ما لا أستوعبه البتة أن تدار مواقع تنظيم "القاعدة" وملحقاتها على الانترنت تحت المظلة الأميركية. هذا ما تقوله عملية بحث وتحرّ سريعة حول هذه المواقع. فكل موقع إلكتروني لابد له من شركة تستضيفه، وهذه الشركات عادة ما تكون أميركية أو أوروبية أو حتى شرق آسيوية. يتقدم إليها صاحب الطلب، ويسدد لها رسوم الاستضافة، فصلياً أو دورياً، عبر البطاقة الائتمانية. العملية غير معقدة، يقوم بها أي فرد، لكن متى ما كانت هذه المواقع مشبوهة أمنياً، فلا أسهل عند الشركة من قرار إلغاء الاستضافة، وهذا ما لا تفعله الشركات الأميركية في استضافتها مواقع "القاعدة". أبرز الأمثلة في القصة الغريبة هو موقع "الحسبة"، الحاضن الرئيس والمسوق الأول لكافة أنشطة "القاعدة" والتنظيمات المشابهة. وأول من يبث بياناتهم المكتوبة والمرئية والسمعية.تقول البيانات الخفية لموقع "الحسبة" إنه تأسس في 25أغسطس 2003.أي بعد سبعة أشهر من بدء احتلال العراق، وإن آخر تحديث وتواصل بين الموقع والشركة المستضيفة كان في 10مايو الماضي، وتحديداً عند الساعة التاسعة والخامسة والعشرين صباحاً بتوقيت ولاية تكساس الأميركية، وخاتمة المعلومات أن صلاحية الاستضافة تنتهي في 25أغسطس المقبل، وتحديداً أيضاً، عند الساعة الثامنة والتاسعة والأربعين دقيقة مساء من التوقيت ذاته. الشركة التي تستضيف "الحسبة" ومواقع أخرى مشابهة ليست مجهولة، بل لها موقع واضح وعنوان يسهل الوصول إليه، ولا أظن أن من يريد الوصول إلى مكان اختباء أسامة بن لادن يعجز عن الوصول إلى مقر الشركة، حيث الولاية ذاتها، التي أتى منها الرئيس الأميركي جورج بوش وإليها سيعود. ولا أظن الاستضافة مجانية، فلابد من رسوم، من يدفع هذه الرسوم، وعلى الدوام وبلا انقطاع؟ لابد أن الدفع عبر بطاقة إئتمانية. بطاقة من هذه؟ النظرة الأمنية الخاطئة، أو حتى الغبية أيضاً، قد تقول إن بقاء هذه المواقع وعدم إلغاء استضافتها عائد إلى الحاجة الأمنية لتتبع العناصر الخطرة وكشف خفايا التنظيمات. التعامل الخاطئ والمعالجة السطحية يسمحان لأفكار التنظيم بالتغلغل في عقول الشبان والشابات، فالخطر لا ينحصر في حدود عناصر التنظيم المشاركة بالكتابة، بل يمتد إلى عامة القراء من روادها، والذين مع الوقت يتحولون إلى مشاركين بالكتابة وصولاً إلى ما بعدها، وليس أدل على ذلك إلا كم المجندين والمسافرين إلى العراق ولبنان من رواد هذه المواقع، وما يتكشف من دور الانترنت في عمليات التجنيد الأخيرة. وأضعف الإيمان في هذه الخطيئة الأمنية هي إفشاء روح "القاعدة"، وتوسيع دائرة مريدي أفكارها. الفكر المؤامراتي يدفعك إلى الأخذ بقصة اللعبة الأميركية الكبيرة في حكاية "القاعدة"، خاصة حين تتذكر قصة طالب سعودي اسمه سامي الحصين سجن في أميركا بسبب موقع إلكتروني إسلامي، هو بعيد عن أفكار هذا التنظيم تماماً، وفي الوقت ذاته لا نرى أي دور للسلطات الأميركية تجاه هذه الشركات المستضيفة.[c1]*عن جريدة "الرياض" السعودية[/c]
|
فكر
مواقع "القاعدة" الإلكترونية ترعاها أميركا!
أخبار متعلقة