريات ، والمنهج الدراسي المناسب لمستويات الطلاب والمرتبط بالوطن والعقيدة والانتماء الوطني والقومي والعربي والانساني .. إضافة الى أهمية الدورات التنشيطية على أساس استراتيجية التعليم الجديدة الهادفة الى نجاح العملية التربوية التعليمية .إلى ماذا تعود أسباب تدني مستويات بعض الطلاب والطالبات حسب رؤيتكم ؟هذا الامر تعود مسؤوليته بشكل مشترك الى الادارة التربوية والادارة المدرسية والمعلم والاسرة والمنهاج والطالب ، نحن جميعاً في الهم سواء .. وإهمال الاشكاليات التعليمية في البداية مما يؤدي الى تفاقمها فيما بعد .وحدث أن إحدى الثانويات كانت نسبة الرسوب فيها 27 فسببت قلقاً عاماً في الادارات التربوية والاسرة والمجلس المحلي في المديرية ، جميعنا وقفنا أمام هذه المشكلة وخرجنا بالخلاصة التالية :بعد التواصل مع مديرة التوجيه في المحافظة ورئيس فريق التوجيه في المديرية والجلوس مع معلمي المواد الدراسية وتحليل أسئلة الامتحان وتقييمها تبين : أن من أبرز أسباب تدني مستويات الطلاب كان الاهمال والقسوة والشدة البالغة من البعض على الطلاب وعدم حضور الاسرة المتابعة مستويات ابنائهم مع أن تلك الثانوية تمتاز بمعلمين ومعلمات أكفاء وإدارة تربوية كفوءة في تعاملها مع الجميع .كأستاذة ومديرة وأم مربية فاضلة .. ماهي الرسالة التي توجهينها للعاملين في الحقل التربوي ؟أرجو من المعلمين التربويين كافة أن يتحلوا بالصبر وسعة الصدر في التعاطي مع المشكلات التعليمية التربوية وضرورة الاحساس بالطالب وأن مصلحة الطالب فوق كل المصالح حيث أن النشء او الطالب هم الثروة الحقيقة لهذا الوطن ومتى ماصلح هذا النشء ( الطالب - الطالبة ) صلح الوطن كافة .وبدورنا نعتبرهم رسائل مهنة شاقة ، وهم الصفوة في المجتمع الذين تظل هذه المهنة الرسالة الانسانية على عاتقهم ، وهي مسؤولية شاقة يحملونها في كل مكان هم فيه وأن كون هذه المهنة تظل عليهم في المدرسة والبيت كما نتوجه الى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الاستاذ والمربي الاول على رأس هذا الوطن بزيادة الاهتمام بهذه الشريحة المهمة الفاعلة المؤثرة في الوطن والمجتمع الانساني وتحقيق كل المطالب المشروعة لهم في تحسين مستواهم المعيشي والاجتماعي كون ذلك يسهم في تحسين أداء رسالتهم الانسانية السامية .