محمية الحسوة الطبيعية :
[c1]تمتاز المحمية بتنوعها الحيوي النباتي حيث يوجد فيها أكثر من 23 نوعاً نباتياً و40 نوعاً من الطيور[/c]لقاء / زكريا السعديتعتبر محمية الحسوة الطبيعية من المحميات المهمة التي تمّ إعلانها مؤخراً.. حيث تشكل تراثاً طبيعياً وغنياً ذو أهمية اقتصادية واجتماعية وحيوية وتعتبر موئلاً مناسباً للعديد من الطيور المهاجرة والمستوطنة المائية والخواضة والبرية التي تتخذ من موقع المحمية ملاذاً آمناً للغذاء والراحة والتكاثر أثناء هجرتها السنوية من وإلى أوروبا وآسيا وأفريقيا وتتميز محمية الحسوة بأهميتها الاقتصادية حيث توفر فرص عمل لشريحة واسعة من المجتمع، إضافة على أهميتها البيئية والتعليمية.وكون محمية الحسوة لها كل هذه الأهمية وغيرها من المحميات في محافظة عدن وعددها خمس محميات وهي (الحسوة، المملاح، البجع، الوادي الكبير والفارسي)، لذا التقينا الأخ/ فيصل ثعلبي مسؤول حماية المحميات الذي وافانا بالمعلومات التالية :[c1]التاريخ المدوَّن عن محمية الحسوة الطبيعية [/c]تشير المصادر التاريخية أنّ محمية الحسوة الطبيعية هي عبارة عن أرض سبخة تستخدم لصناعة ملح الطعام وهو أن أحد أمراء الغزو الأيوبي في القرن السادس الهجري وهو الاتايك سنقر.. اشتراه غصباً عن مالكيه وبقي منذ ذلك الوقت ملكاً للدولة حتى بعد منتصف القرن التاسع عشر وصار ملكاً لسلطان لحج، وكان خارج حدود عدن في الاتفاقية التي عقدها الإنجليز مع سلطان لحج في عام 1949م ولكنه ضمه إلى ممتلكاتها في عام 1882م التي بموجبها اشترى الشيخ عثمان ووسع حدود المستعمرة ودفع تعويضاً للمملاح مبلغ 500 ريال شهرياً واستمر ذلك حتى بعد منتصف القرن العشرين، كما تشير مصادر أخرى بأنّه تمّ العمل في هذا الموقع لاستخراج الملح في عام 1923م بإنشاء الشركة المتحدة، وكان يديره أحد أفراد الجالية الهندية في الجزء الغربي منها يستخدم لرمي القمامة حتى الثمانينات من القرن العشرين الماضي. ونظراً لموقع المحمية في الفيض النهائي للسيول فقد استغل في تنفيذ العديد من الزراعات منها زراعة نبات نخيل البهش (الطاري).[c1]الموقع والمساحة لمحمية الحسوة الطبيعية :[/c]تقع محمية الحسوة الطبيعية في الفيض النهائي للسيول الموسمية أي أنّها تقع في نهاية مصب الوادي الكبير ونظراً لوجود غطاء نباتي كثيف فيها ساعد ذلك على حجز مخلفات السيول ومخلفات المياه العادمة المعالجة بين جذوع الأشجار وبالتالي تقليل الإضرار على الشُعاب المرجانية. علماً بأنّ محمية الحسوة تطل جنوباً على خليج عدن وشمالاً على منطقة المنصورة وشرقاً على كالتكس وغرباً على المحطة الكهروحرارية وتتبع إدارياً مديرية البريقة.وتبلغ مساحة المحمية 185 هكتاراً منها 30 هكتاراً أحواض مائية خاصة بمعالجة المياه العادمة المعالجة.وتتفاوت أنواع التربة الخاصة بالمحمية فنجد أنّها سلتية رملية إلى طينية في بعض المواقع، وهذا ناتج عن انبساط السيول الموسمية وتكوين هذه الطبقة من التربة خصوصاً عند مرور مياه الوادي الكبير القادمة من دلتا تبن. ويبلغ إجمالي المياه المتدفقة إلى المحمية يومياً بما يقارب 18.000م3 يُستفاد من 25% منها وتجري حالياً وبجهود من المستفيدين وبرنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في كيفية الاستفادة الكاملة من هذه المياه بدلاً عن هدرها في البحر.