حضر افتتاح المؤتمر التاسع عشر لقادة وزارة الداخلية .. رئيس الجمهورية :
صنعاء/سبأ: حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل افتتاح المؤتمر التاسع عشر لقادة وزارة الداخلية والذي ينعقد تحت شعار (أمن الوطن مسؤولية وطنية وجماعية) في نادي ضباط الشرطة بالعاصمة صنعاء خلال الفترة (24 - 26) يناير الجاري .وفي الحفل الذي بدء بآي من الذكر الحكيم ألقى فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلمة حيا فيها قادة ومنتسبي وزارة الداخلية.وقال «يسعدني أن احضر هذا المؤتمر التشاوري لقادة وزارة الداخلية وأبارك انعقاده وما سيسفر عنه من توصيات وقرارات لصالح المواطن» .وأضاف «نحن نثمن تثمينا عاليا جهود وزارة الداخلية على المتابعة المستمرة واليقظة الأمنية في كل المحافظات والأمر الذي أسهم في تحقيق نتائج ايجابية ومثمرة في مجال مكافحة الجريمة والارهاب وترسيخ الامن والاستقرار فتحية لكم جميعاً على تلك الجهود المبذولة، ولقد أرتقت الاجهزة الامنية بأدائها الامني أفضل مما كان عليه الحال في الاعوام الماضية وكل عام يكون أداؤها أفضل من العام السابق».وأكد فخامة الأخ الرئيس ضرورة المتابعة والاستمرارية في تقييم الأداء لكل الاجهزة الامنية وتحديد عوامل النجاح وكذا تشخيص مكامن القصور والإخفاقات وتقويمها بإستمرار.وقال :» قد يرافق كل عمل عظيم, جوانب سلبية, لكن المهم هو كيف يتم تلافي أوجه القصور تلك وضمان تجنبها في عملنا المستقبلي».. مشددا على ضرورة مواصلة التأهيل والتدريب بإعتبار يمثل عاملاً أساسياً وهاماً لتطوير إداء الاجهزة الامنية, وبدون التدريب والتأهيل تصبح الأجهزة الأمنية عبارة عن جيش شعبي.وقال الأخ الرئيس :« نحن يهمنا البناء النوعي والكيف قبل الكم, فلا بأس أن يرافق الكيف, الكم, في إطار تأهيل علمي حقيقي».وأستطرد قائلا :«هناك قيادات مجربة في وزارة الداخلية لها باع طويل ولديها كفاءة وخبرة كبيرة ينبغي توظيفها لصالح أمن المواطن والوطن، ولقد لمسنا عملا راقيا وجيدا في وحدتي الأمن المركزي والنجدة يرافقه بعض الاخفاقات، الآن لدينا مركز التأهيل الموجود في ذمار وأنا زرته ووجدته مركزا جيدا و متكاملا ورائعا, لايهمني المبنى بل يهمني بناء الانسان».وعبر فخامة الأخ الرئيس عن الشكر لمديري أمن المحافظات والمديريات على الجهودالتي يبذلونها في سبيل تطوير أداء الأجهزة الأمنية ..مؤكدا أن أكثر من 80في المائة من مديري أمن المحافظات ومديري أمن المديريات أدائهم جيد ورائع».ووجه فخامته وزارة الداخلية بالاشراف والتخطيط والمتابعة والرقابة على كل أداء الجهاز الأمني بشكل عام , مؤكدا أنه بدون متابعة ومحاسبة ومراقبةالأداء الأمني قد تحصل بعض الاخفاقات وتظل دون تقويم ومع ذلك ينبغي أن نقدر ونشكر كل من أحسن الأداء وأن نحاسب كل من قصر».وقال فخامة الاخ الرئيس «بدون عقاب وحساب في كل المرافق في كل أجهزة الدولة بشكل عام وليس في الجهاز الامني فحسب لابد من محاسبة ولابد من معاقبة للمقصرين ولابد من تقديم الحوافز لكل من أبدع ولكل من عمل بشكل جيد سواء في الجهاز الأمني أم الجهاز الإداري للدولة أو في القوات المسلحة».