فاصلة: "من فقد عينا يعرف قيمة العين التي بقيت له - حكمة انجليزية – أدى انتشار استخدام الاختبارات غير القانونية لتحديد نوع جنس الأجنة إلى زيادة حالات قتل الأجنة الإناث في الهند. ومع أن الهند تحظر إجراء اختبارات تحديد نوع جنس الأجنة عبر تقنيات مثل التصوير بالأشعة فوق الصوتية وسحب عينة من سائل المشيمة ، لكن قتل الأجنة الإناث مازال منتشرا في بعض المناطق التي يسود فيها تفضيل كبير للذكور.يفعلون ذلك في الهند لان البنات لديهم يشكلن عبئا ماديا حيث يتعين على الآباء دفع مبالغ كبيرة لتزويجهن مما أدى إلى قتل نحو 10ملايين طفلة على أيدي آبائهن سواء قبل الولادة أو بعدها مباشرة خلال السنوات العشرين الأخيرة. وعثرت الشرطة الهندية على الكثير من رفات أجنة بشرية لإناث مدفونة في أنحاء متفرقة من البلاد كما عثرت على 30كيسا محشوة بأجزاء جسدية لأجنة إناث وأجزاء من مواليد جدد في بئر مهجورة قرب عيادة في شرق الهند مما أثار الاحتجاجات. بينما يختلف الأمر في الصين التي قررت مؤخراً - مستندة إلى دراسة أظهرت أن أكثر من 25مليون رجل في سن الزواج لن يتمكنوا من الزواج خلال الأعوام 2015- 2030م- تصويب الخلل الناجم عن سياسة الطفل الواحد التي انتهجتها منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي والتي أثمرت خللا في نسبة المواليد بين الذكور والإناث لصالح الذكور وذلك من خلال تنفيذ برنامج وطني جديد يحمل عنوان "رعاية الفتيات" يحث على إنجاب الإناث ورصد مكافأة مالية للآباء الذين ينجبون إناثاً من أجل تعزيز مكانة الفتيات والنساء في المجتمع. اهدي هذا الخبر إلى كثير من الأسر التي يخيم على سقف حياتها الحزن وربما الألم لأن الله اختار لهم من الذرية البنات. وبعيدا عن المجتمعات غير الإسلامية فان المجتمعات الإسلامية العربية لا تبتعد عن تعاطي إنجاب البنات بجاهلية ممقوتة وان كانت لا تقتل الأجنة الإناث ولا تمزق أجزاءهن لكنها تقتلهم معنويا!! والأمهات اللواتي أنجبن عدداً من البنات يعانين تدخل المجتمع السافر في هذا الموضوع، وهي تركة قديمة يبدو أن البعض توارثها من عصر الجاهلية. وكثير من الأمهات يعانين ضغوطا نفسية إما بسبب الزوج أو الأهل أو حتى أفراد المجتمع من الأقرباء والأصدقاء. يتمثل الضغط النفسي في التلميح بمسؤولية المرأة في تحديد جنس الجنين رغم انه غير صحيح علميا بالإضافة إلى أن الذرية هي نعمة موهوبة من الله وبالتالي هو بمشيئته يرزق من يشاء الذكور أو الإناث أو يجعل الإنسان عقيما. موضوع اقتصار ذرية الإنسان على البنات فيها أكثر من حكمة ومدعاة لتأمل ذواتنا وتعاملنا مع نعم الله وقبل كل شيء إيماننا بحكمة الله في رزقه. [c1]*نقلاً عن/ جريدة "الرياض" السعودية[/c]