مع الأحداث
من المعروف أن وسائل الإعلام الإسرائيلي لعبت ولا تزال تلعب دوراً أساسياً في تشويه الصورة العربية لدى الرأي العام العالمي، وإبراز المواطن العربي على أنه بدائي، عدواني، متخلف، إرهابي، معاد للحضارة والتقدم، عنصري، وهي صفات لا تنطبق إلا على اليهود الصهاينة أنفسهم، ولكنهم يحاولون إسقاطها على العرب، صناع الحضارة الإنسانية في العالم.ومن أبرز وسائل الإعلام الإسرائيلي الصحافة، حيث تحتل الصحافة الإسرائيلية مركز الصدارة بين وسائل الإعلام والدعاية في إسرائيل. فقد أدركت الصهيونية خطورة هذه الوسيلة ودورها في تكوين وتوجيه الرأي العام فعمدت إلى استغلالها والسيطرة عليها في أماكن كثيرة من العالم وتوجيهها الوجهة التي تخدم مصالحها، وتحقيق سياستها الهدامة في المنطقة العربية، وهو ما أكده الحاخام اليهودي Rerichrner في اجتماع سري أعده اليهود في مدينة براغ سنة 1869م بقوله : “ إذا كان الذهب هو القوة الأولى فإن الصحافة هي القوة الثانية ولكن الثانية لا تعمل من غير الأولى، وعلينا بواسطة الذهب أن نستولي على الصحافة، وحينما نستولي عليها نسعى جاهدين لتحطيم الحياة العائلية والأخلاق والدين والفضائل”.وقد استطاعت الصهيونية عن طريق الصحافة التغلغل والتسلل إلى الحكومات الغربية إضافة إلى تغلغلها في المنظمات والتشكيلات السياسية والاجتماعية ومراكز النفوذ والقوى الضاغطة.وتشير الإحصاءات إلى أن الصهيونية تمتلك ما يقرب من 1035 صحيفة ومجلة على مستوى العالم منها 254 في أمريكا وحدها و 158 في أوروبا و 32 في أفريقيا.وتعتبر الصحافة اليهودية أوسع شبكة صحفية تصدرها مجموعة بشرية في العالم. هذا بالإضافة إلى سيطرة اليهود على أكثر وكالات الأنباء العالمية، كما يتغلغل اليهود في جميع وكالات الأنباء الوطنية في أمريكا والدول الأوروبية الغربية، إلى جانب تكثيف وجودهم في المؤسسات والتنظيمات العمالية والإعلامية والسيطرة على مراكز البحوث والدراسات.ونتج عن نجاح الصهيونية العالمية في الوصول إلى المراكز المهمة في أجهزة الإعلام والمؤسسات الحكومية الأمريكية إلى اهتمام الإعلام الأمريكي بإسرائيل. وأخبارها وتطورات صراعها مع شعوب وحكومات المنطقة العربية.وقد أدى اهتمام الإعلام الأمريكي بإسرائيل إلى جعلها أكثر دول العالم قرباً من حياة الفرد الأمريكي.وبعد أن اتضحت لنا الصورة كاملة عن خطورة وسيلة الإعلام الصهيوني وما يبثه من دعاية مغرضة في إظهار العرب بصورة سيئة سواء على صعيد الأفراد أو المجتمعات أو في وصف النظم السياسية العربية بالتسلطية والعنصرية والتفرقة الدينية.... الخ.يصبح من الأهمية بمكان أن يضع العرب إستراتيجية إعلامية موحدة تساعدهم في تصديهم للإعلام الإسرائيلي بمختلف وسائله من خلال إيضاح أكاذيبه وترويجاته الإعلامية المضللة التي ينسجها حول الصراع العربي - الإسرائيلي، وذلك من خلال فضح وكشف عنصرية العدو الصهيوني وكشف جرائمه الوحشية بحق العرب وشعوب المنطقة وخطورة سياساته على الأمن والسلام الدوليين.ختاماً نقول : متى يدرك العرب أهمية توحيد الإعلام العربي المحلي في المنطقة العربية بأسرها في مواجهة الإعلام الإسرائيلي، بحيث لا تشتم منه رائحة التناقض في وضوح الرؤية الإعلامية العربية. أو محاولة التجاهل أو التهاون في الذود عن الحق العربي وعدم التفريط فيه لسبب أو لآخر.أما الإعلام الخارجي إذا ما أريد له النجاح حقاً - فيجب أن يوكل به إلى نخبة من أهل الفكر والمعرفة والخبرة والاختصاص حتى يكون أكثر فاعلية.ترى، هل يمكن أن ينشط الإعلام العربي الخارجي، وأن يوظف جميع إمكاناته ووسائله من مكاتب إعلامية تابعة للسفارات العربية في الخارج، والمكتبات ودور النشر، والصحف، ومراكز البحث العلمي، والمعارض.. وغيرها، للدفاع عن حقوق العرب وعن الشخصية العربية، ودحض الافتراءات التي تلصق بها، والعمل على تعريبها وكشف أهدافها ومروجيها، والعمل على قيام تعاون وثيق مع قيادات الرأي العام العالمي، وعلى جميع الأصعدة بما يعود بالنفع على العرب والقضية العربية العادلة؟ أرجو أن يكون ذلك متحققاً فعلاً في الخارج.