رئيس الوزراء العراقي (المالكي) قال إنها عملية عراقية بالدرجة الأولى
بغداد / وكالات :أكد بيان على الإنترنت موقع باسم "الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين" في العراق مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي على أرض الرافدين فيما وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش في مؤتمر صحافي مقتله بالحدث المهم والكبير واعتبر القضاء عليه فرصة للحكومة العراقية لبدء مرحلة جديدة.بينما قال رئيس الوزراء العراقي أنور المالكي إن عدد القتلى في العملية التي أدت إلى القضاء على الزرقاوي هم سبعة أشخاص بينهم امرأتان كانتا تقومان بتقديم المعلومات والتجسس لصالح الزرقاوي وأكد أن تلك العملية كانت عراقية بالدرجة الأولى.وفي التفاصيل قال نائب الزرقاوي عبد الرحمن العراقي في البيان الذي يتعذر التأكد من صحته والموقع باسم الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين الذي يهيمن عليه تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نبشرك باستشهاد شيخنا المجاهد أبي مصعب الزرقاوي على أرض الرافدين. بينما وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش مقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق بانه ضربة قوية لتنظيم القاعدة إلا أنه حذر من أن العنف سيتواصل. وتلا بوش بيانا في حديقة الورود في البيت الأبيض قال فيه إن مقتل الزرقاوي ضربة قوية للقاعدة ونصر للحرب على الإرهاب مضيفا أن مقتله يمثل فرصة للحكومة العراقية الجديدة لتحويل الأمور في مصلحتها في هذا النضال. إلا أن بوش حذر من أن المهمة الصعبة والضرورية في العراق لا تزال مستمرة. ويمكننا أن نتوقع استمرار الإرهابيين والمتمردين من دونه ونتوقع استمرار العنف الطائفي. وكان رئيس الوزراء العراقي أنور المالكي قال إنه جرت عدة محاولات سابقة لقتل هذا "المجرم" دون أن تنجح وذكر أنه منذ فترة أكثر من أسبوع كانت معلومات عن تحرك الزرقاوي وأن مواطنيين عراقيين قدموا معلومات هامة عن تحركاته.وقال إن هذه العملية بدأت بضرب البيت الذي كان يجتمع في الزرقاوي مع بعض أعضاء تنظيمه بصاروخ من غارة جوية وكانت الشرطة العراقية هي أول من اقتحم البيت قبل أن تلحقها قوات متعددة الجنسيات.وفيما إذا كان الأردن شارك بشكل مباشر أو غير مباشر في القضاء على الزرقاوي قال المالكي إنه تم الحصول على معلومات من الأردن ولكنه لا يدري أن كانت بشأن قائد تنظيم القاعدة في العراق ولكنه استدرك قائلا إن السلطات الأردنية قدمت معلومات استخباراتية بشأن مطلوب هام آخر تم إلقاء القبض عليه وكان مسؤول أردني أعلن في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية أن الزرقاوي قتل خلال عملية مشتركة للاستخبارات الأمريكية والقوات الأمريكية الخاصة والمخابرات الأردنية مساء الأربعاء الماضي في بعقوبة دون أن يوضح ما إذا القوات العراقية اشتركت في العملية. وقال المسؤول إن حوالي عشرة مقاتلين قتلوا في العملية التي جرت بتغطية جوية بينما توفي الزرقاوي بعد عشر دقائق من انتهاء العملية متأثرا بجروح أصيب بها. وتابع أن الزرقاوي كان يرئس اجتماعا لمجموعته الإرهابية عند وقوع العملية في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) بدون أن يوضح ما إذا كانت قوات عراقية شاركت في العملية وفور وفاته تمت مقارنة أحدث صور تملكها القوات الأمريكية والأردنية مع الجثة ما سمح بالتأكد من هويته.من جانبه أكد قائد القوات الأمريكية في العراق جورج كايسي أن العملية كانت ضربة جوية حصلت عند الساعة 6,15 بالتوقيت المحلي 2,15 بتوقيت غرينتش من مساء الأربعاء الماضي في منزل في قرية هبهب يقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال بعقوبة الواقعة على 60 كلم شمال بغداد. ووصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي بانه نبأ جيد جدا وقال إنه ضربة ضد تنظيم القاعدة في كل مكان وأضاف بلير هذه لحظة مهمة للعراق لأن مقتل الزرقاوي ضربة للقاعدة في العراق وضربة للقاعدة في كل مكان. واعتبر برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي مقتل الزرقاوي بانه نصر مهم إلا أنه أكد أن بلاده يجب ان تواصل جهودها للقضاء على التهديدات الإرهابية. وصرح برهم للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي التركي العربي أنه لا يمكن التهاون بشان بقية مجموعة الزرقاوي يجب أن نبقى مصممين على القضاء عليهم.