وشدد الأخ الرئيس على ضرورة التقييم المستمر للأداء الأمني .. وقال :«لابد من تطوير آليات مكافحة الجريمة وضبطها قبل وقوعها» .وثمن تثميناً عالياً دور جهاز الأمن القومي والأمن السياسي والأمن العام في إحباط مخططات الخلية الارهابية في شمال الروضة بامانة العاصمة صنعاء .وقال :« لقد كان أداء أمنيا جيدا وأداء فرقة مكافحة الارهاب من الأمن المركزي كان ممتازا وكلل بالنجاح في إحباط مخططات تلك الخلية قبل وقوعها وهذا شيء أساسي في مكافحة الجريمة، فكلما كان هناك يقظة أمنية وعمل استخباري صحيح تحبط الجريمة قبل وقوعها .وأضاف :« ينبغي أن نستفيد من الاحداث التي حصلت في حضرموت ومأرب لابد من التقييم كيف نجحنا وماهي الاخفاقات التي رافقتنا أثناء قيام الارهابيين بعمل إرهابي في محافظة حضرموت وكذلك في مأرب.وأكد الأخ الرئيس ضرورة مواصلة حملة حظر حمل السلاح ومنع التجول بداخل المدن الرئيسية .. مشيدا بالنجاحات التي تحققت في هذا الجانب .وخاطب فخامة الاخ الرئيس قادة وزارة الداخلية قائلا «ابتعدوا عن المجاملة وطبقوا القانون على جميع الناس سواسية أمام القانون لا صغير ولا كبير ».وقال فخامته «نحن نهتم الآن بخفر السواحل وقد جندنا ألف جندي لتضم لقوات خفر السواحل لتعزيز قدرتها الأمنية خاصة بعد أن تنامت أعمال القرصنة التي حدثت خلال الأشهر الماضية وبما يمكنها من مرافقة السفن وتأمين حركتهافي المياه الإقليمية، ووجهنا بصرف الاسلحة والمعدات اللازمة لخفر السواحل لتعزيز قدراتها.وأردف الأخ الرئيس قائلا لدينا توجه لدمج خفر السواحل بحرس الحدود وبحيث تتبع جهة واحدة هي وزارة الداخلية وتكون لها قيادة مركزية وقيادة مناطق في المناطق والسواحل » .وأضاف « نحن طالبنا الولايات المتحدة الامريكية بتسليم المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو وكانت الإدارة السابقة لبوش قد تواصلت معنا على اساس ترحيلهم الى المملكة العربية السعودية من اجل اعادة تأهيليهم ورفضنا هذا الطلب الامريكي وابلغناهم اننا مستعدون لاستقبالهم في بلادنا ونجهز لهم مركز لاعادة التأهيل مع اسرهم « .واكد فخامة رئيس الجمهورية ان التوجيهات صدرت للاجهزة الامنية بتجهيز مركزا متكاملا يتضمن مدرسة ومرافق صحية وسكن لائق لإستقبال سجناء غوانتاناموا البالغ عددهم 94 شخصا والسماح لاسرهم بالعيش معهم واعادة تأهيلهم تأهيلا وطنيا جيدا للابتعاد عن التطرف والغلو وهذا ما سيتم خلال الفترة من ستين الى تسعين يوما ويكونوا موجودين على ارض الوطن .وقال « أنه يتم إستكمال إجراءات انشاء صندوق للإسكان لمنتسبي القوات المسلحة والامن في اسرع وقت وقد خصصنا اراضي للقوات المسلحة والأمن للانتفاع وليس للبيع والشراء وعلى الحكومة منح منتسبي الاجهزة الامنية والقوات المسلحة عقود الانتفاع لا عقود بيع وشراء » .. لافتا الى ان انعقاد مؤتمر الاجهزة الامنية يأتي بعد ان تم انعقاد مؤتمر القمة في الكويت وبعد وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين بناء على قرار مجلس الأمن الدولي .وثمن فخامة الاخ الرئيس قرارات قمة الكويت ووصفها بالقرارات الايجابية والفاعلة التي تسهم في رأب الصدع بين الاشقاء وبين كل الاطراف .