غضون
- عندما تقصف إسرائيل بيتاً وتقتل مدنيين أو أبرياء تداري الحرج بالقول إن ذلك تم عن طريق الخطأ وتزيد تلطف الأمر باعتذار وإبداء أسف، وعندنا يتباهى الإرهابيون بقتل الأبرياء ويسمون ذلك جهاداً، أحد عناصر القاعدة قال بالأمس إن الخمسة الذي قتلوا في تريم كانوا يبحثون عن الشهادة منذ خمس سنوات ، وحصلوا على ما يبحثون عنه أثناء الجهاد الذي قاموا به في تريم وقتلوا فيه جنوداً ومواطنين، ووصف أولئك الإرهابيين القتلة بأنهم شهداء.. وكلمة شهداء قد فقدت معناها مثلها مثل كلمة الجهاد أو المجاهدين على يد هؤلاء الذين يسمون الأشياء بغير أسمائها ومع ذلك أتحدى شيخاً أو رجل دين أن يرد على الإرهابيين أو يدافع عن كلمتي جهاد وشهيد اللتين اعتدى عليهما الإرهابين أو أن يسمي الإرهابيون ، وسلوكهم بالأسماء الصحيحة لغة وشرعاً .- في الجزائر قتل الإرهابيون هناك أكثر من ستين بريئاً وجرحوا نحو مائتين بعمليات انتحارية خلال الأسبوعين الأخرين من هذا الشهر، ويخرج علينا قادة الإرهابيين المنتحرين ببيانات يتباهون فيها بقتل الأبرياء الذين يسمونهم كفاراً ويلقبون قتلتهم بالمجاهدين والشهداء .. ومع ذلك لم يستنكر أي سلفي هذا الإجرام.. ومن الطريف أن وزير الداخلية الجزائري لما أراد التعبير عن إدانته للإرهابيين قال: للأسف أن الذين قتلهم الإرهابيون هم مدنيون وليسوا من رجال الدرك أو الشرطة ! وكأن قتل الدرك أمر يحتمل! ومن ظرف الإرهابيين بالمقابل تبريرهم قتل الجنود بالقول إنهم يحملون أسلحة أمريكية وهذا يكفي لإباحة دمائهم بينما الإرهابيون يقتلون الأبرياء بأسلحة أمريكية وروسية بل وإسرائيلية أيضاً لكن يبدو أنها قد أسلمت وطافت بالبيت العتيق فلا حرج منها .- خلاصة الأمر أن الإرهابيين افسدوا كل شيء الدين واللغة والعقل والمنطق في سبيل تبرير قتلهم الناس وإفسادهم الأرض.. قاتل الأبرياء مجاهد.. وتفجير المنشآت جهاد .. يكفرون دولة تحكم بالإسلام أولاً ثم يكفرون كل من في هذه الدولة : الشرطة والمجتمع وكل المؤسسات، لكي يضفوا على إرهابهم شرعية بوصفه قتل كفار وهدم مؤسسات كافرة.. في حين أن الكفر ليس موجباً لقتل أو جهاد في أي شرع.
