أثمار هاشمعندما طلب مني الاستاذ/ عبدالقادر خضر الكتابة عن الفنان احمد قاسم في ذكرى ميلادة ال(68) شعرت بالرهبة من ذلك الطلب وكان ردي الاول هو الرفض ولكني مالبثت ان تراجعت عن رفضي ذاك فلم يكن رفضي الكتابة عن الفنان احمد قاسم في البدء مردة الى عدم اعجابي بهذا الفنان القدير بقدر ماكان الخوض من عدم مقدرتي على ايفاء هذا الفنان حقه الذي يستحقة في حال كتبت عنه.ومع هذا فان هناك حقيقة لامناص لي من الاعتراف بها وهي اني ان كنت استمع او اعجب بفنانيين يمنيين فان احمد قاسم يتربع على القمة دون منازع وان طلب مني في يوم من الايام وضع قائمة باسماء أفضل الاغاني اليمنية لكنت وضعت اغاني هذا الفنان على راس تلك القائمة.فلقد استطاع احمد قاسم ان يصقل موهبته الفنية التي يمتلكها بدراسته للموسيقى في القاهرة اضف الى ذلك فانه يمتلك حساً فنياً مرهفاً يظهر بوضوح عند الاستماع الى عزفة على العود بطريقة لايضاهية فيها احد كما ان دائقته الفنية تبرز بجلاء في اختياره لكلمات اغانية التي يمكن القول عنها بأنها روائع يطرب لها كل من يستمع اليها وبالتالي جعل الجميع يجمعون على حبه ،كما ان تعاونه مع بعض الشعراء اليمنيين امثال لطفي امان ومصطفى خضر واخرين غيرهم ممن يمتلكون مواهب شعرية لايستطيع احد انكارها ودخوله مع هؤلاء الشعراء في علاقات فنية ثنائية اوحالة توامة كما يمكن تسميتها اضافت لفناننا الكثير ودلت بوضوح على الذكاء الفني الذي يتمتع به الفنان احمد قاسم وربما تكون شهادة البردوني عن هذا الفنان هي اصدق دليل عن كل ماقيل عنه سابقاً فالبردوني يرى ان احمد قاسم لم يأخذ حقة الذي يستحقة وانه يشكل علامة فارقة في الغناء والتلحين على مستوى الجزيرة والخليج..ربما من هذا المنطلق يمكن القول عن احمد قاسم انه مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها في الغناء اليمني وانه ينبغي الاستفادة من كل ماتركة لنا هذا الفنان من خبرة وثقافة فان كانت مصر تفخر بعبد الوهاب ولبنان بالرحاينه فاننا في اليمن يحق لنا ايضاً ان نفخر ب أحمد قاسم وبكل ماقدمه للفن اليمني فاغانية كثيراً ماعبرت عن تجارب الاخرين لتأخذ ناالى عالم من الاحاسيس والمشاعر الصادقه ففي الوقت الذي يتمنى فيه المحب ان يلتقي بمحبوبته وينشغل بالتفكير فيها ليل نهار وعندما تتحقق له فرصة اللقاء الذي انتظره طويلاً فانه يصاب بحالة من عدم التصديق لما يراه امامه وهذا ماعبر عنه احمد قاسم في اغنية مش مصدقمش مصدق .. مش مصدقانك انت .. انت جنبيانت ياللي كنت خيال ضحيت له عمري وقلبيكذلك اذا اراد المحب ان يتحدث لمحبوبته عن بداية حبهما وكيف يرى في هذا الحب انه حقيقة وليس خيالاً وكيف ان هذا الحب كان سبباً في اثارة دهشة وتساؤلات كثيرين فانه حتماً دون شك سيتذكر اغنية ابتديناابتدينا ياحبيبي بعدما قالوا انتهيناوانتهى كل اللي قالوا انما نحنا ابتديناابتدينا بحب ثاني مايخطر في بالاماكيف ان الحب قادر على عمل المعجزات وتغيير حياتنا من حال الى حال وعن مقدار العذاب والضياع الذي كان يحسه المرء قبل ان يطرق الحب ابواب قلبه فأن قبل حبك تعبر عن تلك الاحاسيس خير تعبير:قبل حبك كنت ما ادريمن انا ولاليش اعيشكنت ضائع بل واكثرفي ضياع ماينتهيشاما عندما تحب الفتاة حبيباً مجهولاً وتنتظرة وما أن يأتيها حتى تخبرة بانها احبته وحدة سواه وكيف ان هذا الحب قد ولد في نفسها شعوراً رائعاً بروعة الحب والحياة فان تلك الفتاة ستتذكر دون شك اغنية احمد قاسم: انت ولا احد سواكانت ولا احد سواك انت الذي قلبي حواكوبكل امالي حواكانت ولا احد سواكولأن الشجرة المثمرة فقط هي التي تقذف بالحجارة فان احمد قاسم قد تعرض لظلم شديد عندما اتهم بانه يغني الاغاني المصرية فقط لعدم قدرته على ان يغني اغاني يمنية فما كان من فناننا الا ان رد على اولئك بطريقة عملية واكمل مشوار من سبقوة من النقطة التي توقفوا عندها واستطاع ان يطور في الاغنية العدنية وهو اللون الذي شكك كثيرون في وجوده ففن احمد قاسم بعض الاغاني الشعبية منها اغنية حقول البن في خديك موال جميل. لقد رحل عنا الفنان احمد قاسم في وقت مبكر جداً في وقت كان قادراً فيه على العطاء لو ان العمر إمتد به اكثر ومع ذلك فان ماتركة لنا احمد قاسم في عمره القصير من اغاني ستظل باقية نرددها دائماً كلما اردنا ان نستمع لفن جميل واصيل.
|
رياضة
نعم .. أهواك
أخبار متعلقة