الإسلام حضارة
من هذه المعالم الاسلامية في مصر مسجد ومدرسة السلطان قلاوون وقبته ( 683 - 684 هجرية = 1248 - 1285 ميلادية وقد حكم بيت قلاوون مدة طويلة من الزمن ازدهرت فيها العمارة الاسلامية في مصر ازدهاراً عظيماً واصبح لها طابع خاص تتميز به عن غيرها في سائر الاقطار واذا تناول الكلام وصف هذا المسجد فلابد من ذكر القبة المقامة والبيمارستان - المستشفى - الذي يكون مع المسجد والقبة مجموعة معمارية نادرة المثال وكان البيمارستان واسع الارجاء فسيح الجنبات اشتمل على كثير من الاقسام لعلاج الامراض المختلفة والحق به صيدلية لتركيب وصرف الأدوية للمرضى كما خصص به مكاناً لتدريس الطب وجعل المنصور قلاوون هذا البيمارستان مشاعاً للغني والمعوز وهو كما وصفه المؤرخون يعتبر مفخرة مدينة الشرق في القرون الوسطى .اعداد / داليا عدنان الصادق وكثيراً من المساجد لها مدارس ملحقة بها مثل مدرسة قايتباي ومدرسة الغوري وسواهما واذا عدنا إلى مسجد ومدرسة قلاوون سنجد أن بها ايضاً مدفناً له بابان يؤدي احدهما إلى صحن مكشوف اهم مايسترعي النظر فيه الزخارف الخصيبة البديعة التي تحلي مدخل القبة والباب الآخر يؤدي إلى المدفن راساً يغطي الجزء الاوسط منه قبة محمولة على اربع اكتاف واربعة اعمدة من الجرانيت ذات التيجان المذهبة اي ان المكان كان مدرسة ومسجداً ومستشفى وضريحاً.يكسو جدران هذا الأثر الإسلامي من الداخل الرخام الملون والخردة الدقيقة المطعمة بالصدف يعلوها طراز مكتوب عليه بالذهب ايات قرآنية ، اما محراب المسجد فإن ماحواه من دقة صناعة الرخام وما اشتغل عليه من رسومات هندسية بديعة تجعله في من اجمل المحاريب في مصر . ويزين الجدران أعلى شبابيك من الجص المفرغ المحلي بالزجاج الملون المشتمل على رسومات جميلة والسقف الذي يحيط بالقبة بعضه مقسم إلى أشكال هندسية والآخر إلى مربعات نقشت جميعها بالألوان المختلفة يتخللها رسوم ذهبية زادهاروعة وبهاء . ويقابل بابي المدفن بابان يؤديان إلى المسجد الذي خطط على نظام المدارس وهو مكون من إيوانين متقابلين يطلان على صحن مكشوف أكبرهما إيوان القبلة الذي تتكون واجهته من ثلاثة عقود محمولة من الرخام . اما واجهة هذه المجموعة الأثرية المشرفة على شارع المعز لدين الله ففريدة في نوعها وتتكون من قسمين البحري منها . وهو الواقع يمين الداخل الباب الرئيسي يكون واجهة المدفن تغطيه القبة آنفه الذكر وبنهاية هذه الواجهة تقوم مئذنة ضخمة ذات ثلاث طبقات جديدة أيام الناصر محمد بن قلاوون سنة 307 هجرية 1303 / 1304 ميلادية عقب سقوط اعاليها بزلزال سنة 703 هجرية 1303 ميلادية والقبلي منها وهو البارز عن سمة وجهة المدفن تتألف منه وجهة المدرسة .ويلاصف الوجهة البحرية للمدرسة على يسار الداخل سبيل صغير أنشأه السلطان الناصر محمد علي روح والده منصور قلاوون والسبيل بناء يسيل منه الماء عبر ضبور لسقاية الناس وهي إضافة ايضاً إلى دور المسجد ذلك المدينة الإسلامية المصغرة .