في لقاء تليفزيوني أداره المذيع المخضرم صلاح بن جوهر ، بثته قناة عدن الفضائية ،مع الأخت سميرة عقربي ، مدير عام مكتب الخدمة المدنية والتأمينات في عدن ، الأسبوع المنصرم ، تحدثت فيه عن بعض أوجه الصعوبات التي تواجه مكتب الخدمة المدنية والتأمينات في المحافظة ، وكذا بعض الإخفاقات في مسار العمل الدؤوب الذي يقوم به المكتب وتأديته لواجبه تجاه موظفي الدولة وطالبي الوظائف في القطاع الحكومي وهم كُثر . وكان اللقاء ، بحق ، شيقاً وذا شجون ، وفي الوقت ذاته منغصاً ! أقول ذلك لأن الأخت سميرة عقربي بقدر ما كانت جريئة وصادقة في كل ما قالته عن مشاكل التوظيف والعراقيل الكثيرة التي تقف أمام تنفيذ توجيهات الأخ الرئيس باعتماد وظائف مقابل عدد المتقاعدين سنوياً ـ وقد بلغ عدد المتقاعدين في عدن حوالي (1300) متقاعد، إلا أن ما تم اعتماده من وظائف لم يتجاوز (300) شخص فقط ، والمؤسف أن حتى هذه الوظائف ما زالت تعاني حصاراً في وزارة المالية ، دون أية مبررات ـ بقدر ما كان كلامها محبِطاً. وقد تحدثت مدير عام مكتب الخدمة المدنية والتأمينات عن التوظيف بالإحلال بحسب قرار مجلس الوزراء رقم 166 لعام 2010م والذي لم يتم التقيد به من قبل وزارة المالية .. الحقيقة أن الأخت سميرة قالت الكثير والكثير في هذا اللقاء، وحاولت الإفصاح بكل صدق عن كثير من الأمور العالقة التي تشكل حجر عثرة أمامها لتحقيق قدر أكبر من النجاح في عملية توظيف كثير من الكوادر الشابة ذات التأهيل العلمي في مختلف مجالات العمل ، والتي من المفترض أن تسهم في عملية البناء والتطور في بلادنا . وتساءلت بدورها عن سبب عدم منح وظائف لمحافظة عدن التي يربو عدد المتقدمين فيها على الـ(16000) متقدم فيما بلغت الوظائف المخصصة لهذا العام (300) وظيفة ؟! والحقيقة أن الأخت سميرة عقربي من الكوادر النسائية القيادية المشرفة التي تفخر بها اليمن ، فقد أثبتت جدارتها في تحمل مسؤولية مكتب الخدمة المدنية والتأمينات والشواهد كثيرة على ما أقول ، وهي تجتهد ، بكل ما أوتيت من قوة تحمل ومعاناة ، أن تؤدي رسالتها الوظيفية ـ وهي أمانة على عاتقها تسأل عنها يوم الحساب عند المولى تعالى ـ بكل إخلاص وتفانٍ دون تدخل العواطف ، وحسبها أنها استطاعت أن تضبط مواعيد حضور الموظفين في المكتب ومراقبة سير عملهم وتعاملهم مع المواطنين . وحسبنا ، نحن ، أن امرأة استحقت الاحترام من قبل موظفيها والمواطنين ، ذلك أنها تتعامل مع الكل بمستوى واحد ، لا فضل لصديق أو قريب على أي مواطن آخر ، وأقولها بصدق وعن موقف حدث معي شخصياً، فقد ذهبت يوماً إلى مكتبها لمتابعة ملف ابنتي خريجة جامعة عدن عام 2005م ، لكنها وبأدب جم وبهدوء شرحت لي أسباب عدم إمكانية توظيف ابنتي قبل توظيف من هم في قائمة المسجلين منذ عام 2000م ، وطلبت من ابنتي الانتظار إلى أن يتحقق حلم التوظيف ، ليس أقل من عشر سنوات.. ربما لم اتفق معها.. وربما لم أوافق على هذا الأمر ، وبالفعل أبديت سخطي عليه ، لأنه غير منطقي البتة ، لكنني احترمت هذه المرأة الصادقة والمخلصة في عملها والتي لعلها هي أيضاً غير راضية بذلك.. إلا أنه ما باليد حيلة ، وقد علمت بأنها تتابع بجدية تنفيذ قرار مجلس الوزراء في ما يتعلق بالإحلال الوظيفي ، وتتمنى أن يتم توظيف كل الشباب وطالبي الوظائف ، وتحلم بالقضاء على البطالة بين صفوفهم ، لكن لسان حالها وحالنا يقول “ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم “ ..
سميرة عقربي .. وجدارتها القيادية
أخبار متعلقة