[c1]التنوع الحيوي في محمية الحسوة الطبيعيةالنباتات :[/c]ساعدت طبيعة البيئة في محمية الحسوة على انتشار العديد من النباتات ذات الأهمية البيئية والحيوية والاقتصادية، وأثبتت الدراسات بأنّ منطقة محمية الحسوة الطبيعية يتوافر فيها أكبر غطاء نباتي ملحي مقارنةً بالمناطق الأخرى التي تأثرت بالتوسع العمراني وأدى ذلك إلى انتهاء العديد من النباتات ذات التنوع الوراثي المهم. وعموماً يتواجد أكثر من 23 نوعاً نباتياً في محمية الحسوة تتبع 20 جنساً وتسع عائلات.[c1]الطيور[/c]وجود بيئات نموذجية يضمن لها سلامة بيئات المحمية الطبيعية وعموماً رصد بورتر والصغير في 1996م أكثر من 40 نوعاً من الطيور ورصد بازرعة في مايو 2005م أكثر من 14 نوعاً من الطيور البرية في محمية الحسوة الطبيعية، كما تزور المحمية العديد من الطيور الجوارح المستوطنة والمهاجرة مثل الصقر الباز طويل الساقين والشاهين البحري والصقر الحُر والباشق والنسر الأسمر.وفي دراسة للدكتور البلم في عام 2005 و2006م رصد أكثر من 200 نوع من الطيور التي تزور المحمية خصوصاً في فصل الشتاء منها العديد من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض على مستوى الإقليم نذكر منها :نورس أبيض العينطائر ملك العقبانطائر الرخمة المصريةأبو منجل محرم[c1]الأحياء البرية :[/c]وأهم الأحياء البرية التي رصدت في محمية الحسوة الطبيعية:· الثعالب.· الزواحف.· الدواجن البرية.· الأرانب البرية.· لخفافيش.· العقارب.· العديد من الأحياء الدقيقة.· أنواع مختلفة من الحشرات.[c1]الثروة الحيوانية :[/c]يبلغ إجمالي الثروة الحيوانية التي تستفيد مباشرة من محمية الحسوة الطبيعية بما يقارب 113 رأس بقر، 59 جملاً، 586 ضأناً (ماشية) ناهيك عن الحيوانات التي يتم تجميع الغذاء لها من المحمية وقرى في المنازل والبالغة أكثر من 100 رأس متنوع من جِمال وضأن وحيوانات أخرى.[c1]الجانب الاقتصادي والاجتماعي :[/c]توفر محمية الحسوة الطبيعية فرص عمل ومصدر رزق لكثيرٍ من الأسر التي تعتمد على مخرجات المحمية كمصدر رزق أساسي لمعيشتهم وعموماً يبلغ إجمالي المستفيدين حالياً من محمية الحسوة الطبيعية ما يقارب 200 أسرة، فإذا كان متوسط عدد أفراد الأسرة خمسة أفراد، فإنّ المستفيدين الفعليين ما يقارب 1000 نسمة وتتعدد الأنشطة التي تُمارس في المحمية.[c1]الإجمالي السنوي لدخل المستفيدين من محمية الحسوة الطبيعية :[/c]نظراً لتعدد الأنشطة في محمية الحسوة الطبيعية تبلغ إجمالي الدخل العام السنوي بما يقارب عشرة ملايين ناتجة عن الزراعة والاحتطاب والرعي وبيع الأغنام وصناعة الخل، وتنفيذ العديد من الصناعات الحرفية المهمة، وهذا الدخل في ازدياد بسبب التدخلات من قبل برنامج الإدارة المستدامة والهيئة العامة لحماية البيئة في كيفية استقلال الموارد الطبيعية وخلق فرص عمل جديدة للمستفيدين تحسن من دخلهم.[c1]الدعم :[/c]ويضيف الأخ/ فيصل ثعلبي حول موضوع الدعم المقدم لحماية هذه المحمية قائلاً :إلى يومنا هذا لم نتلقى أي دعم من أي جهةٍ كانت من القطاع الخاص باستثناء الدعم الذي يقدمه محافظ محافظة عدن وهو توظيف اثنين من أعضاء الجمعية، إضافة إلى وعده لنا بإدخال الكهرباء والمياه وسفلتة الطريق إلى المحمية، وكذا ما وعدنا به مدير الأمن في المحافظة وهو توفير خيل في المحمية لغرض السياحة البيئية وبهذه المناسبة نوجه الشكر للأخ المحافظ ومدير الأمن على اتصالاتهم الدائمة بنا، وكذا تذليلهم الصعوبات كافة التي نواجهها.