وحيا صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة التي حصلت في غزة رغم الضحايا الكبيرة من الاطفال والنساء والشيوخ.. قائلاً « لكن هذا قدرهم ونعتز بصمود المقاومة خلال 22 يوما امام آلة الكيان الصهيوني ونترحم على شهدائهم فهم شهداء الامة.كما ثمن عاليا دور وتفاعل الشعب اليمني رجالا ونساء مع الشعب الفلسطيني منذ بدء الحرب والمسيرات والمهرجانات الحافلة في كل المحافظات والمديريات والتفافه وتضامنه ووقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني من خلال التبرعات السخية التي تبرع بها الجميع لصالح الأشقاء في قطاع غزة.وقال « لقد تعودنا دائما أن شعبنا في الملمات يتضامن ويقف وقفة رجل واحد نحن حريصون كل الحرص على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، والتي وكانت قد تحققت قبل عام لكان الموقف يتغير عما هو عليه الآن ولن تنفرد اسرائيل بقطاع غزة ولكن نتيجة لهذا الانقسام أنفردت اسرائيل واستطاعت ان تدخل » .وتابع فخامته « نحن دعونا الى وحدة الصف الفلسطيني وتقديم التنازلات من كل من فتح وحماس لمصلحة الشعب الفلسطيني ولكن للأسف لم يتم ذلك والآن تقدمنا بمبادرة متكاملة وسلمناها لفتح وحماس ولكل من تركيا وسوريا ومصر تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبناء الاجهزة الامنية على اسس وطنية ومهنية بعيدة عن الحزبية وان تشكل هذه الحكومة لمدة ستة اشهر للتحضير لإنتخابات نيابية ورئاسية متزامنة ».واستطرد قائلا « يجب إعادة بناء الاجهزة الامنية على اسس وطنية ومهنية وحسب التعداد السكاني وتكون مهنية بعيدة عن الحزبية تتبع الشرعية الدستورية، وقد اتسلمنا ردا ايجابيا من فتح وحماس وإن شاء الله تتم المصالحة « .وأضاف « كما نعلم أن المملكة العربية السعودية تبرعت بحوالي مليار دولار والكويت 500 مليون دولار وقطر 250 مليون دولار تصل الى مليار و750 مليون دولار وهو ما يتطلب إيجاد الوعاء لاعادة بناء ما دمره العدوان الصهيوني الغاشم .. مستبعداً نجاح ذلك في ظل إستمرار الانقسام».وقال « اعتقد ان الدول المانحة ستتحفظ مالم يوجد وعاء فلسطيني كامل يستوعب كل المساعدات من الدول العربية والصديقة» .وأضاف .. نتطلع الى مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية الفاعلة في فلسطين وفي المقدمة فتح وحماس الفصيلان الرئيسان وان يقدموا التنازلات لبعضهم البعض من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني فالإنقسام الفلسطيني عكس نفسه سلبيا على الساحة العربية وحصل انقسام في الصف العربي .وأكد فخامة الأخ الرئيس حرص اليمن على نجاح المبادرة لما لها من أهمية تنعكس إيجابياً لصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية .. وقال « هذا ما نتمناه من اللقاءات الفلسطينية - الفلسطينية والتي ستبدأ إن شاء الله خلال اليومين أو الثلاثة الأيام القادمة في القاهرة .. متمنيا لهم أن يتوفقوا في تحقيق المصالحة .