بيني و بينك
الثروة السمكية نعمة ربانية كبيرة أنعم بها الله جل شأنه على اليمن .. وأصبحت ثروة وطنية يتوجب علينا استغلالها الاستغلال الأمثل بحيث تحقق الاكتفاء الغذائي الذاتي للمواطنين وخاصة الفقراء .. ومن ثم تصدير الفائض إلى الخارج لتعود علينا بالعملة الصعبة التي تدعم اقتصادنا الوطني.وفي الشهر الماضي قمت بزيارة لجوهرة البحر العربي العاصمة الاقتصادية والتجارية (عدن) والتقيت بمجموعة من الأصدقاء والمعاريف الذين كانوا يشكون كثيراً من غلاء أسعار الأسماك في عدن. واستغربت من ذلك لأن عدن من المناطق الرئيسية لاصطياد مختلف أنواع الأسماك .. وبالتالي يتوجب أن تكون أسعار الأسماك فيها زهيدة ومناسبة ليتمكن المواطنون الفقراء من شرائها .. ولكن ما يحصل هو العكس. وأصبح من الصعب على المواطن الفقير شراء السمك .وقد علمت من بعض الأصدقاء أن من أهم الأسباب التي أدت إلى غلاء أسعار الأسماك هو تلاعب السماسرة بأرزاق الصيادين في مواقع الحراج للأسماك الذي يقوم فيه السماسرة بشراء الأسماك من الصيادين بأبخس الأثمان .. ثم يقومون بعد ذلك ببيعها للمواطنين بأسعار باهظة دون حسيب أو رقيب عليهم .. فإلى متى ستظل الأمور على هذه الحال؟!وهل هناك ضرورة لعملية الحراج .. ولماذا لا تتدخل الجهات المختصة لإنصاف الصيادين والمواطنين الفقراء؟!إن الأمل كبير في الأخ / محمد صالح شملان وزير الثروة السمكية والإخوة في قيادة الوزارة بالعمل على اتخاذ الإجراءات العملية المطلوبة لمنع هذا الجشع والطمع والاستغلال للصيادين البؤساء والمواطنين الفقراء الذين لا يتناولون وجبة السمك إلا نادراً عندما تتوفر لديهم الإمكانيات المالية لشرائها.كما نأمل من الأخ وزير الثروة السمكية إصدار توجيهاته بإجراء التحقيق في الاهمال الكبير الذي تعرضت له المباني التابعة للوزارة في حجيف بعدن التي يقع فيها مكتب الوزارة وميناء الأسماك الذي كان يحتوي على ثلاجات حفظ الأسماك وغيرها من الأنشطة والأعمال السمكية التي كانت تشهدها هذه المباني والميناء بنشاط دؤوب ووتيرة عالية .. وأصبحت اليوم أطلالاً .. فلماذا لا يستفاد من هذه المنشآت الحيوية المهمة؟!