بدأ بجرائم جنائية وانتقل إلى الإرهاب الديني.[c1]الزرقاوي من شاب طائش إلى أحد قادة أكبر تنظيم إرهابي بالعالم[/c] يبدو أن الغارة الأمريكية في منطقة بعقوبة شمالي العاصمة العراقية بغداد أنهت قصة حياة شاب أردني طائش تحول إلى قادة أحد أكبر التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق والأوسط والعالم. فقد أعلن أمس عن مقتل أحمد فاضل نزال الخلايلة الملقب بــ أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بعد ثلاث سنوات على ظهوره كأحد أكبر قادة تنظيم القاعدة في المنطقة وذلك بعد مئات عمليات القتل والتفجير والخطف لمواطنين أجانب وعرب في العراق فضلاً عن عشرات رسائل التحريض على قتل الشيعة في العراق ورسائل التهديد إلى دول المنطقة وعلى رأسها بلده الأم الأردن. [c1]نبذة عن حياته[/c]ولد أحمد فاضل نزال الخلايلة في العام 1966 في بلدةِ الزرقاء الأردنية التي تبعد حوالي خمسة عشر ميلاً إلى الشمال الشرقي من العاصمة عمان وقد لقب بـ"الزرقاوي" أثناء إقامته في أفغانستان. وتنتسب عائلته إلى عشيرة بني حسن وهي من العشائر البدوية المعروفة جداً بولائها للعائلة الهاشمية المالكة. ولم يكمل الزرقاوي تعليمه وعمل موظفاً في بلدية الزرقاء وكان يعرف عنه أنه شاب طائش وسجن عدة مرات على خلفيات جنائية. وعندما ذهب للمرة الأولى إلى أفغانستان في العام 1989 لكي ينضم إلى المجاهدين العرب الذين كانوا يحاربون ضد الاتحاد السوفيتي كانت الحرب قد انتهت لدى وصوله ولكنه بقي هناك حتى عام 1993.ولعب اجتماع الزرقاوي مع عصام البرقاوي ( أبو محمد المقدسي) في باكستان دوراً هاماً في تحوله الديني إلى حد أصبح الأخير مرشده الروحي الأكثر أهمية وانضم الزرقاوي إلى المقدسي في الأردن وسعى إلى تَجنيد المحاربين الأفغانِ الأردنيينِ. وفي عام 1994 سجن كلاهما لامتلاكهما أسلحة غير شرعية وبعد العفو الملكي من قبل الملك عبدالله المتوج حديثاً في عام 1999 خرج كلاهما من السجن حيث نشأت شبكة جهادية في الأردن خلال فترة اعتقالهما. كان باستطاعة الزرقاوي أن ينال دعما أهم من المقدسي من قبل المجاهدين الأردنيين الشباب لأنه كان من أصول أردنية ولم يكن فلسطينياً مثل المقدسي لذا كان يتمتع بشرعية أكثر في الأردن لتحدي العائلة الهاشمية. ولم يمكث الزرقاوي الذي انتقده المقدسي لابتعاده عن القضية الفلسطينية وتفضيله لأولويات الجهاد الأخرى في الأردن إذ توجه إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان في عام 1999.وفي عام 2001 أدى قسم الولاء لزعيم القاعدة أسامة بن لادن ولكنه بدا بعد ذلك أنه على خلاف مع القاعدة وبشكل رئيسي في ما يتعلق بالقضايا السياسية والمذهبية. ففيما أرادت القاعدة إطلاق حملة الجهاد العالمي ضد "العدو البعيد" أي ضد الولايات المتحدة كان يفضل الزرقاوي تركيز الجهود ضد "العدو القريب" في الشرق الأوسط وتحديداً ضد الحكومة الأردنية. وفي عام 2003 توجه الزرقاوي إلى العراق قادماً من أفغانستان عبر إيران فاستقر في شمال البلاد وكوّن "تنظيم الجهاد" ثم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين(العراق) بعد إعلان انضمامه إلى تنظيم القاعدة. وخلال وجوده في العراق أعلن الزرقاوي الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في الوصول إليه مسؤوليته عن عشرات من عمليات قطع رؤوس أجانب وخطف وتفجيرات شهدتها مناطق عديدة في العراق. كما أعلن حرباً على الشيعة في العراق الذين أباح قتلهم علناً بعد تكفيرهم الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاج والغضب لدى المسلمين عموما والشيعة بالعراق خصوصاً الذين اعتبروه عدوهم. ولم يقصر الزرقاوي تحركاته على العراق فقط بل فتح جبهات في دول عدة وبشكل أساسي على الأردن حيث أعلن مسؤوليته عن عمليات إرهابية عدة استهدفت الساحة الأردنية كان أبرزها تفجيرات فنادق عمان العام الماضي التي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى والقتلى. وقبل مصرعه بشهر ظهر الزرقاوي للمرة الأولى في شريط مصور أكد خلاله على أن حربه ضد الأمريكيين في العراق مستمرة.