وحيا فخامة الاخ الرئيس في ختام كلمته منتسبي وزارة الداخلية رجال الأمن البواسل في كل انحاء الوطن .. داعيا إلى المزيد من اليقظة والحذر لما من شأنه الحد من الجريمة ومكافحتها والتصدي للعناصر الإرهابية الذين يستهدفون أمن واستقرار وتنمية الوطن.. وقال « هؤلاء عناصر جهلة اغبياء اضروا بمصلحة الوطن تنموياً واقتصادياًَ وأمنياً وسياحياً فلا هوادة مع العناصر الإرهابية وإنما الضرب بيد من حديد، اينما وجدوا إلا إذا عادوا إلى جادة الصواب وتابوا عن أفعالهم الشنيعة لأن باستهدافهم الأجانب إنما يستهدفون المصلحة العامة للوطن والمواطن فهذه عناصر إرهابية لامداهنة معها على الاطلاق .. متمنيا لهذا المؤتمر السنوي واللقاء التشاوري لقادة وزارة الداخلية التوفيق والنجاح. وكان وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري القى كلمة أكد فيها ان هذا المؤتمر يمثل محطة وقوف واستعراض وتقييم لكافة جهود وزارة الداخلية في إطار خطتها السنوية التي تحدد الأهداف والاتجاهات المراد تحقيقها في ضوء البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية والبرنامج العام للحكومة والخطة الخمسية الثالثة للوزارة 2006 - 2010م.وأشار الوزير المصري الى ان نسبة التنفيذ من خطة وزارة الداخلية للعام 2008 وصلت إلى 38ر79 في المائة بزيادة عن العام السابق 62ر0 في المائة .ونوه إلى أن جرائم الارهاب والتطرف أصبحت تشكل اليوم مصدر قلق وتهديد للجميع على المستوي الوطني والإقليمي والدولي .ولفت وزير الداخلية إلى أن اليمن عانت من الأعمال الإرهابية واتخذت ونفذت العديد من إجراءات المواجهة والملاحقة والضبط ومحاصرة بؤر ومخاطر هذه الجريمة.وقال « نحن حريصون على مواجهة هذه الجرائم لما تشكله من إقلاق للمواطنين والأمن والسكينة العامة».وأضاف وزير الداخلية « ان عدد الجرائم المبلغ عنها عام 2008 بلغت 40154 جريمة، ضبط منها 37669 جريمة، وبنسبة 8ر93 في المائة ، فيما بلغ عدد الاشخاص المتهمين بالجرائم المسجلة خلال العام المنصرم 59798 متهماً، تمكنت الأجهزة الامنية من ضبط 54349 منهم بنسبة 91 في المائة ، كما تم حصر وضبط 6014 مطلوباً لجهات الأمن أوفاراً من العدالة من إجمالي 10477 بنسبة 40ر57 في المائة.وبين المصري أن الاسلحة المضبوطة في الأحزمة الأمنية بلغت /204197/ قطعة، وفي المدن /4137/ قطعة باجمالي /209034/ قطعة سلاح مختلفة، كما تم اغلاق /234/ محلاً لبيع الأسلحة وضبط /270/ متاجراً بها .وأفاد أنه تم ضبط /113/ جريمة تتعلق بالمخدرات، وضبط /252/ متهماً، فيما بلغت الكميات المضبوطة 26 طناً ونصف من الحشيش و14مليون قرص مخدر.كما أوضح المصري ان اليمن شهدت تدفقاً واسعاً للاجئين والمتسللين بلغ عددهم خلال العام المنصرم /35/ ألف شخص عبروا خليج عدن إلى اليمن .وذكر وزير الداخلية أن الوزارة نظمت /45/ دورة في المؤسسات التعليمية التابعة لأكاديمية الشرطة، استفاد منها /2635/ ضابطاً، إلى جانب دورات عقدت في مدرسة الشرطة ومركز التدريب بذمار والمنشآت استفاد منها /2035/ ضابطاً بالاضافة الى /27/ دورة في الأمن المركزي استفاد منها /14702/ ، وكذا 13 دورة عقدت في شرطة النجدة استفاد منها /1288/ فردا، وكذا 203 دورات في المصالح والإدارات العامة وأمن المحافظات و 324 دورة في الجامعات والمعاهد المدنية والعسكرية في الداخل والخارج.حضر الحفل رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني وعدد من الوزراء واعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية.